آخر الأخبار

المولد النبوي.. أرواح تسمو وذنوب تمحو

الخرطوم – بشير النور
درج المسلمون بالسودان على الاحتفال بالمولد النبوي في مطلع شهر ربيع الأول وحتى الثاني عشر، في الميادين العامة بالعاصمة الخرطوم والولايات، وذلك تعبيرا لحبهم للمعصوم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، لأن محبته أصل من أصول الإيمان.
البركة والخيرات
وقالت فاطمة أحمد، صاحبة محل لبيع المأكولات بميدان الخليفة في أم درمان، لـ (سلا نيوز)، إنها ظلت مداومة على القدوم سنوياً إلى الميدان منذ أكثر من 30 عاما لاحتفالات المولد النبوي الشريف. وذكرت فاطمة أن “زعيم طائفة الأنصار الصادق المهدي كان يدعمنا ونحن نسوة (قلة) قبل أكثر 30 بالدقيق والسكر والبصل وغيرها، لنقوم بالطهي، وتقديم الوجبات (مجانا) لجميع المشاركين طيلة أيام احتفال المولد لننال البركة والخيرات”.
وتابعت فاطمة “في ظل الأوضاع غير الثابتة بالسودان لجأت للبيع التجاري واليوم طلب الكسرة بمبلغ 1000 جنيه واللحمة 1500 والعصيدة 1000، أما كباية شاي السادة 300 وكباية اللبن 400، أما فنجان الجبنة الصغير 1000 والكبير 1500 جنيه”. وذكرت أن صافي ربحها اليومي، يتراوح ما بين (25 – 30 – 50) ألف جنيه، مشيرة إلى الإقبال الكبير للزبائن خاصة الرجال

.
عائد كبير
أما إسماعيل عادل الشيخ صاحب محل لبيع الحلويات، فذكر لـ (سلا نيوز) أن أيام احتفال مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم يمثل لهم سوقاً ذا عائد مادي كبير. وأوضح الشيخ أن صافي ربحه العام الماضي تجاوز 500 ألف جنيه، متوقعاً أن يصل صافي الربح لاحتفالات العام الحالي أكثر من مليار جنيه.
وأكد الشيخ أن سعر كيلو الحلويات المشكل بمبلغ 4 آلاف جنيه، وكيلو الجوزة 4 آلاف و500 جنيه، لعبة حلاوة العرسان 2 ألف جنيه، كيلو الهريسة 4 آلاف و500 جنيه. وذكر الشيخ أن نسبة زيادة الأسعار للموسم الحالي وصلت نحو 40%.
وأضاف أن إيجار المحلات في ميدان المولد تتراوح ما بين 100 – 200- 300 ألف جنيه حسب الموقع.


العناب الأغلى
وفي جانب بيع (السبح)، تصدرت سبحة (العناب) قائمة الأغلى سعرا حيث بلغ أكثر من 100 ألف جنيه.
وقال التاجر عبد الله بانقا لـ (سلا نيوز) إن سعر سبحة (ارم) 15 ألف جنيه والكوك ما بين (6- 10) آلاف جنيه، أما الكهرمان (1000) و(البقس) فلبغت 8 آلاف و500 جنيه٠


ليلة فاصلة
وحول احتفالات المولد يقول الدكتور محمد عبد القادر لـ (سلا نيوز) “إن لله في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها كما في الحديث. واختص الله سبحانه وتعالى شهر رمضان وليلة القدر بنزول القرآن، فشرف به، وولد الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع، فتشرف به كما تشرفت به جميع الكائنات”.
ويضيف عبد القادر” قد سبقت ميلاده صلى الله عليه وسلم وظهور ذاته في شهر ربيع كثير من الإرهاصات في الحقيقة والمنام لكثير من الناس. وحبس الكون أنفاسه في تلك الليلة، ليلة الثاني عشر من ربيع الأولن فوضع صلى عليه وسلم فانصدعت الأنوار، وفاحت العطور واندحرت الشرور وتهللت الملائكة وتباشرت وخنست الشياطين وادلهمت ليالي المشركين فهي ليلة فاصلة في الأكوان علوية وسفلية”.
وذكر عبد القادر لـ (سلا نيوز) “قراءة سيرته صلى الله عليه وسلم، ومطالعة شمائله في أيام مولده وظهوره إلى عالم الحس وإكثار الصلاة عليه في أيام ربيع الأنوار ألصق بالأرواح لما فيها من أريحية الأيام الطيبات، وذكر هذا أصل ثابت في كثير من المناسبات الدينية التي تتجدد بتجدد اوقاتها خلال العام”.


جناب المصطفى
وبداخل خيمة الأنصار قال الزبير محمد إبراهيم لـ (سلا نيو) إن أهمية المولد هي تذكير الناس بمقام ووجوب محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه – أي النبي صلى الله عليه وسلم – قال “والذي نفسه بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالديه والناس أجمعين”.
وأضاف إبراهيم أن احتفال المولد هو موسم لتجديد المحبة وأهمية الرسول صلى الله عليه وسلم وتربية النفوس والأطفال على الاقتداء بالرسول لأنه الأسوة والقدوة للناس جميعا باعتباره (ص) يجسد الكمال البشري. وتابع “احتفالات المولد تمثل التذكير بجناب وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم والترويح عن النفس بالمحاضرات الدينية والشمائل المحمدية وتلاوة القرءان لكن على المسلم الاحتفال به صلى الله عليه وسلم في كل حين وهذا أمر لا يتجزأ من عقيدة الإسلام٠


جواز الاحتفال
وحول مشروعية الاحتفال بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول الشيخ حسين حمد محمد عمر لـ (سلا نيوز) إن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إنما أنا الرحمة المهداة”، وقال الله عز وجل في كتابه الكريم “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”. وتابع “نعلم من ذلك أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هو أفضل رحمة من الله للناس، ولذلك نستدل بهذه الآية في الاحتفال برسول الله صلى الله عليه وسلم”.
وأكد حسين أن الاحتفال بالمولد جائز في السنة والقرآن والاجتماع ومن خالف فليأت بالنص والدليل، وأضاف حسين أن الأصل في كل شيء الجواز ما لم يطرأ مانع.


كما أشار حسين إلى وجود أدلة (عقلية) فلا صاحب عقل سليم يمنع الفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم. أما الأدلة (النقلية)، فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم “من سنَّ سنة حسنة في الإسلام فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من سنَّ سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة”.
وتابع حسين: “أيها القارئ احكم إذا كان الفرح برسول الله سنة حسنة أو سيئة، فإن كان حسنة فاحتفل معنا، وإن أولته سنة سيئة فلا داع للحديث معك، فأمرك لرسول الله، عليه الصلاة والسلام”.
وحول “من يدعون أن الصحابة لم يحتفلوا بالمولد يتساءل حسين: هل منع الصحابة الاحتفال؟ والإجابة: لم يمنع الصحابة الاحتفال بالمولد، ولذلك يجيء الاحتفال بالمولد”.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.