الخرطوم – عمارحسن
جرت مواجهات عنيفة نهار اليوم (الخميس) بين القوات الأمنية والمتظاهرين بمدينة أم درمان والخرطوم بحري، وكذلك بالقرب من موقف مواصلات شروني بوسط العاصمة السودانية الخرطوم انتهت بوصول آلاف المتظاهرين إلى محيط القصر الرئاسي.
وأسفرت المواجهات بين القوات الأمنية والمتظاهرين، بمدينة أم درمان عن مقتل أربعة أشخاص باستخدام الرصاص الحي بحسب بيان صادر عن لجنة أطباء السودان المركزية، وجاء في البيان الذي اطلعت عليه “سلا نيوز” “تمارس السلطة الانقلابية أبشع الانتهاكات في حق شعبنا الآن، وتواصل ارتكاب مجازرها في تعتيم اعلامي لن يستر عورة السقوط الحتمي حيث تتواصل المطاردات داخل الأحياء مع اطلاق الرصاص الحي والانتهاك السافر لحرمات المنازل.
وأهابت وزارة الصحة بولاية الخرطوم بكل الكوادر الطبية التوجه إلى مستشفى الأربعين بأم درمان لإسعاف المصابين لعدم قدرة الكادر الطبي المتاح تقديم الخدمة لكل المصابين لأن حجم القمع والإصابات تجاوز كل التخيلات، وقالت الوزارة على صفحتها بموقع “فيسبوك” إن السلطات منعت عبور سيارات الإسعاف لنقل المصابين إلى المستشفى.
وردد المتظاهرون شعارات تنادي بالحكم المدني وعودة العسكر إلى ثكناتهم وترفض الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش في الـ 25 من أكتوبر الجاري، كما رفض المتظاهرون الاتفاق الذي وقعه رئيس مجلس الوزراء مع رئيس المجلس السيادي في الـ 21 نوفمبر المنصرم.
وقال متظاهرون لـ (سلا نيوز) إنهم لن يتوقفوا إلى أن تتحقق مطالبهم بوجود حكومة مدنية بجانب تحقيق شعار (حرية، سلام، وعدالة)، مشيرين إلى أن ما حدث في الـ 25 هو انقلاب عسكري وارتداد عن مسار ثورة ديسمبر التي قام بها الشباب والشابات وأكدوا أنهم ضد هذا الانقلاب وضد الذين نفذوه.
وخرجت تظاهرات في عدد من الأقاليم والمدن السودانية منددة بالانقلاب العسكري ومطالبة بالحكم المدني، منها القضارف شرقي البلاد، الضعين بشرق دارفور، زالنجي وسط دارفور، الجنينة غرب دارفور، الدمازين وسنار جنوبي السودان، وكل من ربك والدويم وود مدني بوسط البلاد.
وتعد تظاهرة اليوم التي دعت لها لجان المقاومة وتجمع المهنيين السودانيين وبعض القوى السياسية هي الخامسة في شهر ديسمبر الجاري، حيث تمكن الثوار من الوصول إلى محيط القصر ثلاث مرات.
وأغلقت السلطات منذ ليل الأربعاء الجسور الرابطة بين مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم، أم درمان، الخرطوم بحري) مستخدمة الحاويات، واعتقلت العشرات من أعضاء لجان المقاومة للحد من وتيرة الاحتجاجات، وفرضت طوقاً أمنياً محكماً بالطرق الرئيسية المؤدية لمحيط القصر ومحيط القيادة العامة للجيش، قبل أن يتمكن المتظاهرون من تخطيها.
كما قطعت السلطات خدمات الاتصال الداخلي والانترنت من الهواتف النقالة بجانب قطع خدمة الاتصال الدولي لأول مرة، واستخدمت القوات الأمنية عبوات الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية بكثافة ما أدى لوقوع عدد من الجرحى والإصابات المتفاوتة بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.