الخرطوم – سلا نيوز
أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، الاثنين، عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في الحوار الذي تيسره الآلية الثلاثية لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية لتشكيل حكومة كفاءات وطنية.
وذكر البرهان في خطاب متلفز، “فقد تقررعدم مشاركة المؤسسة العسكرية في المفاوضات الجارية حاليا والتي تسهلها الآلية الثلاثية وذلك لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية والمكونات الوطنية الأخرى من الجلوس وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة تتولى إكمال مطلوبات الفترة الانتقالية.”
وقال: “عليه آمل أن تنخرط هذه القوى في حوار فوري وجاد يعيد وحدة الشعب السودان، ويمكن من إبعاد شبح المهددات الوجودية للدولة السودانية ويعيد الجميع إلى مسـار التحول والانتقال الديمقراطي”.
وفي 8 يونيو/ حزيران الماضي، انطلقت في الخرطوم عملية الحوار المباشر برعاية أممية إفريقية لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، وفي 12 من الشهر ذاته أعلنت الآلية الثلاثية تأجيل جولة الحوار الثانية إلى موعد يُحدد لاحقا.
وأضاف، “أؤكد أن القوات المسلحة لن تكون مطية لأي جهة سياسيــة للوصول لحكم البلاد وأنها ستلتزم بتنفيذ مخرجات هــذا الحوار.”
وتابع، “بعد تشكيل الحكومة التنفيذية سيتم حل مجلس السيادة وتشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة من القوات المسلحة والدعم السريع يتولى القيادة العليا للقوات النظامية ويكون مسؤولا عن مهام الأمن والدفاع وما يتعلق بها من مسؤوليات تستكمل مهامه بالاتفاق مع الحكومة التي يتـم تشكيلها .”
وزاد، “حتى نسهم جميعا في وصول الحوار إلى غاياته أدعوا مكونات الشعب المختلفة وخاصة الشباب إلى التمسك بالسلمية فحق التعبير عن الرأي مكفول للجميع فما قدمتموه من تضحيات محل تقدير وتحقيق أمالكم وطموحاتكم في الانتقال الديمقراطي لن تقف قواتكم المسلحة في طريقه فأنتم أمل السودان ومستقبله.”
ومضى قائلا: “وإننا إذ نترحم على أرواح الشهداء نتأسف لسقوط الضحايا من كل الأطراف نؤكد أن المؤسسة العسكرية والأمنية ستقف إلى جانب تحقيق العدالة وتساعد في التحقيق الذي يفضي إلى تبيان الحقائق وتقديم المتورطين في إزهاق الأرواح للعدالة.”
وأوضح أن “القوات المسلحة تعيد تأكيداتها السابقة بالتزامها بالعمل مع جميع مكونات الشعب السوداني من أجل الوصول إلى توافق وتراضي وطني يكمل مسار الانتقال والتحول الديمقراطي وصولا لقيام انتخابات يختار مـن خلالها الشعـب السودانـي مـن يحكمه كما تؤكد دعمها للجهد الذي تبذله الآلية الثلاثية وأصدقاء ودول جوار السودان”.
وقال: “أخاطبكم اليوم وبلادنا تمر بأزمة تهدد وحدتها وتماسك لحمتها الوطنية وتنذر بمخاطر تعيق مسار إكمال التحول والانتقال الديمقراطي المنشود.”
وأضاف، “إيمانا منا في المؤسسة العسكرية بأن الحفاظ على أمن وسلامة الوطن والمواطن هو أسمى أهداف وغايات هذه المؤسسة وتأكيدا على التزامنا بدعم تحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة وحرصا منا على دعم التحول والانتقال الديمقراطي وحماية وإكمال مطلوبات هذا الانتقال واضعين نصب أعيننا التدهور الذي ضرب قوى الدولة المختلفة وإزهاق الأرواح وإتلاف الممتلكات العامة نتيجة للتخاصمات السياسية ومحاولات احتكـار السلطة وإقصاء الآخر وعدم إعلاء المصالح والقيم الوطنية فالوطن فــوق الجميع وهـو غيـر خاضع لحسابـات النصر أو الهزيمة بيـن الخصـوم فوحدته وأمنه وسلامة أرضه دونها المهـج والأرواح “
ومنذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي وترفض إجراءات رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الاستثنائية التي يعتبرها الرافضون “انقلابا عسكريا”.
ونفى البرهان صحة اتهامه بتنفيذ انقلاب عسكري، وقال إن إجراءاته تهدف إلى “تصحيح مسار المرحلة الانتقالية”، وتعهد بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني.