الخرطوم – عمار حسن
قال رئيس حزب الأمة القومي المكلف، فضل الله برمة ناصر، إن حزبه طلب من رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إرجاء الاستقالة التي لوح بها خلال اليومين الماضيين.
وقال برمة إن وفداً من حزب الأمة التقى بحمدوك وناقش معه ما يترتب على الاستقالة، مردفاً “وجدنا أنها ستكون كارثة على البلاد، حاولنا أن نثنيه لأن القضية قضية وطن وطلبنا منه أن يصبر ونشارك كلنا في تصحيح الأوضاع الخاصة ببلدنا وكانت هناك إجابة وتقدير لحزب الأمة”.
وقال برمة ناصر، خلال مؤتمر صحفي بدار الأمة اليوم “الثلاثاء” إن انقلاب 25 أكتوبر أدخل البلاد في نفق مظلم وأربك المشهد وزاد الأزمات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، كما أهدر فرص إعادة علاقات السودان لوضعها الطبيعي، وأدى إلى فقدان الشرعية واستكمال الفترة الانتقالية.
وأشار إلى أن الاتفاق الذي وقعه رئيس الوزراء مع رئيس مجلس السيادة في 21 نوفمبر الماضي، لم يحل الأزمة بل فاقمها وزاد جذوة الحراك وارتفاع الغضب الشعبي نتيجة لانتهاكات الأجهزة الأمنية تجاه الثوار واحتجاجاتهم السلمية.
وشدد برمة على أن الخروج من هذه النفق المظلم هو التناجي والتفاهم والتراضي عبر الإجماع قدر المستطاع لإعادة الشرعية عبر الاتفاق لانجاز مهام الفترة الانتقالية.
وأوضح أن حزب الأمة القومي عكف على إعداد خارطة طريق لاستعادة الشرعية، سيطرحها على كافة مكونات الثورة وقوى الحراك للاتفاق حول مضامين الوثيقة عبر مائدة مستديرة والدعوة لقيام المؤتمر التأسيسي لإنجاز التوافق الشامل لاستعادة الشرعية واستكمال الفترة الانتقالية بصرامة.
وأضاف: “الوطن يمر بمرحلة خطيرة للغاية وترك الخلافات الشخصية هو المخرج الآمن”.
وأكد برمة أن حزبه لم يطرح العودة لما قبل 25 أكتوبر، وأضاف: “كما أننا جلسنا مع إخوتنا في الحرية والتغيير وطرحنا عليهم رؤيتنا وطلبنا منهم عرض رؤيتهم ولم نتطرق للعودة لما قبل 25 أكتوبر”.
من جهته، أكد الأمين السياسي لحزب الأمة القومي، محمد المهدي حسن، أن رئيس الوزراء كان ينتوي تقديم استقالته وعزاها لعدم التوافق بين القوى السياسية وان الاتفاق بينه ورئيس مجلس السيادة في 21 نوفمبر الماضي لم يجد القبول.
وتابع: “قلنا له الاستقالة ستربك المشهد وطلبنا منه إرجاءها”، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء تفهم وجه نظر الحزب “وقال اسرعوا الخطى لأن عدم وجود حكومة له آثار سلبية”.
وأوضح محمد المهدي، أن خارطة الطريق التي طرحها حزبه أملتها الظروف التي تمر بها البلاد سيما وأن الوضع مازوم والانقلاب أدخل البلاد في نفق مظلم، مبيناً أن الخارطة في مرجعيتها هي مصفوفة الخلاص الوطني التي تقدم بها الحزب في بداية الفترة الانتقالية.