الخرطوم – سلا نيوز
تباينت ردود أفعال الأحزاب السياسية حول استقالة الدكتور عبدالله حمدوك من رئاسة مجلس الوزراء، فيما رأتها أحزاب مدخلاً لحل الأزمة السودانية، أشارت أخرى إلى أنها ليست ذات فائدة في تحقيق أهداف الثورة. ورأت أخرى أن حمدوك كان ضحية لطموح الصفوة. وجاءت ردود سياسيين سودانيين بين غاضبين ورافضين، فيما وصفها البعض بالموقف الشجاع، ودعا البعض الآخر إلى احالة استقالته التي وسمها بالمحنة إلى فرصة للم الشمل.
وكان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قد أعلن الأحد، الاستقالة من منصبه، محذراً في الوقت نفسه من أن السودان يمر في هذه اللحظات بمنعطف خطير قد يهدد مستقبل البلاد كلياً.
وقال تجمع المهنيين السودانيين، إن “استقالة رئيس الحكومة الانتقالية في السودان، عبد الله حمدوك أو عدمها لا تقدم أو تؤخر شيئا في طريق الثورة.
وأشار تجمع المهنيين السودانيين في تصريحات للعربية إلى أن السلطة الحقيقية بيد المجلس العسكري، والمطلوب هو تنحي قادة المجلس، برئاسة قائد القوات المسلحة عبد الفتاح البرهان.
المشوار طويل
وقال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، قائد جيش تحرير السودان، مدوناً على حائط صفحته بموقع (فيسبوك): “استقالة الدكتور عبد الله حمدوك واحدة من تجليات الأزمة السياسية والاجتماعية المتراكمة التي لم تفهمها القوى السياسية التي ورثت البلاد في زمن غفلة أغلب الشعب، وقال حمدوك في خطابه بأن الأسباب وراء استقالته عدم توافق سياسي يجب أن يُفهم. مازال المشوار طويل لا بديل للحوار والاعتراف بالبعض”.
امتنع وسكت
وقال رئيس حزب الؤتمر السوداني، عمر الدقير، إنّ تقدير د. عبد الله حمدوك كان أن الاتفاق السياسي الذيّ وقعه، في 21 نوفمبر الماضي، مع الفريق البرهان سيكون مدخلاً لحل الأزمة، ولكن من الواضح أنه استقال بعد أن تبيّن له انسداد الأفق أمام ذلك الاتفاق الذيّ لم يؤد إلى حقن الدماء وفشل في أن يشكل رافعة لحل الأزمة، خصوصاً بعد الرفض الشعبي الواسع له لأنه اتّفاق مبني على قرارات انقلاب ٢٥ أكتوبر.
وقال الدقير، في تصريح لـموقع (باج نيوز) “من اللافت في خطاب استقالة حمدوك أنه حَمّل كل مسؤولية الأزمة لأطراف المكون المدني بسبب خلافتها وتشتتها كما قال، ولكنه قَدّر الامتناع عن توجيه أيّ نقد للمكون العسكري بمجلس السيادة، كما سكت خطاب الاستقالة عن إدانة انقلاب 25 أكتوبر وما أعقبه من قمعٍ وقتلٍ وانتهاكات”.
ضحية طموح الصفوة
من ناحيته، كشف رئيس حزب الأمة السوداني مبارك الفاضل، أنّ حمدوك، كان ضحية طموح الصفوة من الناشطين الذين سرقوا الثورة وسعوا بصورة حثيثة لتحويل سلطة الانتقال إلى حكمٍ مدنيّ شمولي جديدٍ. جاء ذلك في تدوينة لمبارك على صفحته الرسمية بالفسيبوك.
وقال الفاضل، إنّ عبد الله حمدوك كان شجاعًا وصادقًا مع الشعب السوداني. وأضاف” استقالة حمدوك أسدلت الستار على قحت ووثيقتها المعيبة وأنهت حالة من الفوضى والغوغائية لم يشهدها السودان في تاريخه”.
ودعا الفاضل الجميع إلى استلهام تجربة الانتقال بعد ثورة أبريل 85، وأنّ تبتعد القوات المسلّحة عن فكرة الشراكة في الحكم مع المدنيين. وأردف” على القوات المسلّحة الاكتفاء بدورها التاريخي حاميةً ومنظمةً للانتقال الديمقراطي”
وشدّد مبارك الفاضل على رعاية القوات المسلّحة للتوافق الوطني حول حكومة انتقالية مستقلّة لا يتعدى تكليفها إدارة الاقتصاد وتنظيم الانتخابات وأنّ تتولى حفظ الأمن من موقعها وقيادتها مجلس الدفاع والأمن الوطني.
أمر مؤسف
وغرد جبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة، وزير المالية، على صفحته بموقع (تويتر): “استقالة الدكتور عبدالله حمدوك من رئاسة مجلس الوزراء في هذا التوقيت أمر مؤسف للغاية”. وأضاف: “دعونا نحيل هذه المحنة إلى منة وفرصة للم الشمل والعبور بالوطن إلى بر الأمان. مسؤولية القوى السياسية اليوم وحاجتها إلى الوقوف مع النفس ومراجعة المواقف أكبر من أي وقت مضى”.
موقف شجاع
من جانبها نشرت رباح الصادق، الناشطة السياسية، على صفحتها بـ (فيسبوك) قائلة: يحمد للدكتور حمدوك هذا الموقف الشجاع أمام زمرة من القتلة “بالرغم من محاولة تحميله كل اللوم على القوى السياسية التي تتحمل قدراً منه ويحمل القتلة والدكتور حمدوك نفسه أقدار أكبر بلا شك، كما خلا خطابه من الإشارة لسفح الدماءِ حتى بعد عودته”.
شكراً حمدوك
ودون والي ولاية شمال دارفور السابق محمد حسن عربي، على حائط صفحته بموقع (فيسبوك) “بعد يوم واحد من توقيع اتفاق 21 نوفمبر أرسلت إلى رئيس الوزراء رسالة مقتضبة عبرت فيها عن مشاعر الإحباط و الحزن و تمنيت له التوفيق”. وأضاف: “عملت مع رئيس الوزراء المستقيل نحو عام، وجدت منه طوال هذا العام داعماً و ناصحاً وراعياً لمصالح شعبه دون ضوضاء، وبحق كنا نمتلك صلاحيات واسعة تعبر عن حسن تدبيره وقيادته، كما وجدت قبل ذلك من خلال عملي فى الحرية والتغيير منسقاً للجنة القانونية ما يحملني على شكره في هذا اليوم”. وتابع: “أود أن اتقدم بالشكر للدكتور حمدوك لثقته فى شخصي ولكل ما قدمه للبلد، ومرة أخرى أتطلع بحق إلى مواصلة إسهامه في الشأن السوداني من موقعه الجديد وأكرر أمنياتي له بالتوفيق”.
سنكمل المشوار
ونشرت وزيرة الشباب والرياضة السابقة، ولاء البوشي، على صفحتها بـ (فيسبوك) “يقيني وإيماني بشباب وشابات الثورة الرفاق و الرفيقات، يقين و إيمان لن يهتز أو يتزعزع أبداً، فهم/هن لم يتزحزحوا ولم يغادروا الجبل وسيكمل الثوار الأحرار المشوار و طريق الحرية و السلام و العدالة”.
مواجهة العدو
وخاطب ناظم سراج، الناشط الاجتماعي والوزير السابق بحكومة ولاية الخرطوم، رئيس الوزراء عقب استقالة بصفحته على موقع (فيسبوك) قائلا : “رغم كل شيء شكراً جميلاً ورغم الثمن المهول الذي دُفع وسوف يُدفع بعد ذهابك، لكن الأفضل مواجهة عدو واحد وهو الانقلابيين”.