الجنينة – سلا نيوز
قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، السبت، إن السودان يتعرض لمؤامرات غير مسبوقة من صنع أبنائه.
وأرجع الخطوة إلى غياب الرؤية الوطنية الرشيدة التي تُعلي من شأن البلاد، ومصالحها الوطنية العليا، بدلا عن تغليب المصالح السياسية الحزبية الضيقة.
وشهد “حميدتي” بأمانة حكومة ولاية غرب دارفور بالجنينة، مراسم التوقيع على وثيقة وقف العدائيات بين قبيلتي “المساليت” و”الرزيقات”، للتعايش السلمي بينهما.
وأضاف في كلمته خلال مراسم التوقيع، “يجب على السودانيين في هذا الوقت العصيب أن يديروا خلافاتهم بالحوار والشورى فيما بينهم”.
وأوضح أن هناك بعض الآيادي الخارجية تعمل على هدم المعبد على رؤوس الجميع.
وأشار أن وثيقة وقف العدائيات تعد ضربة البداية لعمل طويل وشاق لطي صفحة الخلافات بين الأطراف الموقعة عليها.
ونوَّها إلى أن الصراع الذي دار، خلف واقعا إنسانيا مريرا ومؤلما، وتسبب في نزوح اعداد كبيرة من اهل الولاية، حيث دفعهم ذلك للإقامة في مؤسسات الدولة بطريقة مهينة لكرامة الإنسان.
وشدَّد على أن الوطن يسع الجميع، مؤكدا أن الحكومة ستقف مع الحق دون محاباة لأي قبيلة أو فرد.
مبينا أن الجميع سواسية أمام القانون ولا تمييز بسبب اللون أو العرق أو القبيلة.
وأضاف: “هذا هو النهج الذي يحكمنا وعلى أساسه نتقاسم الأرض لنعيش عليها سوياً مع احترام الحق الأدبي لأصحاب الأرض”.
وتابع، “نعترف أن الدولة تتحمل جزءا مما حدث وأنتم تتحملون الجزء الأكبر من هذه الأوضاع المأساوية، لأنكم شجعتم على القتل والتشريد والنزوح من خلال توفير الحماية للمجرمين والساعين بالفتنة”.
وأكد أنهم مصممون على حسم كافة مظاهر الفوضى وانعدام الأمن.
ومضى قائلا: “أما أن تقبلوا ببعضكم بعضا وتعيشوا في أمن وسلام وأما أن تفرض الدولة هيبتها وتوقف أي عبث بأمن وسلامة المواطنين الأبرياء حتى ولو اضطررنا إلى استخدام قوة القانون”.
وأضاف، “يقع على الإدارة الأهلية الدور الأكبر في التصدي للمشاكل الصغيرة، قبل أن تكبر ويصعب حلها”.
داعيا إلى ضرورة التواجد الدائم لقادة الإدارة الأهلية مع أهليهم للقيام بمهام التوعية والتبليغ عن المجرمين والمخربين.
وأشار دقلو إلى صدور قرار، بعدم مغادرة رجل الإدارة الأهلية إلى محليته إلا بإذن مسبق من المدير التنفيذي، وعدم مغادرة السلطان الولاية إلا بإذن من الوالي، وقال: “هذا قرار لن نجامل فيه”.
كما أعلن عن صدور قرارت صارمة للأجهزة الأمنية بالتعامل مع أي متفلت، بالحسم وعدم التهاون مع المعتدين.
ولفت إلى أن الأيام القادمة ستشهد وصول قوات مشتركة لتنضم إلى القوات المتواجدة بالولاية للعمل على استتباب الأمن وتأمين الموسم الزراعي والقرى والمعسكرات.
وأضاف، “لقد عقدنا اجتماعات موسعة مع ممثلي النازحين وشيوخ المعسكرات بحضور الإدارة الأهلية وحكومة الولاية ولجنة الأمن، فضلا عن تسجيل زيارة إلى معسكر كريندق والوقوف على كافة التفاصيل ذات الصلة، ووضع ترتيبات مع حكومة الولاية والإدارات الأهلية لتسهم في العودة الطوعية بجانب تحقيق الأمن وتوفير الخدمات الضرورية التي تعين على العودة وتسهل للناس ممارسة حياتهم الطبيعية”.
وفي أبريل/ نيسان 2021، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية)، ارتفاع ضحايا العنف بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور إلى 125 قتيلا، و208 جريحا.
ومن حين إلى آخر، تشهد مناطق عديدة في دارفور اقتتالا دمويا بين القبائل العربية والإفريقية، ضمن صراعات على الأرض والمياه والموارد ومسارات الرعي.