آخر الأخبار

حميدتي في موسكو.. ماذا يكسب السودان؟ وماذا سيخسر؟

 

الخرطوم- بشير النور

أثارت زيارة نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، محمد حمدان دقلو “حميدتي” عاصفة من الجدل ونقاشاً مستمراً حول مكاسبها ومخاطرها السياسية.

ووصل دقلو إلى موسكو، أمس الأربعاء، في زيارة رافقها فيها كل من وزراء المالية والطاقة والمعادن والزراعة، وتعد رابع زيارة خارجية له منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عقب الانقلاب العسكري، وذلك بعد كل من إثيوبيا والإمارات وجنوب السودان.

ورجح الخبير الاستراتيجي أمين مجذوب إسماعيل، أن السودان سيجني من تلك الزيارة مساعدات عسكرية، أو أن يكون لموسكو دور في تخفيف الضغوط الاقتصادية على السودان، خصوصاً وأن السودان يعاني حالياً من حصار نسبي.

واستدل في حديثه لـ (سلانيوز) على الأهمية الاقتصادية للزيارة بالوفد المرافق لحميدتي الذي ضم عدداً من وزراء القطاع الاقتصادي وحتى أصحاب الغرف التجارية موجودون في الزيارة، في نفس الوقت يرجح الخبير مجذوب تركيز روسيا في المباحثات على فتح ملف قاعدتها العسكرية في البحر الأحمر التي علقت الحكومة السودانية بنائها في أبريل/ نيسان من العام الماضي.

بدوره قال البروفيسور حسن حاج علي، المتخصص في العلوم السياسية لـ (سلا نيوز) إن أبرز مكاسب زيارة دقلو إلى روسيا تتمثل في تخفيف وطأة الضغوط السياسية الغربية على المكون العسكري، مشيراً للوجود الروسي المقدر في ساحل أفريقيا الوسطي ومالي وما لهذا الوجود من ارتباط وثيق في إقليم دارفور وتشاد، مبيناً أن المكاسب الأخرى للزيارة تجئ من زيادة الاهتمام الروسي بالتعدين في السودان بحيث يمكنها توسعة عملها وشركاتها.

وحول سلبيات الزيارة، يوضح  بروف حاج علي، تتعلق بتوقيتها الحرج  في ظل  تعقيدات المواجهة التي أصبحت على أشدها بعد العملية العسكرية لروسيا في أوكرانيا، وقال إن أي تصريحات للسودان في هذا التوقيت قد تؤول على أنها تأييد لروسيا وربما يفهم أن السودان بدأ يتجه في علاقاته الخارجية نحو روسيا تاركاً الغرب خاصة أمريكا، مما ينعكس على مجمل العلاقة بين الخرطوم والدول الغربية.

وكانت وسائل إعلام قد نقلت عن حميدتي قوله بتأييد الموقف الروسي من أوكرانيا، لكن هذا ما نفته وزارة الخارجية في وقت لاحق.

كذلك من السلبيات التي يراها أستاذ العلوم السياسية، أكد حاج علي، أن روسيا لديها الآن قضايا أكبر من السودان وربما يقابل حميدتي مسؤولين في الحكومة الروسية أقل من الرئيس الروسي بوتين.

لا يرى تجمع المهنيين السودانيين، أي مكسب من الزيارة بل يراها تدخلاً في الشأن  السوداني ونهب لخيراته وتوفير غطاء دولي وحمايةً للسلطة الانقلابية، مؤكداً أن الزيارة تعبر عن وجهة الانقلابيين في إعادة السودان لعزلته الدولية القديمة مقابل استمرارهم في السلطة ومدهم بالأسلحة والذخائر للاستمرار في قتل بنات وأبناء الشعب، طبقاً لبيان صادر من التجمع.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.