آخر الأخبار

غاضبون بلا حدود.. قصة شباب ساخط على الأوضاع السياسية في السودان

 

الخرطوم – عمار حسن

عند تغطيتي للاحتجاجات المستمرة في العاصمة السودانية الخرطوم لاحظت وجود مجموعات تضم شباب وفتيات تنشغل بالمواجهات مع القوات الأمنية بعيدا عن بقية المتظاهرين، حيث يستخدم عناصر المجموعة الحجارة في مواجهة القوات الأمنية التي تستخدم الغاز المسيل للدموع غالباً والرصاص أحياناً لمواجهتهم.

وتطلق المجموعة على نفسها (غاضبون بلا حدود) ويقولون إنهم غاضبون من الأوضاع بشكل عام.

من هم غاضبون بلا حدود؟

تكونت مجموعة (غاضبون بلا حدود) في يونيو / حزيران من العام 2019 في أعقاب حادثة فض قوات أمنية مشتركة لاعتصام القيادة العامة للجيش، وضمت المجموعة شباباً وشابات لا تتجاوز أعمارهم 20 عاماً، ولا يتجاوز العدد الكلي للمجموعتين مائة شخص حينها، توطدت أواصرالعلاقة بينهم فصاروا كتلة واحدة ذات تنظيم عالٍ، خلال المواكب التي يتقدمونها دائماً بهتافاتهم الموحدة ولافتاتهم البارزة.

يقول أعضاء بالمجموعة إن أهدافهم ثابتة ولم تتغير قبل وبعد انقلاب 25 أكتوبر الماضي/ تشربن الاول الماضي الذي نفذه قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، وقد ظلوا يقاومون وينادون بإسقاط الحكومة بشقيها المدني والعسكري، منذ حادثة فض الاعتصام.

وينظر البعض إلى المجموعة باعتبارها متطرفة وعدائية للقوات الأمنية بتشكيلاتها المختلفة، حيث أنها دائماً ما (تشتبك) معها خلال المواكب الاحتجاجية، ولها قدرات فائقة في صد مقذوفات الغاز المسيل للدموع وإرجاعه.

ويقول أحمد البشرى، أبرز المؤسسين إن المجموعة بدأت بمجموعة من الأصدقاء، وسرعان ما توسعت وبدأت في استقطاب أعضاء جدد، ووضعت لوائح للمحاسبة، وكونت مكاتب للاتصال والتنظيم والإعلام ولديها مكاتب في عدد من المدن السودانية منها كسلا والدمازين وود مدني.

“مصادر التمويل”

وتدور تساؤلات حول تمويل المجموعة وحولها على الغاز المسيل للدموع الذي تستخدمه ضد القوات الأمنية. بالإضافة إلى كلفة التنظيم للتنظيم والتنقل والمعيشة. وربطت تقارير صحافية المجموعة بالحصول على التمويل من قوات الدعم السريع التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وينفي طارق محمد، عضو مجموعة (غاضبون بلا حدود)  هذه الاتهامات. ويقول إنهم “رفاق الشهداء والأقرب إليهم وجاءوا من رحم الترس ولا يتلقون تمويلاً من أي جهة”.

وأضاف: “كل أنشطتنا من تجهيز لافتات وملصقات وغيرها تتم عبر اشتراكات الأعضاء وأي شخص يشتبك مع الشرطة هو غاضب”.

ويرى طارق الاتهامات الموجهة لهم لا أساس لها من الصحة ويرفضها جملة وتفصيلا، ويضيف: “غاضبون صمام الأمان ونعتبر النساء في المواكب أمانة في رقابنا حتى يعدن إلى بيوتهن وان تعرضنا للخطر.

وأشار إلى أن قوى الحرية والتغيير، ظلت تتهمهم بافتعال المشاكل في المواكب، لكن عقب خروجهم من السلطة بقرارات البرهان، حاولت استقطاب مجموعة (غاضبون).

وأوضح يقول: “شعارنا واضح، مافي حزب بمرقنا ولا في عسكر برجعنا”.

الفتيات في “الاشتباك

من جهتها تقول عضو المجموعة، رنا عبد الحميد، لـ (سلا نيوز) إنها وبقية الغاضبات بالمجموعة يقمن بنفس المهام التي يقوم بها الغاضبون والمشتبكون، من رشق قوات الشرطة بالحجارة وإرجاع قنابل الغاز المسيل للدموع للقوات الأمنية التي تطلقها باتجاه المتظاهرين.
وكانت رنا قد فقدت السمع لبضع لحظات خلال مظاهرات الـ 30 من نوفمبر الماضي قرب القصر الرئاسي بعد وقوع قنبلة صوتية أطلقتها القوات الأمنية بالقرب منها.
وأوضحت رنا أن التنسيق بين أعضاء المجموعة يكون عبر مجموعات على تطبيق (واتساب) أو الاتصال المباشر، بجانب نشر جداول المواكب عبر صفحة اللجنة على الفيسبوك، كما يتم التنسيق عن طريق مكاتب الإعلام والتنسيق.

وقالت رنا: “لقد عشنا فترات صعبة شاهدنا خلالها موت رفاقنا أمام أعيننا لذلك كسرنا حاجز الخوف الآن ولن نعود إما أن نلحق بهم أو نجيب حقهم”.

ورويداً رويداً بدأت الفكرة تتسع حيث ظهرت عدد من المجموعات التي تستخدم نفس الأساليب التي تتبعها مجموعة (غاضبون بلا حدود) في مواجهة القوات الأمنية، أبرزها (ملوك اشتباكات المواكب) و(كتائب ظل البمبان) و(كولومبيا) و(تجمع الراستات) وغيرها من المجموعات.

https://fb.watch/bK18GcIGxp/

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.