الخرطوم – بشير النور
قال صحفيون سودانيون، الخميس، إن هناك الكثير من التحديات والعقبات ضاءلت حظوظ الراديو أمام بقية الوسائط الإعلامية، مطالبين بالاهتمام بالجودة والمحتوى البرامجي، وتشغيل كوادر مختصة ومؤهلة مع توفير شروط عمل تليق بالإذاعي.
وأعلنت الدول الأعضاء في اليونسكو عام 2011 عن يوم 13 فبراير / شباط الجاري، يومًا عالميًا للإذاعة (WRD). واعتمدت ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012.
وللإذاعة قدرة كبيرة في الوصول إلى جمهور واسع وتشكيل تجربة المجتمع في التنوع، وخلق ساحة للجميع للتعبير عن آرائهم وتمثيلهم وإسماع صوتهم.
أنيس الراعي
وقال نقيب الصحفيين السودانيين عبد المنعم أبو إدريس، في كلمته خلال احتفال صحفيين باليوم العالمي للراديو، إن الاحتفال يجيء اعترافاً بدور وسيلة الاتصال الأكثر انتشاراً بين الناس.
وأوضح أن “الراديو هو أنيس الراعي، وهو يسير خلف قطعانه، وللمُزارع في الفيافي البعيدة وللذي يضرب حجارة الصحراء بحثا عن الرزق وللجندي في منطقة حدودية نائية، وبهذه القدرة وسهولة الحصول على خدمتها يمكن للإذاعة أن تلعب دوراً رئيساً في تحقيق السلام الاجتماعي بين مكونات البلاد وفي دعم حلم شعبنا في الحرية والانتقال لدولة ديمقراطية”.
وأشار إلى برنامج (من ربوع السودان) ودراما حمدنا عبدالقادر في (حكاية نادية) و(الحيطة المايلة) و(المقاصيف)، وكتابات إسماعيل خورشيد والخاتم عبد الله رحمهم الله جميعا، وصوت الناظر دبكة، وهو يقدم اقتراح استقلال السودان داخل البرلمان، وتثنية الناظر مشاور جمعة له، وركن الأطفال وعمكم مختار وبرنامج الرياضة وأصوات كثيرة من محمد صالح فهمي وعلي شمو وحمدي بدرالدين وسكينة عربي وليلى المغربي وعفاف صفوت ومحاسن سيف الدين ونايلة العمرابي وصلاح أحمد محمد صالح وحقيبة الفن وأغنيات منى الخير ومهلة العبادية وعائشة الفلاتية وفاطمة الحاج وحسن عطية وعبدالعزيز داؤود، وأحمد المصطفى ووردي وغيرهم كثير يضيق المجال لذكرهم”.
وأكد أبو إدريس أن كل هذا الإرث الآن موجود في ظروف غير ملائمة.
وقال ممثل اليونسكو في الخرطوم جورج باباجيانيس، إن أجهزة آليات العمل في الإذاعة السودانية قديمة منذ 40 سنة، وهي بحالة غير جيدة. ووعد بالعمل من أجل تطويرها.
وعبر عن ارتياحه لما يبث عبر الراديو ويدل على مقدرة العاملين في صناعة الحياة بالنسبة للمستمعين وجمعهم بواسطة معلومات شيقة.
هلا وبرو
وطالب عمر محي الدين في ورقته حول إذاعات (الإف ام) ودعمها للثقافة وقضايا الوطن، بمراجعة وزارة الإعلام والجهات المختصة ومراجعة المحتوى، بجانب الرخص الممنوحة، وإنشاء لجنة من السلطات المختصة تعنى بالجودة وتشغيل كوادر مختصة ومؤهلة مع توفير شروط عمل تليق بالإذاعي.
وقال محي الدين إن إذاعات (الإف ام) إحدى تكنولوجيا العمل الإذاعي عالية التردد وعاب عليها في السودان رغم انتشارها محدودية مساحتها.
ونبه إلى ضرورة وضع تعريف واضح بالإذاعي ولمن له الحق في إدارة البرامج في المحطات الإذاعية.
وذكر أن مستقبل محطات الإف ام في السودان يجابه بالكثير من التحديات والعقبات في ظل تضاءل حظوظ جهاز الراديو أمام الوسائط الأخرى.
وقال إن من الضروري النظر بعين الاعتبار للاستفادة القصوى وإدماج وسائل التواصل الاجتماعي في المحتوى البرامجي، وهناك نماذج طيبة في بعض الإذاعات كراديو (برو) و( وهلا).
توقف الأرشيف
وفي ورقة المكتبة ذاكرة وحافظة للتراث الثقافي والفني والاجتماعي والسياسي التي قدمتها وفاء الصادق، تناولت التحديات والعقبات التي تواجه المكتبة الصوتية بإذاعة أم درمان، أبرزها توقف مشروع الأرشيف الرقمي وتلف أجهزة الاستماع وعدم وجود نظام إطفاء ذاتي للحريق داخل المبنى مع ضبابية في الهيكل الإداري وتوقف إذاعة ذاكرة الأمة وعدم وجود أجهزة تكيف.
وأوصت الورقة بتوفير الدعم المالي وحماية المحتوى ببصمة الصوت ووضع نظام للحماية عبر أصحاب الاختصاص من أي حريق.
بيئة قاتلة
وحول أوضاع المتعاونين ودورهم في الإذاعة، قال ميرغني جبريل في ورقته “إن أوضاع المتعاونين سيئة ومزرية في صرح كان يظنونه ملاذا لهم وبيتهم الرحيب ونيلهم الخالد الذي ينهلون منه المعرفة وصقل مواهبهم. وقال إن طاقاتهم تهدر في اللا شيء تحت دعاوى البروقراطية والتمكين التنظيمي. ووصف البيئة بالقاتلة للإبداع.
وذكر أن هيئة الإذاعة والتلفزيون طغى عليها الولاء التنظيمي، وضرب القوانين الوطنية والإنسانية عرض الحائط، وجعلت من المتعاونين أرقاء لها، تستنزف مواهبهم وقدراتهم تحت مسمى عريض يسمى الإطار الوظيفي .
ثقافة الاستبداد
ورأى الخبير الإعلامي السر السيد، في ورقته حول دور الراديو في الانتقال الديمقراطي في السودان، أن القضايا التي يجب ضرورة الحوار حولها والاشتغال عليها من أجل أن يلعب الراديو دوره في الانتقال الديمقراطي في السودان هي تصفية ثقافة الاستبداد، ومساءلة الأحزاب ولجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني والقوات النظامية وتسليط الضوء عليها وتحليل ومراجعة ما تقوم به للمرحلة، مع تناول معاش الناس ومرتكزات الأمن القومي ومكافحة العنصرية والجهوية ومكافحة المخدرات.
ودعا السيد إلى تأسيس جبهة للإعلام الالكتروني وابتعاث عدد من الشباب أصحاب المواهب إلى مصر والهند وجنوب أفريقيا لاكتساب خبرات إعلامية ترتقي بالمهنة.