الخرطوم – بهجة عماد
حتمت الظروف الاجتماعية على كثير من المدخنين التحفظ في استخدام السيجارة العادية، خصوصا في الأماكن العامة، ولا سيما النساء، إذ يخشين وصمة المجتمع فلجأن إلى تدخين السيجارة الإلكترونية، بدلاً عن العادية بحسب حديث ممن خضن التجربة، فيعتقد كثيرات أن الإلكترونية أقل ضرراً على المستخدم ومن حوله.
وفي محاولة لتبرير لجوئها إلى استعمال السيجارة الإلكترونية، كشفت الشابة السودانية (ه . م) عن استعمالها السيجارة الإلكترونية بشكل يومي كنوع من الرفاهية، رغم كلفتها المادية المرتفعة.
وأكدت (ه.م) لـ (سلا نيوز) أنها تقوم بشرب السيجارة الإلكترونية دون علم أسرتها وبقية فئات المجتمع، لأن المجتمع السوداني ينظر إلى الفتاة المدخنة على أنها ذات سلوك غير سوى. وتابعت أن عدم تقبل المجتمع للتدخين هي مشكلة تعاني منها بصورة مستمرة.
وأرجعت أسباب استخدامها للسجائر الإلكترونية لاستقلالها ماديا.
ووصفت استعمالها السيجارة الإلكترونية أو السجائر العادية بالحرية الشخصية، مبينة أن المرأة إذا لم تقتنع بترك التدخين فإنها لن تتركه أبدا مهما كانت الأسباب .
ذاكرة التخزين
السيجارة الإلكترونية أو ما تعرف باسم Vape هي جهاز صغير يشبه في شكله السجائر العادية، أو ذاكرة التخزين، أو القلم العادي، يتم ملؤه بسائل يحتوي على النيكوتين المضاف له مواد ذات نكهة، حيث يتم استخدام طاقة بطارية لتسخين السائل وتحويله إلى رذاذ يتم استنشاقه عن طريق الفم، ويأتي وجه الاختلاف في السجائر الإلكترونية تعمل بطريقة تبخير السوائل، وليس بواسطة حرق التبغ مثل السجائر العادية.
تحذير الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية نشرت تقريرا في 2015 حذرت فيه من أن السجائر الإلكترونية تحتوي على مواد سامة ضارة بالصحة.
ووفقًا للمنظمة، فإن التبغ يقتل ما يقرب من 6 ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنويًا، بينهم أكثر من 5 ملايين متعاطين سابقين وحاليين للتبغ، وحوالي 600 ألف شخص من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي.
المدى الطويل
في حديثها لـ (سلا نيوز) تقول فاطمة فزع، الاستشاري النفسي لمركز الإقلاع بمستشفى الأسنان التعليمي بالخرطوم: “السجائر الإلكترونية أكثر أمانا من السجائر التقليدية، لكنها قد تكون ضارة على المدى الطويل، ولا تزال الأبحاث جارية حولها”.
وكشفت عن زيادة في أعداد السيدات اللاتي يستخدمن السجائر الإلكتروني، مبينة أن بعضهن أقلعن عن استخدام الشيشة التقليدية. وتابعت: “بعض النساء لجأن إلى السيجارة الإلكترونية لأنهن لا يستطعن الحصول على السجائر العادية كل يوم وفي كل الأماكن.
وأكدت أن المركز يرفع شهريا تقريراً لوزارة الصحة الاتحادية عن معدلات عدد المقلعات عن التدخين بصورة عامة. مضيفة أن الكورسات المتعلقة بالإقلاع تحتوي على 12 جلسة على الأقل، ويجب أن تكون جلستان أسبوعيتان للمتعاطين، مشيرة إلى وجود دليل معد من قبل وزارة الصحة الاتحادية للإقلاع عن التبغ.
أرقام ومؤشرات
بينما كشف (م .ع) بائع سجائر الإلكتروني عن لجوء أعداد كبيرة من الفتيات لشراء السيجارة الإلكترونية لكن بطريقة تمويهية غير مباشرة، عبر الادعاء بأنهن يقمن بشرائها لأخريات خوفا من نظرة المجتمع التي تستهجن هذا المنحى.
وقال بائع السجائر المشار إليه في حديثه لـ (سلا نيوز): “يبلغ سعر السيجارة الدائمة الاستخدام 50 ألف جنيه، بينما تبلغ سعر السيجارة التي تستخدم لمرة واحدة 6 آلاف جنيه”. ويتفق فيما ذهب إليه وحديث أغلب المدخنات حول تفضيل استخدام السيجارة الدائمة بصورة أكبر بسبب جودتها .
داخليات الطالبات:
وكشفت مصادر عليمة عن ارتفاع معدلات استخدام السيجارة الإلكترونية بداخليات الطلبات بالجامعات الحكومية والخاصة.
وأكد مختصون أن السيجارة الإلكترونية تحتوي على مادة النيكوتين بما يعادل النيكوتين الموجود في 20 سيجارة عادية، ومن أشهر أضرارها الصحية الإدمان، وأمراض الرئة، والسرطان، التسمم بالمواد الثقيلة.
وبحسب تصنيفهم توجد 4 أنواع للسيجارة الإلتكرونية القابلة للتعديل، الحجم المتوسط، التصميم الصغير، والاستخدام الواحد.
وحذرت دراسة أمريكية حديثة، من أن السجائر الإلكترونية، يمكن أن تلحق ضررا بالغا بالخلايا الجذعية في المخ، قد يصل لحد التلف والموت، خاصة لدى الأجنة، والشباب. الدراسة أجراها باحثون بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (iScience) العلمية.
وتعمل السجائر الإلكترونية عن طريق سخان حراري لتسخين سائل يحتوي على النيكوتين الموجود داخلها، ليتحول السائل إلى بخار النيكوتين الذي يستنشقه المدخنون بدلا عن حرقة كما يتم في السجائر المعتادة.
منظمة الصحة العالمية أيضا نشرت تقريرا في 2015 حذرت فيه من أن السجائر الإلكترونية تحتوي على مواد سامة ضارة بالصحة.
ووفقا للمنظمة، فإن التبغ يقتل ما يقرب من 6 ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنويا، بينهم أكثر من 5 ملايين متعاطين سابقين وحاليين للتبغ، وحوالي 600 ألف شخص من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي.