كلاسيكو الأرض.. سودانيون ينتظرون المباراة للمشاهدة ومنافع أخرى

الخرطوم – أسامة محمد عثمان

ينتظر عوض الكريم الذي يشجع فريق الهلال السوداني بفارغ الصبر، مساء الأحد، لمشاهدة الكلاسيكو بين ريال مدريد وغريمه التقليدي برشلونة في قمة مباريات الدوري الإسباني.

عوض المنتشي بفوز فريقه وتأهله في دوري الأبطال أمام الفريق الباريسي بريموتادا الأسبوع الماضي يأمل للفوز بالكلاسيكو، ومواصلة النتائج الإيجابية للفريق الملكي أمام نده الكاتالوني.

متعة منتظرة

عوض الكريم يقول إنه سيشاهد المباراة بالرغم من الزيادة الكبيرة في تذكرة الدخول لنادي المشاهدة، حيث وصلت قيمتها لـ ٥٠٠ جنيه لمشاهده الكلاسيكو مقارنة بالمباريات الأخرى. ويقول: “قيمة التذكرة كبيرة، ولكن لا بد أن نشاهد المباراة لقيمتها التنافسية، وخاصة أنها تأتي في الموسم مرتين في الدوري وأحياناً مرة واحدة في الكأس، ومباريات كهذه لا يهم قيمة التذكرة مهما كانت كبيرة، ما يهم هو المتعة المنتظرة من المباراة”.

أصحاب أندية المشاهدة هم أيضا في انتظار كلاسيكو الأرض نسبة المكاسب المادية العالية التي يجنونها من هذه المباراة. تحدثت  مع أحد ملاك هذه الأندية في مدينة أمبدة الشعبية الواقعة غرب العاصمة الخرطوم. وقال: “الكلاسيكو يمثل طفرة في إيرادات النادي على مدار العام، للكلاسيكو شعبية كبيرة وقيمة فنية عالية، ويملك مشاهدات على المستوى العالمي وأيضا هنا في السودان”.

 

معقولة جداً

وأضاف: “نحن نجهز لهذه المباراة تجهيزات خاصة، نأجر كراسي إضافية ونشتري وقوداً للمولد في حال حدوث قطوعات محتملة للكهرباء، ويسبق ذلك نظافة النادي بشكل خاص أيضا، ولذلك قيمة التذكرة للفرد ٥٠٠ جنيه معقولة جدا”. وقال أيضا: “دخل الكلاسيكو هو مخرج لنا من الزيادات العامة في أسعار الكهرباء والوقود للمولد والإيجار، وكذلك زيادة اشتراك القنوات الناقلة لمباريات وللعاملين في النادي”.

واختتم حديثه “من المتوقع أن نستوعب نحو ثلاثة أو أربعة آلاف مشاهد مقسمين على سبع شاشات في مساحة ألف متر مربع، والمتوقع دخل بين مليون ونصف إلى مليونين في هذا اليوم”.

موسم ربحي للجميع

ولا يختلف الحال بالنسبة للعم عابدين صاحب كشك متاخم  للنادي من حيث الأرباح في هذا اليوم. وقال: “أنا لست مشجع ولا متابع للكرة، ولكن أعرف مواقيت المباريات الكبيرة والمهمة مثلا دوري الأبطال وخاصة الكلاسيكو، حيث ترتفع نسبة المشتريات، خاصة الماء والسجائر، والكيك في هذه المباريات”. ويضيف: “الكلاسيكو الأخير كانت المشتريات كبيرة لدرجة أن الماء والسجائر انتهى، مما اضطررت لإغلاق الكشك، أنا في العادة أغلق الكشك عند الساعة العاشرة مساءً، ولكن في أيام دوري الأبطال أعود للمنزل في منتصف الليل بعد خروج الجماهير من النادي”. ويضيف ضاحكاً “الواحد بجيك قبل المباراة يسلم عليك ببشاشة يشيل موية وهو متوقع يفوز، ولمن يغلبو يطلع صاري وشو ولا كأنو بعرفك”.

حسابات خاصة

المحللون يتفقون أن للكلاسيكو قيمة فنية لا تخضع لمعايير المباريات العادية، لا المركز ولا الغيابات هي التي تحدد مصير المباراة وفي أي اتجاه ستسير المباراة ومن هو الذي سيفوز، إذ يدخل كل فريق بحسابات خاصه للكلاسيكو، حيث يمكن أن ترى لاعبين بمستويات لا نراها إلا في الكلاسيكو، يقول الصحفي والمحلل الرياضي علي الطاهر: “المباراة الكبيرة مثل الديربي والكلاسيكو دائماً لها حساباتها الخاصة فلا يمكن التكهن بنتيجة المباراة ولا حتى أداء الفرق في هذه النزالات، والفوز في مثل هذه المباريات تساوي ست نقاط ثلاث للفوز وثلاث معنوية”. وأردف الطاهر: “العروض الأخيرة التي يقدمها الفريقين في المباريات السابقة في دوري الأبطال والدوري الأوروبي مبهرة جداً، ونحن موعودون بكلاسيكو مميز وخاصة بعد استعادة البرشا شيئاً من كرته الجميلة مع مدربه وأسطورة النادي شافي هرنانديز، ولكن رغم ذلك أتوقع فوز الريال بنسب ٥٢٪ نسبة لانسجام الفريق الملكي وبعض المشاكل الدفاعية للفريق الكتالوني”.

متعة التجمهر

هذا النوع من المباريات يجذب الجمهور السوداني لكثرة المشاحنات والسخريات في حدود التنافس بين مشجعي الفريقين، فالجميع يحبون أماكن التجمهر لمشاهدة الكلاسيكو، ويقول شاذلي، وهو مشجع لبرشلونة إنه يجب مشاهده المباراة في النادي مع الجماهير بالرغم من أنه مشترك في القنوات الناقلة للمباراة في المنزل نسبة للمتعة التي يجدها عندما يشجع مع المجموعة، ويسخر من ريال مدريد عند الفوز عليهم.

تحدٍّ وطموح

ريال مدريد سيدخل المباراة وفي جعبته 66 نقطة في صدارة الدوري بفارق 10 نقاط عن الثاني إشبيلية و 14 نقطة عن برشلونة صاحب المركز الثالث، ويسعى ريال مدريد للاستمرار في تفوقه على برشلونة في الكلاسيكو والاقتراب أكثر من حسم اللقب، ففي آخر خمس مواجهات بين الفريقين فاز الريال بها جميعا وآخرها بثلاثة أهداف مقابل هدفين في كأس السوبر الإسباني في المملكة السعودية يناير الماضي.

في المقابل برشلونة يسعى لمواصلة النتائج الإيجابية مع المدرب تشافي بعد أن ظهرت لمسته على مستوى الفريق وتحسن السجل التهديفي للمهاجمين، كما يطمح لكسر سلسلة اللاهزيمة للريال في الكلاسيكو، وخاصة مع أنباء عدم لحاق نجم الفريق الأول كريم بنزيمة بالمباراة بعد إصابته في لقائه الأخير أمام ريال مايوركا.

وتأكد غياب كل من رودريغو وميندي عن ريال مدريد في الكلاسيكو بسبب الإصابة وبينما مشاركة بنزيمة لم تحسم بعد، وفي المقابل يدخل البرشا المباراة منقوصاً من لاعبه ديست بعد إصابته أمام غلطة سراي في الدوري الأوروبي الخميس الماضي.