آخر الأخبار

الهجرة العكسية

موضي بشرى
في ظل الحرب التي تعيشها البلاد والتي دفع فيها المواطنون السودانيون أرواحهم في المقابل، بدأت الهجرات العكسية من العاصمة إلى الولايات، فقد كشفت هذه الحرب عن سوء توزيع الخدمات و تمركزها في عاصمة البلاد، وأن كل مجهودات الحكومات التي مرت على السودان كان اهتمامها بالمركز دون غيره، فقد هجر المواطنون ولاياتهم وقراهم التي افتقرت لأبسط مقومات الحياة والخدمات الإنسانية واتجهوا صوب العاصمة الخرطوم على أمل كسب حياة كريمة.


في صبيحة يوم السبت الخامس عشر من أبريل تفاجأ السودانيون بأصوات الأعيرة النارية تملأ سماء الخرطوم نتيجة للاشتباكات بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وبين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان حميدتي والتي حصدت ما حصدت من أرواح الأبرياء وخلفت الكثير من الجرحى وشردت المئات من منازلهم، فكانت الحرب التي طالت العديد من مدن السودان المختلفة والتي لاحقت أيضا بعض النازحين القدامى الذين لجأوا إلى العاصمة من قراهم في ولايات غرب البلاد والنيل الأزرق والذين كان أملهم كبيرا في أن تتغير أوضاعهم إلى الأفضل وأنهم في مأمن من النزاعات.
و بالرغم من هشاشة الموفق في العاصمة إلا أن الولايات قد قالت كلمتها ففتحت أحضانها الآمنة للنازحين من الخرطوم بنداءات من سكان المدن والقرى البعيدة من مناطق النزاع بفتح منازلهم لاستضافتهم إلى أن تضع القوتان المتنازعتان مصلحة المواطنين أولا بإيقاف هذه الحرب ، فنجحت في أن كانت ملاذا آمناً و موقفاً صلباً بين مدى ترابط السودانيين كشعب واحد يهمه هماً واحداً هو أن تنعم بلادنا بالأمن والأمان.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.