فنانون سودانيون يمتنعون عن إحياء حفلات رأس السنة بسبب قتل المتظاهرين

الخرطوم – عمار حسن

امتنع فنانون سودانيون عن إحياء حفلات بمناسبة رأس السنة الميلادية في البلاد، وذلك تضامناً مع ضحايا الاحتجاجات ورفضاً للانتهاكات الأمنية في مواجهة المحتجين.

وبدت العاصمة السودانية في ليلة رأس السنة الجديدة 2022، على غير عادتها غبراء شاحبة يخيم عليها الحزن من كل جانب، في مثل هذا اليوم من كل عام تكتسي الخرطوم ثوباً جديداً وتتزين بشتى الألوان في شوارعها الرئسية لوداع عام مضى واستقبال آخر بالفرح والغناء والأهازيج.

لكن هذا العام ارتفع أزيز الرصاص ودوي القنابل الصوتية بدلاً عن أصوات الأنغام المنسربة من مسارح العاصمة ونواديها، وحجب دخان الغاز المسيل للدموع الكثيف الألعاب النارية المزركشة عن سماء البلاد.

في أعقاب أحداث العنف الذي تمارسه القوات الأمنية عقب انقلاب 25 أكتوبر من العام الماضي وقتل المتظاهرين العزل، لا سيما أحداث القتل التي صاحبت تظاهرات 30 ديسمبر الماضي، أعلن عدد من الفنانين والمطربين إلغاء حفلاتهم في ليلة رأس السنة لهذا العام احتجاجاً ورفضاً لقتل المتظاهرين.

وخاطبت الفنانة البارزة ندى القلعة، جمهورها على حائطها بموقع (فيسبوك) بالقول: “أعتذر عن إقامة حفل رأس السنة ودمتم سالمين، وربنا يشفي الجرحى والمصابين ويرحم شهداء الوطن”.

أما المطرب طه سليمان، أحد نجوم الصف الأول وسط الفنانين الشباب، قال: “نظراً لما تمر به البلاد من أحداث حزينة أعلن اعتذاري عن حفل رأس السنة الذي كان مقرراً بمنتزه المقرن العائلي، الرحمة و الخلود للشهداء الذين ارتقت أرواحهم اليوم و عاجل الشفاء للجرحى والمصابين”.

وغاب عن مسارح العاصمة في ليلة رأس السنة لهذا العام عدد من الفنانين أبرزهم، نانسي عجاج المجاهرة دائماً برأيها المساند لثورة ديسمبر، والفنان الشاب محمد بدوي أبو صلاح.

وكان عدد من النجوم قد أعلنوا في وقت مبكر عدم رغبتهم في أحياء حفل ليلة رأس السنة بينهم الموسيقار محمد الأمين والشقيقين أحمد وحسين الصادق بسبب ما تمر به البلاد من أحداث حزينة.

واعتذرت الفنانة ميادة قمر الدين، قبل سبعة أيام عن المشاركة في لحتفالات رأس السنة ودونت على صفحتها الرسمية (بفيسبوك) “نستشرف عاماً جديداً وكلنا أمل أن يكون 2022 نهاية لمعاناتنا وأوجاعنا وحسرتنا على البلاد والعباد، وذلك تقديراً لإحباط الشارع العام في كل بقاع الوطن المنكوب، وانحيازاً للمواطن المثقل بالهموم والحيرة والقلق، وتضامناً مع أمهات الشهداء محروقات الحشا والجرحى والمفقودين، أعلن بكل صدق والتزام اعتذاري عن المشاركة في كافة احتفالات رأس السنة المجيدة”، مشيرة إلى أنه لا مجال للاحتفالات الجماهيرية العامة في هذه الظروف، ما بين شظف العيش والدماء المهدرة والحقوق الضائعة.