آخر الأخبار

سودانيات يلجأن إلى حفظ وتجميد “البويضات” لعشر سنوات

للحصول على أطفال بعد سن اليأس

الخرطوم – بشير النور

أعلن رئيس جمعية الخصوبة السودانية دكتور محمد عوض لـ (سلا نيوز) عن ظاهرة جديدة، وهي لجوء شابات متأخرات في الزواج إلى إجراء عمليات طبية لحفظ وتجميد (البويضات) لضمان الحصول على أطفال بعد الزواج.

وقال عوض إن غالبية أعمار الشابات اللاتي يلجأن للعمليات الطبية بسبب تخوفهن من نفاد صلاحية البويضات، وعدم فعاليتها في المستقبل، أعمارهن في أواخر الـ 30 عاماً.

وأضاف لـ (سلا نيوز) أن تكلفة العملية تبلغ ملياراً و 300 ألف جنيه مع الالتزام بدفع إيجار سنوي لحفظ البويضات للنساء، والسائل المنوي للرجال لمدة تتراوح لـ 10 سنوات. وتابع: “غالبيتهم من الأسر الميسورة ماديا”.

مادة النايتروجين

ووصف رئيس الجمعية تكلفة العملية بالغالية. وقال إنها تقارب تكلفة عمليات أطفال الأنابيب، مشيرا إلى استخدام مادة (النيتروجين) في حفظ بويضات النساء والسائل المنوي للرجال.

وأشار رئيس الجمعية أيضا إلى قيام بعض الرجال بعمليات لحفظ السائل المنوي. وقال إن مجمل عدد الذين أجروا عمليات بداخل السودان من الجنسين ما بين 10 – 15 شخصا.

وأوضح رئيس الجمعية قيام البعض لعملية تجميد البيوضات والحيوانات المنوية لدواع طبية أخرى، بينهم مصابو السرطان، لاسيما وأن العلاج بالكميائي أو الإشعاع يسبب تلف البويضات والحيوانات المنوية.

وأشار إلى إجراء سودانيين آخرين لعمليات لحفظ وتجميد (البويضات) خارج السودان في الأردن والهند.

اختلاف العلماء

وقال رئيس قسم الشريعة بجامعة أفريقيا العالمية الدكتور قسم الله  الشيخ عبد الغفار لـ (سلا نيوز) إن عمليات تجميد البويضات اختلف العلماء حوله ما بين (مانع وجائز).

وتابع: “أولا من قال بالمنع المجمع الفقهي استند إلى أن التجميد يؤدي إلى تجزئة مدة الحمل إلى فترتين، وأنه يؤدي إلى اختلاف النطف، وقد تكون مدة التجميد غير معلومة، مما يؤدي إلى آثار سلبية على المولود”.

وثانياً – والحديث للدكتور عبدالغفار – من قال بالجواز استند إلى أنه يساعد الزوجين والطبيب لاختيار الوقت المناسب للتلقيح.

ورجح عبد الغفار بعدم الجواز لغير المتزوجين لسد الذريعة المفضية إلى نشر الفاحشة.

وقالت الباحثة الاجتماعية ثريا إبراهيم إن الظاهرة أحد إفرازات المجتمع السوداني في تعامله مع المرأة السودانية. وأشارت إلى البنات يردن من العملية ضمان حفظ البويضات بغرض تمكنهن من الحصول على صفة الأمومة. وأضافت لـ (سلا نيوز):

خلط الأنساب

وقالت الصحفية هاجر سليمان لـ (سلا نيوز) إنه في الأصل إن عملية تجميد البويضات مرفوضة تماما وهي غير مألوفة للشعب السوداني، كما أنها مخالفة للعادات والتقاليد. وأكدت أهمية إبادة جميع البويضات التي تم أخذها مع إرجاع تكاليف العملية.

وأوضحت الصحفية هاجر، أنه في حالة إجازة الشريعة الإسلامية للأمر، فيجب اتباع معايير طبية سليمة وبرضا الزوجين مع وجود ضمانات كافية حتى لا يحصل خلط في الأنساب مستقبلاً، خاصة وأن المجال الطبي بالسودان صاحبته أخطاء فادحة لاسيما المعامل، مما يتطلب توفير معامل ضخمة مجهزة بأحدث التقنيات من أجل حفظ عينات الفحوصات للبويضات.

ودعا المواطن أسامة حسين إلى تيسير الزواج لتلافي تبعات ظاهرة حفظ وتجميد البويضات. وقال لـ (سلا نيوز): إن دور العلماء في هذا الجانب مهم بتبصير الناس بما يتعلق به من ناحية فقهية.

١٩٦ تحت الصفر

يذكر أن علميات تجميد البويضات ظهرت أولا في أمريكا، حيث كانت تقوم المراكز الطبية بإعطاء المرأة العقاقير المنشطة التي تسبب إفراز عدد كبير من البويضات مثل عقار كلوميد أو برجونال، ثم أخذ البويضات وتجميدها في سائل النيتروجين تحت درجة ١٩٦ تحت الصفر.

وكانت أول عملية ناجحة للإنجاب من البويضات المجمدة في العام ١٩٨٦م.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.