الخرطوم – هديل عماد الدين
بنهاية يوم أمس الموافق 27 من أغسطس الجاري بدأت عملية فرز الأصوات لمنصب نقيب الصحفيين وانتهت مع الساعات الأولى لصبيحة اليوم الأحد بفوز عبد المنعم أبو إدريس نقيباً للصحفيين.. هذا الفوز الذي يمثل انتصاراً واضحاً للتجربة الديمقراطية الأولى بعد انقطاع دام 33 عاماً لم توجد فيه نقابة وكيان حقيقي يضمن حقوق الصحفيين السودانيين.
في حديث لنا مع أبو أدريس، الذي تحدث عن قائمة الوحدة الصحفية أفاد بالقول “إن في برنامجها هدفًا استراتيجيًا هو توحيد الوسط الصحفي، وهو ليس مرتبطاً بالعملية الانتخابية التي هي الآن في خواتيمها، توحيد الوسط الصحفي ليظل تحت مظلة واحدة هي النقابة المعبرة عنه، وهي هدفه الاستراتيجي الذي يدافع عنه”.
وأوضح أن قضية حقوق الصحفيين والصحفيات والعقود المجزية لهم وعلاقتهم بمخدمين سواء أكان في القطاعين العام أو الخاص هي واحدة من القضايا التي تؤرق جميع الصحفيين السودانيين بالإضافة.
وأضاف، “إننا سنطرح ما نسميه بصندوق الزمالة أو صندوق الطوارئ لمساعدة الصحفيين الذين تقاعدوا إلى المعاش أو الذين ألمت بهم أي ظروف في ظل الظروف الاقتصادية المعقدة التي تعيشها البلاد، وهو بالنسبة لنا أولوية كبيرة جداً، أن يتم تأسيسه ووضع لائحة له وكيفية الصرف عليه، ومن أين سنجد له موارد وهذه واحدة من القضايا المهمة التي لا تقبل تأجيلاً”.

الميلاد
في لوحة مميزة وواضحة للعيان شكل الصحفيون بمختلف مقاماتهم وتجربتهم العملية والعلمية داخل دار المهندس يوم أمس السبت، تجربة مختلفة وعُرسًا ديمقراطياً حافلاً اتسم اليوم الأول للانتخابات بالتنظيم المتقن والحركة السلسة لعملية الانتخاب ما ضمن إعطاء كل الأعضاء حق التصويت بشكل مريح، حيث كان الجو العام للحضور مليئاً بالتفائل والاحتفال بما عدّوه نصراً لقبيلة الصحفيين وبداية جديدة لعهد مختلف.
الترشح
تنافست ثلاث قوائم على النقابة، تمثلت في “شبكة الصحفيين السودانيين، التحالف المهني للصحفيين، وقائمة الوحدة الصحفية” التي تضم عددًا من الأجسام الصحفية، حيث تنافس على منصب النقيب 7 مرشحين منهم 4 مستقلين، بينهم سيدتان ونحو 110 صحفيين، على 39 مقعداً في مجلس النقابة، ويضم الكشف النهائي للصحفيين الذين يحق لهم التصويت نحو 1312 صحفياً داخل السودان وخارجه.
يقول الصحفي فيصل الباقر، “إن الجديد في هذه الانتخابات أن أكثر من 90% من الصحفيين والصحفيات الذين يشاركون في هذا الانتخابات لم تتح لهم فرصة المشاركة والمساهمة في انتخابات ديمقراطية لصغر سنهم، ولأن 30 عاماً من عمر الإنقاذ قتلت التجربة النقابة ووئدت النقابات، ومع ذلك الآن أرى نحو 70% من الناخبين والناخبات هم من الشباب، وهذا مؤشر جيد للمستقبل”.

وفي حديث لنا مع الصحفي أيمن سنجراب يقول “إن الوسط الصحفي والإعلامي يحتاج بشدة إلى وجود نقابة تعمل في المجال المهني لأنه يحتاج إلى جهود عظيمة لتهيئة بيئة العمل ولنهضة المؤسسات ولتهيئة البيئة القانونية بتعديل القوانين غير الموائمة ديمقراطياً وإنشاء قوانين مثل قانون الصحافة وإنشاء قوانين للمؤسسات الإعلامية الرسمية يكون ارتباط هذه المؤسسات بالبرلمان وليس بالسلطة الحاكمة، ويعبر عن الوطن والمواطن وليس عن الحكومة، ولسان حالها”.
كما أضاف أن النقابة يجب أن تسهم مع غيرها من الأجسام الديمقراطية في سن قوانين وإنشاء دستور ديمقراطي يدافع عن التعدد والتنوع.
نساء حول الصحافة
كان للنساء في هذه الانتخابات بصمتهن الحاضرة والمختلفة لأول مرة، حيث ترشحت لمنصب النقيب امرأتان، وكان هناك العديد من المرشحات لمجلس النقابة من النساء، وهذا أمر ملفت جداً، بالإضافة إلى حضورهن البارز من خلال اليوم الأول للانتخابات أمام صناديق الاقتراع ما يعكس عمق المسؤولية تجاه مهنة الصحافة.
برغم أن كان هناك العديد من الأصوات التي تقول إن الصحفيات لا يتمتعن بحقوقهن الكاملة في المناصب الصحفية، وإنهن لا يحظين بما يتناسب مع ما يقدمنه من إمكانيات عملية كبيرة.
يقول سنجراب بخصوص تمثيل النساء “إننا في شبكة الصحفيين السودانيين المعروفة بقائمة المقاومة والتغيير، كنا قد خططنا بوجود نسبة 51% من القائمة للنساء، وكان النسبة ستكون فعلياً أكثر من 51%، لكن هذه النسبة قلت لوجود اعتذارات من ضمنها في موقع النقيب، وكان لدينا 16 مرشحة في القائمة قبل سقوط الأسماء تمثل 41%، وهذا التزام حقيقي تجاه المهنة وتجاه الصحفيات والإعلاميات وهو أمر محكم”.

تقول الصحفية شيرين أبوبكر أحمد التي كانت إحدى المرشحات لمنصب نقيب الصحفيين المستقلة “كان الترشح بالنسبة لي تجربة بأن حواء هي قادرة على أن تصنع الفرق لأنها مؤهلة، لذا ماذا يمنع أن تكون نقيب للصحفيين، أن تجربة النقابة بشكل عام بعد 33 عاماً هي تجربة عظيمة خاصة الوسط الذي جاهد في تحول هذه الفكرة إلى واقع برغم أنه مر بالكثير إلا أننا نعترف أن السودان الآن يمر بظروف استثنائية، لذلك قامت النقابة في ظل هذه الظروف، فهي تجربة ناجحة وستكون مثال لبقية التجارب للنقابات الأخرى.
وأضافت أن الفوز ما هو مجرد أرقام، ولكنها تجربة لمعرفة المشاكل الصحفية بكل تفاصيلها، وعبرت أن العدد المشارك في العملية الانتخابية من النساء الصحفيات كان جيداً، ولكن كنا نطمح للأكثر، أي نسبة 50 إلى 50 لأن الصحفيات يمتلكن الإمكانيات اللازمة لذلك.