الخرطوم- بشير النور
قالت لجنة المعلمين السودانيين، إن قرار تشكيل لجنة الانتقال للمرحلة المتوسطة بالخرطوم جيد، لكنه يتطلب تهيئة المدارس، وتدريب المعلمين، وتوفير الكتاب المدرس. وطالبت الحكومة بتعميم الفكرة لجميع الولايات.
وأصدر مدير عام التعليم بولاية الخرطوم الدكتور قريب الله محمد أحمد قراراً قضى بتشكيل لجنة ترتيبات الانتقال للمرحلة المتوسطة برئاسة مدير الإدارة العامة للتعليم الأساس بوزارة التربية بولاية الخرطوم الدكتور محمد حامدنو البشير وعضوية 9 آخرين يمثلون الإدارات المختلفة ذات الصلة.
وحدد القرار مهام اللجنة الانتقال، في استلام المدارس المقترحة للمرحلة المتوسطة، وتذليل الصعوبات والعقبات التي تواجه عملية التسليم، تقديم المقترحات البديلة إن دعت الضرورة، واعتماد كشف معلمي المرحلة المتوسطة، وإنشاء لجان فرعية بالمحليات تتابع تقسيم المعلمين والمعلمات، إبقاء معلمي المرحلة الابتدائية القدامى في مواقعهم، أن يكون الاختيار وفق التخصصات وأن العدد المطلوب مناسب مع المدارس
الفصل بين ألمرحلتين
وقال المتحدث باسم لجنة المعلمين السودانيين سامي الباقرلـ (سلا نيوز) إن قرار تشكيل لجنة ترتيبات الانتقال للمرحلة المتوسط خطوة جيدة رغم أنها جاءت متأخرة. وتابع “أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي”.
وأوضح هذه الخطوة يجب أن تشمل كل الولايات والمحليات حتى يتم الفصل بين المرحلتين في العام بصورة كاملة.
وأكد الباقر يجب أن يتم الاتفاق على كيفية الانتقال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة بصورة تحقق المصلحة للجميع.
وتابع “نعتقد ان المرحلة المتوسطة ولكي تصبح واقعا تحتاج إلى تضافر وتكامل الجهود الرسمية والشعبية، فهذه مرحلة كاملة تم وأدها في زمن النظام المباد، وتحتاج إلى تهيئة المدارس، وتدريب المعلمين، وتوفير الكتاب المدرس، وهذا واجب يحتاج إلى عمل دؤوب من قبل الجميع”.
قرار ارتجالي
وعد الخبير التربوي محمد عبد الله كوكو لـ (سلا نيوز) القرار بالنظري والارتجالي. وقال إنه غير مدروس، وقال إنه سيسهم في المزيد من التدهور العلمي لعدم استقرار البيئة التعليمية حاليا في السودان والبئية والنقص الكبير في المعلمين بالمدارس وعدم تدريبهم، مع نقص الإجلاس والكتب المدرسية.
وتساءل عن: “كيفية قيام فصول المرحلة المتوسطة، هل تكون منفصلة عن السلك التعليمي لمرحلة الأساس أم ستكون جزءا منها؟”.
ووصف كوكو بيئة التعليم في الوقت الحالي بـ (السيئة)، مشيرا إلى انهيار كامل للتعليم. وتابع “أصبح التعليم يخرج (جهله)”.
وقال إن تطبيق مثل هذا القرار يتطلب توصيات مؤتمر، بمشاركة خبراء تربويين للإدلاء برأيهم حول الانتقال، وترفع توصياته لوزارة التربية والتعليم ثم مجلس الوزراء لإجازته بصورة نهائية.
وأشار كوكو إلى أن الكثير من الأسر السودانية لجأت خلال الفترة الأخيرة لتدريس أبنائها في المدارس الخاصة بسبب افتقار المدارس الحكومية لأبسط المقومات التعليمية.
نظام البشير
وكانت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم قررت إعادة السلم التعليمي (6-3-3) ابتداءً من العام الدراسي “2020-2021”، وإعادة المرحلة المتوسطة ابتداءً من مطلع العام الدراسي (2020 -2021).
وفي تسعينيات القرن الماضي ألغى نظام الرئيس السابق عمر البشير العمل بالسلم التعليمي (6 سنوات للابتدائية، و3 للمتوسطة، و3 للثانوية) واستعاض عنها بمرحلتين (8 أساسية، و3 ثانوية)، الأمر الذي وجد انتقادات واسعة جراء ضعف المناهج، وضم فئات عمرية متفاوتة (أطفال ومراهقين) في مرحلةٍ واحدةٍ.