آخر الأخبار

قيادات المقاومة: انقلاب 25 أكتوبر دمَّر أحلام الشعب

الخرطوم – بشير النور
مرَّ عامٌ كاملٌ على الانقلاب العسكري لـ (عبد الفتاح البرهان) في 25 أكتوبر/تشرين الأول، من العام الماضي ضد حكومة الثورة، ووصفت قيادات بلجان المقاومة الانقلاب بـ (الأفشل والمدمر) لأحلام وطموحات السودانييين في الوصول لحكم مدني ديمقراطي. وأعلنت القيادات مناهضتها ورفضها لأي تسوية سياسية مرتقبة مع الانقلابيين.

أفشل الانقلابات
وعدَّ القيادي بلجان المقاومة السودانية عباس عمر الضو في تصريح لـ (سلا نيوز) انقلاب ٢٥ أكتوبر، أفشل انقلاب في تاريخ السودان، بل من أفشل الانقلابات التي حدثت في العالم، وقد نفذه البرهان الانقلاب بحجة فشل المدنيين في إدارة البلاد، وبعد أن انقلب على المدنيين حمَّلهم مسؤولية تردي أوضاع البلاد بحجة عدم التفاوض معه.

 

وقال عباس عمر الضو: “عجز الانقلابيون عن تكوين حكومة خلال عام كامل أوصلوا فيه السودان إلى أسوأ تردٍّ في الوضع الاقتصادي منذ فترة حكم الخليفة عبدالله التعايشي، حيث أعاد الإنقلابيون السودان إلى العزلة الدولية التي كان يعانيها خلال الثلاثين عاما الماضية، وإرجاع الديون الخارجية التي أعفي منها، كما أوقف الانقلابيون مساعدات خارجية تقدر بمليارات الدولارات كانت أن تدخل على خزينة الدولة، كما أشعلوا النعرات والصراعات القبلية في النيل الأزرق وشرق وغرب السودان، بل في وسطه ناهيك عن انعدام الأمن في العاصمة الخرطوم وظهور العصابة المسلحة التي روعت المواطنين”.
واضاف عباس عمر الضو “مر عام على الإنقلاب ولم تجن بلادنا منه إلا الشر، فقد تدهورت الخدمات الصحة والتعليم، وزادت قطوعات الكهرباء، وارتفعت الأسعار بصورة جنونية، ونحن الآن نعيش مرحلة اللا دولة”.


مصالح إقليمية
وحول مآلات التسوية السياسية بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، يقول عباس عمر الضو لـ (سلا نيوز) إن التسوية المرتقبة بين الجيش والمدنيين ما هي إلا لحماية مصالح دول إقليمية تريد نهب موارد البلاد وخيراته بواسطة أحزاب الهبوط الناعم التي تريد الجلوس على الكراسي. وقال الضو: “لا أعتقد أنها تحقق أدنى هدف”.

البرهان وحميدتي
وحدد عباس عمر الضو أهداف ثورة ديسمبر الرئيسية في تقديم لجنة البشير الأمنية بقيادة البرهان ونائبه حميدتي إلى محاكمات عاجلة، وحل مليشيات الدعم السريع والحركات المسلحة وهيكلة القوات النظامية وإلغاء اتفاق سلام جوبا، وتسليم المعزول عمر البشير وأعوانه المجرمين إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو ومحاكمة كل من أفسد أو أرتكب جريمة في حق الشعب أو المواطن منذ العام١٩٨٩، وإلغاء كل القرارات بعد ٢٥ أكتوبر. وتابع الضو: “إن أي تسوية سياسية لا تحمل أهداف الثورة في (جعبتها) ولا أعتقد انها سوف تحملها، فسيواجهها الشارع بالرفض والمقاومة، والحل يكمن في التغيير الجذري للنظام الحالي”.


هروب من العدالة
وأكد المتحدث باسم لجان مقاومة مدينة الخرطوم فضيل عمر فضيل لـ (سلا نيوز) أن انقلاب ٢٥ أكتوبر هو نتاج لنظام المؤتمر الوطني، وهروب واضح من العدالة الانتقالية. وأضاف: “خلال عام كامل دمر هذا الانقلاب أحلام وطموحات السودانيين والسودانيات في الوصول إلى الديمقراطية، إلا أن حاجتهم الماسة لها مكنتهم من النهوض مجدداً هذا الانقلاب الذي يتغذى على الحروبات والفتن في أطراف السودان، وهو نظام خادم لدول المحور يقدم لهم خيرات بلادنا وأرواح أبنائه بتوريطهم في حرب ليست لنا فيها مصلحة”.

وأشار فضيل إلى رأي لجان المقاومة الواضح بعدم وجود أي ضمانات للمكون العسكري الحالي لأنه ينقض أي تفاوض يتم معه، مستشهدا بانقلاب ٢٥ أكتوبر الذي قام بنقض الاتفاق الأول مع المدنيين بحضور دولي وإقليمي. وتابع فضيل: “نحن في لجان المقاومة لن نتفاوض مع الانقلابيين الحاليين بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وسوف نعمل بكل مجهوداتنا السلمية المعتادة والمبتكرة وسنقدم كل من أجرم بحق الشعب السوداني للمحاكمة العادلة”.
ودعا فضيل القوى السياسية للتفكير في آليات جديدة غير التسوية لإسقاط الانقلاب.
وأكد فضيل أن أي حكومة تأتي باتفاق مع الانقلابيين الحاليين تحت مظلة انقلاب ٢٥ أكتوبر سيعلمون على إسقاطها.


محاكمات رادعة
وقال المسؤول إعلام لجان المقاومة بمحلية بحري محمد حسن لـ (سلا نيوز) إن انقلاب الـ 25 قطع الطريق أمام الشعب نحو تحقيق التحول الديمقراطي. وعدَّه السبب في تردي جميع سبل الحياة، بينها الوضع المعيشي الحالي المرهق لكل الشعب السوداني دون فرز عدا الإنقلابيين، مشيرا إلى سيطرة الرأسمالية على موارد البلاد، مع انعدام الأمن والأمان والصراعات القبلية المفتعلة واغتيال الشباب بالتعذيب من أجل إخماد نار الثورة.
وجزم حسن برفض المقاومة لأي تسوية سياسية لا تعلق الانقلابيين العسكريين على حبال (المشناق) أو تودعهم السجون، وتحاسب أيضا كل من كان في صف الانقلاب من المدنيين والعساكر.


تقرير صادم
وكشف تقرير صادم أعدته منظمة حاضرين (غير حكومية) عن استخدام السلطات السودانية أسلحة مختلفة للحد من الاحتجاجات ضد الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر/ تشرين أول من العام الماضي، نتج عنها ما يزيد عن سبعة آلاف إصابة حتى الرابع من أغسطس / آب الماضي وما يزيد عن 400 طفل بما في ذلك ثلاث حالات اغتصاب.
وبحسب التقرير فإن 1.074 إصابة تصنف بأنها بليغة 187 منهم أطفال، و116 فارقوا الحياة بينهم 19 أطفال، و16 إصابة تم إكمال خطة علاجها خارج السودان، وأكثر من 400 إصابة قيد العلاج حالياً بعضهم بحاجة إلى إكمال العلاج خارج السودان.
وكشف التقرير عن الإبلاغ عن أكثر من 50 حالة عنف جنسي، ثلاث منها أكملت الإجراءات الطبية، متضمنة البروتوكولات الخاصة بحالات الاغتصاب، وتم البدء في الإجراءات القانونية في حالتين.
وقال ناظم سراج مؤسس منظمة حاضرين، في مؤتمر صحفي، إن 70% من الذين لقوا حتفهم عقب الانقلاب العسكري لا تتجاوز أعمارهم ٢٥ سنة.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.