آخر الأخبار

اقتصاديون لـ “سلا نيوز”: طباعة ألف جنيه تعني مزيداً من التدهور

الخرطوم – بشير النور

قال اقتصاديون مختصون لـ (سلا نيوز) إن إصدار بنك السودان المركزي، أمس الثلاثاء، طبعة ثانية من فئة ألف جنيه، يعني المزيد من التدهور، وعدوه (عبثاً) اقتصادياً، يسهم في انخفاض العملة المحلية.

وأكد متعاملون لـ (سلا نيوز)، أن السوق الموازي شهد الأربعاء، انخفاضاً كبيراً في العملة المحلية أمام الأجنبية مقارنة مع مطلع الأسبوع، مؤكدين أن سعر بيع  الدولار، وصل 580 جنيها والشراء 578 جنيها، بينما بلغ شراء الريال السعودي 149 جنيها والبيع 150 جنيها.

وكشف المتعاملون عن وجود إقبال كبير على شراء  العملة الأجنبية.

عبث السلطات

وعدّت المتخصصة في الشؤون النقدية بجامعة الخرطوم الدكتورة  رسائل عبد الله لـ (سلا نيوز) طباعة البنك المركزي فئة ألف جنيه دون، وجود ما يوازيه من عملية إنتاج حقيقي يمثل (عبثاً) من السلطات، وله آثار سلبية وكارثية كبيرة  جدا في الشأن الاقتصادي مستقبلا.

وأوضحت رسائل أن طباعة العملة يؤدي إلى زيادة القوة الشرائية، مما يؤدي إلى زيادة في  الأسعار والتضخم المفرط.

وبررت رسائل قيام الحكومة بطباعة ألف جنيه مجدداً لعدم وجود مواعين إنتاجية اقتصادية، مما جعلها تلجأ إلى أسهل الخيارات وأصعبها، وهي الطباعة دون النظر إلى خطورتها الاقتصادية.

وتابعت “طباعة الفئات الكبيرة أسهمت في اندثار وعدم التعامل بفئات الـ  10 إلى 20 جنيها”.

التجربة الزيمبابوية 

وتخوفت رسائل من استمرار طباعة العملة بدون إنتاج وصول السودان إلى التجربة الاقتصادية الزيمبابوية، التي طبعت فئة 100 ألف جنيه في ورقة واحدة، فخرجت عملتها من التداول وأصبح التعامل بالعملات الأجنبية الأخرى.

وكعلاج لطباعة ألف جنيه دعت رسائل السلطات إلى الاستفادة من المبالغ المطبوعة التي تسمى “عرض النقود الأسمى” في قطاعات الإنتاج كالزراعة والتعدين من أجل تحقيق إنتاج.

ونبهت رسائل إلى خطورة طباعة العملة من الفئة الكبيرة التي لا تلجأ إليها الدول كثيرا حتى لا تقوم العصابات بتزويرها وتنعكس سلبا على الاقتصاد الكلي.

وحثت الحكومة على وضع سياسات تحفيز للاستفادة من الكتلة النقدية خارج الجهاز المصرفي التي تبلغ 95%، وتدويرها في الاستثمار والمشاريع الإنتاجية بهدف سيطرة الدولة على الكتلة النقدية.

ارتفاع التضخم

وحول تأثير طباعة العملة في الاقتصاد رجح أستاذ الاقتصاد بجامعة وادي النيل الدكتور عمر يسن، في تصريح لـ (سلا نيوز)، بحدوث المزيد من التدهور الاقتصادي مع استمرار تدهور وانخفاض العملة المحلية أمام الأجنبية مع ارتفاع معدل التضخم، مما ينعكس في سعر الصرف.

وتابع يسن “التضخم يعني وجود ارتفاع كبير في المعروض من الجنيه السوداني ولا يدعمه نمو اقتصادي”.

وأضاف يسن أن طباعة ألف جنيه له مردود اجتماعي لدى الموظفين برفع الأجور النقدية للمرتبات التي أصبحت قيمتها عالية، لكن على الواقع السوق ضعيف. وتابع “مرتب ١٢ ألف جنيه قبل سنوات أفضل من مرتب ١٢٠ ألف جنيه اليوم”.

وكان بنك السودان أعلن في مطلع يونيو/ حزيران، الماضي  إصداره لأول مرة في تاريخ السودان فئة الألف جنيه.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.