آخر الأخبار

عودة الميرغني.. بين “توحيد الأبناء” والتحالفات

الخرطوم – بشير النور
تجيء عودة رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ومرشد الطريقة الختمية محمد عثمان الميرغني، للسودان الإثنين المقبل، بعد غيام دام 10 سنوات في ظل تحديات معقدة بالسودان، وبين توحيد انقسام جناحي الحزب “جعفر والحسن” بحسب متابعين.

وأعلنت هيئة الطريقة الختمية، أن مرشدها، محمد عثمان الميرغني سيعود إلى السودان الاثنين المقبل.
مرجعية موحدة
ووصف المحلل السياسي بروفيسور حسن حاج علي لـ(سلا نيوز) عودة الميرغني بالمهمة في هذه المرحلة، لا سيما وأن السودان مقبل على فترة مهمة في تاريخه السياسي، مما يتطلب عقد تحالفات سياسية كبيرة وتحقيق الوحدة الداخلية والتحالفات السياسية الوطنية الكبيرة.
وأكد حاج علي لـ(سلا نيوز) أن عودة الميرغني تجعل الحزب الاتحادي الأصل يتحدث (بصوت واحد) بعد ما كان للحزب أكثر من فرع، فمرجعية الميرغني الدينية ستجعل للحزب مرجعة واحدة في القضايا الوطنية.
وقال إن أي محاولة لتشكيل جبهة وطنية عريضة في السودان لابد أن يكون للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل دور فيها بحجم ثقله التاريخي، وبالتالي يمكن للحزب بعد عودة الميرغني عقد تحالفات سياسية للتيار الوطني العريض التي تتطلبها الفترة الانتقالية.

ظروف شبيهة
وقال الصحفي علي الدالي لـ(سلا نيوز) إن عودة الميرغني تجيء في ظل ظروف شبيهة بالتي غادر فيها البلاد، حيث كانت في حالة انقلاب وفقدت فيها أرواح ومورس فيها قمع للحريات، بل يجيء الميرغني في ظل نظام أشد قسوة من نظام الرئيس السابق عمر البشير.
وذكر الدالي أن الميرغني ترك البلاد، ولحظتها حزبه منقسم بين مؤيد ومشارك لنظام عمر البشير، وبين جناج رافض للمشاركة، ويعد الجناح الرافض – بحسب الدالي – الجناح الأقوى والمصادم جدا وهو الذي أصبح الآن (التجمع الاتحادي) وأغلبهم من فئة الشباب مما كان له الأثر السلبي في نشاط الحزب الاتحادي منذ العام 2013 وحتى اليوم.

وقال الدالي إن الكثير من شباب الحزب خاصة روابط الاتحاديين بالجامعات أصبحوا يتبعون للتجمع الاتحادي.


جناحا الاتحادي
ومن المفارقات – بحسب الدالي – أن شباب الاتحاديين الملتزمين تنظيميا لهم دور كبير وإسهام في الثورة السودانية، 2019 وتم اعتقال نحو 180 من الشباب، وهم نفسهم من ناهض الحزب الاتحادي في مشاركة نظام البشير حتى إسقاطهما سويا.
ونبه الدالي إلى أن عودة الميرغني تجيء في ظل انقسام واضح المعالم للحزب الاتحادي الديمقراطي لجناحين، وهمها (جناح جعفر الميرغني وجناح محمد الحسن الميرغني)، لذا – وبحسب الدالي – فإن عودة الميرغني تجيء في ظل تحديات معقده تواجهه، وهي كيفية جمع شتات الحزب في المقام الأول، وبقية الأجسام الاتحادية ثانيا، كما ينتظر الميرغني دور وطني يتمثل في مبادرة الميرغني للوفاق الوطني.


اتفاقية الميرغني – قرنق
بدورها قالت القيادية بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل،  شذى الشريف لـ(سلا نيوز) إن عودة رئيس الحزب ومرشد الطريقة مولانا محمد عثمان الميرغني تمثل مدى اهتمامه بالقضايا الوطنية خاصة أمن واستقرار البلاد.
وذكرت شذى أن التاريخ شاهد على أن الميرغني رجل السلام الأول بالسودان وصاحب دعوة أن السودان (واحد موحد) التي كادت أن تتحقق في اتفاقية الميرغني قرن الموقعة في اديس ابابا نوفمبر/ تشرين ثاني، 1988.
التجازبات الاقليمية
ونوهت شذى الشريف، إلى أن السودان يمر اليوم بمنعطف خطير وتجاذبات مابين القوى السياسية والتكتلات الإقليمية والدولية. وتابعت: “هذا الوضع الخطير جعل السودان يعاني من أزمات اقتصادية وسياسية وأمنية واجتماعية، لذا فحضور الميرغني في ظل هذا الوضع يمثل ضرورة ملحة يحتمها الحس الوطني.

وأضافت شذى، “نحن في الحزب الاتحادي نستبشر خيرا بحل مشكلة السودان على يد الميرغني”.
وكشفت شذى أن قواعد وجماهير وقيادات الاتحادي الأصل هم الآن في حالة تأهب كامل لاستقبال زعيم ومرشد الطريقة الختمية الميرغني.

 

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.