آخر الأخبار

ماهي دلالات رفع “توباك” علامتي “غاضبون والنصر” في المحكمة؟

الخرطوم – بشير النور
لاقت لحظة رفع محمد آدم الشهير بـ (توباك) يده أعلى ملوحاً بعلامة لمجموعة (غاضبون بلا حدود)، و(النصر)، أثناء نزوله من مركبة الشرطة أمام المحكمة بالخرطوم، لاقت تفاعلاً إيجابياً كبيراً في وسائل التواصل الاجتماعي.
لوحة نضالية
وشكلت علامة النصر التي رفعها توباك لوحة نضالية تضامنية، وجسدت عمق إيمانه بأهداف وغايات الثورة السودانية وسط هتافات مدوية لرفاق توباك في مجموعة (غاضبون بلا حدود) التي ينتمي إليها، بجانب أعضاء تنسيقيات لجان المقاومة الذين شكلوا حضوراً طاغياً.
ورفع الحضور لافتات، ورددوا هتافات تشير إلى أن المتهمين لم يشاركوا في مقتل العميد بريمة، ومن بين هذه الهتافات “توباك ما قاتل، الننة (أحمد الفاتح) مناضل”.


وكانت النيابة قد وجهت اتهاماً تحت طائلة نص المادتين (130) القتل العمد و(21) الاشتراك الجنائي، لسنة 1991م في مواجهة المتهمين محمد آدم الشهير بـ (توباك) وأحمد الفاتح (الننة) ومحمد الفاتح (ترهاقا) ومصعب الشريف وزينب الأمين.
بداية المحاكمة
وبدأت أمس الأحد، بمعهد العلوم القضائية بالخرطوم محاكمة المتهمين في مقتل العميد بشرطة الاحتياطي المركزي، علي بريمة، وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور جماهري كبير من الثوار.
وقالت الشرطة، في وقت سابق، إن العميد بريمة قتل طعنا بالسكين أثناء أداء واجبه خلال احتجاجات في منتصف يناير/ كانون الثاني، الماضي بوسط الخرطوم.
رسائل عظيمة
وأكدت الباحثة الاجتماعية ثريا إبراهيم لـ (سلا نيوز) أن رفع توباك علامة النصر تؤكد شجاعة توباك، وثقته الكبيرة في نفسه بمضي واستمرار الثورة حتى نهايتها رغم الموقف أمام المحكمة.

وأشارت ثريا إلى إرسال توباك من خلال علامة النصر رسائل تشجيعية مباشرة إلى إخوانه الثوار بأهمية المضي قدما في طريق الثورة حتى إكمال جميع متطلباتها، حتى تتم عملية تحقيق الديمقراطية بالسودان، بدلا عن الحكم العسكري.
وقالت ثريا إن التفاعل الإيجابي الكبير من قبل الثوار الجماهير مع توباك دلل على نجاح رسائل توباك العظيمة المباشرة رغم موقفه بالمحكمة.


النصر حليفهم
وقال اختصاصي علم النفس عباس حمد محمد عباس لـ (سلا نيوز) إن المظاهر الداخلية انعكست على المظاهر الخارجية لدى توباك وبقية زملائه الثوار، وهي أنهم أبرياء، لأن المجرم على الدوام تظهر عليه مظاهر الإحراج والخوف. ودلل بعملية رفع الأيادي على أنهم يثقون في براءتهم من التهم الموجهة إليهم، وعكستها إشارة علامة النصر والثقة بالنفس مع توزيع ابتسامة على الوجوه.
وقال محمد عباس إن حركة الشباب أثناء النزول من المركبة تدل أيضاً على أن لديهم قضايا جوهرية مؤمنين بها، وهم يدافعون عنها، وهم واثقون في نهاية المطاف أن النصر سيكون حليفهم.

ظهروا كعرسان
من ناحيته، أكد القيادي بلجان المقاومة السودانية عباس عمر الضو لـ (سلا نيوز) أن رفع علامة النصر التي رفعها توباك تدل على ثبات براءتهم من تهمة القتل، ولأن مرتكب الجريمة في العموم يكون (مرتبكا)، ويعتليه الخوف على العكس من توباك ورفاقه الذين ظهروا كـ (عرسان).
وأشار عباس إلى التدافع الكبير من قبل الجماهير ومساندتهم لتوباك ورفاقه الثوار؛ مما شكل دفعة كبيرة لهم للجانبين. ونبه عباس إلى أن علامة النصر تدلل أيضا على السخرية من المجلس العسكري.
عاصم عمر
وربط عباس عمر الضو علامة النصر التي رفعها توباك بمثل ما حدث في قضية طالب جامعة الخرطوم عاصم عمر الذي اتهم بقتل شرطي وبرأته المحكمة، حيث كان عاصم يرفع يدية علامة النصر. وتابع: “القضية شغلت الرأي العام بصورة كبيرة مثل ما حدث في قضية توباك ورفاقه”.


امتصاص الطاقة السلبية
وذكر الصحفي عمرو شعبان لـ (سلا نيوز) إن علامات النصر التي رفعها توباك وبقية المعتقلين، من الثوار المتهمين لحظة إنزالهم من مركبة الشرطة تدل على أنهم غير منقطعين عن تفاعلات الشارع الثوري.
وأضاف شعبان أن علامة النصر التي رفعها توباك أسهمت في امتصاص الطاقة السلبية من الجماهير، وحتى من رفاق توباك في تلك اللحظة، وخلقت نوعاً من التماسك النفسي لهم جراء المحاكمة.

السجان والجلاد
وأكد شعبان أن تأثير مشهد توباك ورفقائه أمام المحكمة انعكس حتى على نفسية (السجان والجلاد) بحالة من الاسترخاء والابتسامات غير المعهودة.
وأوضح شعبان أن علامات النصر أدت إلى تهدئة أعصاب الجماهير أمام المحكمة، حيث لم تشهد هتافات مناوئة ضد القاضي أو المحكمة بشكل عام، مما خلق لهيئة الدفاع مناخاً إيجابياً لخوض معركتها القانونية.
وذكرت هيئة الدفاع عن المتهمين خلال المحكمة أن موكليهم تعرضوا للتعذيب بـ (الدربكين)، والضرب والتعذيب بسكاكين وآلات حادة.
وحددت المحكمة الجلسة الثانية يوم 12 يونيو/ حزيران المقبل

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.