آخر الأخبار

قبل العرس القاري بين مصر والسنغال.. لماذا تُعدُّ بطولة الأمم الأفريقية الحالية هي الأسوأ؟!

سلانيوز – أسامة محمد عثمان

تعدُّ بطولة الأمم الأفريقية المقامة حالياً في الكاميرون واحدة من أسوأ النسخ من حيث التنظيم في بطولات (الكان) “الـ ٣٢ السابقة”.

البطولة كانت مهددة بالتأجيل أو النقل إلى دولة أخرى بسبب انتشار فايروس كورونا والمشاكل الصحية  في الكاميرون إلا أن إصرار الاتحاد الأفريقي “كاف” والاتحاد الكاميروني بقيادة صامويل إيتو لاعب برشلونة وانترميلان السابق على قيام البطولة رغم الظروف المحيطة جعلهما عرضة للتربص من النقاد والمتابعين للكرة وخاصة المهتمين بالكرة الأفريقية.

صمويل إيتو رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم وضع نفسه أمام تيار الانتقادات الأوروبية وخاصة الإنجليزية بعد إصراره على قيام البطولة في هذا التوقيت، نسبة لكثرة اللاعبين الأفارقة الذين ينشطون في الدوريات الأوروبية مما سيؤثر في سير المنافسة في الدوريات الأوروبية عامة والإنجليزية والفرنسية بصفة خاصة.

البطولة الأكبر على المستوى القاري تعرضت لحوادث وأحداث كثيرة جعلتها واحدة من أسوأ النسخ نستعرضها  في الآتي :

التحكيم سيء

لم نتفاجأ من أداء الحكام في البطولة الافريقية نسخة الكاميرون، فالمعروف أن التحكيم في القارة السوداء يثير الكثير من الجدل رغم وجود تقنية (الفار) الحديثة التي تحد من الأخطاء التحكيمية في كثير من المرات.

كانت هناك الكثير من الحالات التحكيمية المثيرة للجدل، خاصة تلك التي حدثت في مباراة تونس و مالي في دور المجموعات وهي الأغرب، حيث أطلق  الحكم صافرة نهاية المباراة عند الدقيقة ال٨٥ قبل نهايتها بخمسة دقائق كاملة مما جعل العالم يتفاجأ.

احتجاج الجهاز الفني واللاعبين التونسيين الذي كان متأخراً بهدف نظيف وقتها جعل الحكم يضيف خمس دقائق أخرى للمباراة، ثم ينهيها بعد مرور أربع دقائق وسط ذهول وصدمة الجميع، ورغم احتجاج المنتخب التونسي أصر الحكم هذه المرة على إنهائها..

اللجنة المنظمة للبطولة تعللت بإصابة حكم المباراة بضربة شمس أثرت في أدائه وجعلته غير قادر على التمييز.

سوء الملاعب

اشتكت أغلب المنتخبات المشاركة في (كان) من سوء أرضيات الملاعب المستضيفة للبطولة وعدم مطابقتها للمعايير والمواصفات العالمية، مما يقلل من جودة اللاعبين وأدائهم في المباريات وتعرضهم للإصابات.

الملاعب المقررة أن تقام عليها المباريات بعض منها أشبه بالمراعي من الملاعب، ويُعدُّ ملعب جابونا في مدينة دوالا اسوأ ملعب من مجموع ست ملاعب تستضيف المباريات.

قال الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) أن الحالة السيئة للملاعب تسببت في تغيير غير مسبوق في ملاعب مباريات ربع ونص نهائي البطولة التي تستضيفها الكاميرون.

تدافع وموت ثمانية أشخاص

أضفى  الخبر الحزين عن موت (ثمانية) أشخاص وإصابة العشرات في مباراة الكاميرون مع جزر القمر في انهيار  الملعب الأوليمبي بالعاصمة الكاميرونية ياواندي حزناً كبيراً في الكاميرون.

الانهيار كان بسبب تدافع الجماهير في البوابات للدخول لملعب المباراة بطريقة غير رسمية كما قالت بعض التقارير بعد خفض الحضور الجماهيري إلى ٨٠٪  لمباريات الكاميرون و٦٠٪  لبقية المباريات بسبب الإجراءات الصحية المتبعة للحد من انتشار فايروس كورونا.

أصدر الاتحاد الأفريقي بياناً يطلب من خلاله بفتح تحقيق في الحادثة وتعليق المباريات المقرر إقامتها في الملعب الأوليمبي قبل انتهاء التحقيقات. الغريب في الأمر الملعب سوف يستضيف مرة اخرى مباراة المنتخب الكاميروني أمام مصر في نصف النهائي.

أزمة جزر القمر

قبل مباراة الكاميرون أمام جزر القمر بثلاثة أيام في دور الـ ١٦ وكإجراء روتيني من اللجنة الصحية المعنية بفيروس كورونا تقوم بالكشف على البعثات قبل المباريات. وقامت بمسحة لبعثة جزر القمر أثبتت أنها إيجابية لعدد كبير من لاعبي المنتخب إضافة لكل حراس المرمى الثلاث لجزر القمر. وتنص قوانين اللجنة الصحية في الكاميرون على عزل المصابين لخمسة أيام، وبذلك سوف تلعب جزر القمر من دون حارس مرمى أمام الكاميرون.

المصيبة كانت عندما أعاد المنتخب القمري المسحة على حراس المرمى مرة أخرى واتضح ان المسحة كانت نتيجتها سلبية للحارس الأول، مما سيسمح له للعب المباراة. الصدمة كانت كبيرة عندما رفضت اللجنة الصحية مشاركة الحارس من دون توضيح أسباب، وستلعب جزر القمر دون حارس مرمى، وسيعوضه مدافع من بداية المباراة.

وفي الدقيقة السادسة من المباراة طرد مدافع جزر القمر بقدير خاطئ من الحكم، فازت الكاميرون بنتيجة هدفين مقابل هدف وفازت جزر القمر بقلوب الجميع بعد الأداء الرائع بعشرة لاعبين ودون حارس مرمى متخصص نال احترام الجمهور العالمي قبل القمري بتصدياته المذهلة.

وجهت أصابع الاتهام للاتحاد الكاميروني ولصمويل إيتو بالتسبب في هذه الفضيحة، ليخرج إيتو ويقول إن اللجنة المنظمة للبطولة ليس لها دخل في إجراءات كورونا إنما هي لجنة البلاد الصحية هي المعنية بالمواضيع الصحية وأنه لا يملك الحق في التدخل في قرارات الدولة.

سوء المعاملة والإقامة

“نحن نعامل كمواطنين من الدرجة الثانية، لم أجد الحليب لقهوتي، لم نجد الطعام الكافي، وليس بإمكاننا الوصول إلى الغسالة لغسل ملابسنا.. لهذا نضطر إلى غسل ملابسنا بأنفسنا.. هل رأيتم ساديو ماني (نجم منتخب السينغال) يغسل ملابسه الداخلية ويعلقها على شجرة؟”.. هذه هي كلمات الروماني مارينيكا مدرب ملاوي وهو يشرح الوضع الصعب لإقامة بعثة المنتخب الملاوي في الكاميرون، ويرى ان هنالك تحيز واضح من الاتحاد الأفريقي للمنتخبات الكبيرة علي حساب المنتخبات الصغيرة.

كما أوضحت وسائل اعلام تونسية عن وجود زواحف في مقر إقامة المنتخب التونسي  بالفندق، ونشرت الصحف صور لثعابين وسحالي تم التقاطها بواسطة كاميرات لاعبي المنتخب التونسي، تدل على سوء المعاملة وقلة الاحترام للمنتخبات المشاركة.

المشجعون

الجماهير هي روح الملعب واللاعب رقم ١٢ ومن دونه تصبح مباريات كرة القدم بلا روح.. وتقاس البطولات بحضور الجماهير للملاعب وتشجيعها للفرق والمنتخبات.

الإجراءات الصحية في الكاميرون أجبرت منظمي البطولة لتقليص الحضور الجماهيري للمباريات بنسبة ٦٠٪  واستثنت من هذا القرار المنتخب المضيف والمنظم وسمحت لجماهيره بالحضور بنسبة ٨٠٪.

ولكن بالرغم من النسب الضئيلة المقررة للحضور إلا أن الجماهير لم تستهوى البطولة ولا مبارياتها التي كان أداؤها ضعيفاً جداً، فقد كانت المدرجات شبه فارغة إلا من حفنة من الجماهير، عدا مباريات المنتخب الكاميروني.

لم ترق المباريات للجماهير الكاميرونية، كما أن البعثات لم تكن موجودة بشكل كبير مما أثر على البطولة من الناحية الفنية والتقنية.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.