آخر الأخبار

حكاية إليزابيث من “ود راوة” إلى السفارة البريطانية

الخرطوم – بشير النور

حينما وصلت السيارة القادمة من منطقة “ود راوة” شرقي ولاية الجزيرة، شارع المطار بالخرطوم؛ وجدته مغلقًا، فتساءل الراكبون عن السبب، فقيل لهم، إن طائرة تقل ملكة بريطانيا إليزابيث حطت رحالها بمدرج المطار، حينها أطلت في ذهن صافيات المهدي (إحدى القادمات في تلك السيارة)، فكرة مفادها تسمية ابنتها القادمة إلى الدنيا (إليزابيث)، تيمناً بتلك الزائرة إلى البلاد، وفعلا تحققت أمنيتها، حيث وضعت صافيات طفلة عقب زيارة الملكة في منطقة “ود راوة” في العام 1967.. هكذا روت صاحبة الإسم عن والدتها.

وقالت السودانية إليزابيث بخيت الحاج عبد الرحمن لـ(سلا نيوز)، إن والدتها صافيات أخبرتها، أنها اختارت الاسم لأن من أُغلق شارع المطار لقدومها لا شك أنها امرأة عظيمة وذات مكانة رفيعة.

الكنيسة

وذكرت إليزابيث لـ(سلا نيوز)، أن بعض أفراد المجتمع ممن لا يعرفون سبب التسمية ارجعوا الاسم إلى الكنيسة، وآخرون إلى أسماء بنات دولة جنوب السودان، والبعض كان يضحك من التسمية، مضيفة: “فكان ردي لهم جميعًا أن الاسم يرجع إلى ملكة بريطانيا إليزابيث ذات المكانة الدولية الرفيعة”.

وأوضحت أن اسم الملكة، الراحلة الحكيمة الرؤوفة العطوفة التي قدمت خدمات إنسانية جليلة وأياديها البيضاء بالخير للناس، انعكس على شخصيتها الاجتماعية.

وأشارت أنها فكرت قبل سنوات الاتصال بالسفارة البريطانية بالخرطوم من أجل إبلاغ الملكة الراحلة بأنها سميت تيمنًا باسمها مع أمنيها قبل رحيلها مقابلتها شخصياً ٠

ومن محبتها للملكة قالت السودانية إليزابيث: “رغبت في تسمية طفلتي على الأميرة في العائلة البريطانية المالكة (آن)، لكن احترمت رغبة والدها الذي سماها (هبة)”.

موجة حزن

وتقول إليزابيث السودانية إنها تلقت نبأ وفاة الملكة من التلفزيون ولحظتها انتابتها موجة حزن شديد مع بكاء لفقد إنسانة سجلت تاريخها بأحرف من نور، وقررت لحظتها الذهاب إلى السفارة البريطانية لتقديم واجب العزاء في اليوم الثاني لوفاة الملكة، لكن ظروفًا اجتماعية منعتها، حسبما روت.

وتابعت اليزابيث “بعدها بأيام كنت في أم درمان وركبت الحافلة تجاه السوق العربي بالخرطوم، ونزلت قرب جامعة النيلين، وبعدها ركبت في إحدى الحافلات المتجهة إلى منطقة بري، وسألت أحد الشباب عن مقر السفارة البريطانية وعبر استخدام تقنية الموبايل حدد لي موقع السفارة قرب وزارة العدل”.

اندهشت من حفاوة الاستقبال

وأضافت: “وفي مدخل السفارة استقبلني في بوابتها أحد الحراس من دولة جنوب السودان، وقدمت له جواز سفري الذي يحمل اسم إليزابيث، وحكيت له قصة تسميتي على الملكة الراحلة  وبعدها قابلت المسؤول الأمني بالسفارة وبعد إحضار مترجم شرحت له أنني قادمة لأداء واجب العزاء للراحلة وسردت له قصة تسميتي على الملكة الراحلة مبديًا إعجابه بقصة التسمية.

وقالت إليزابيث السودانية انها (اندشهت) من حفاوة الاستقبال

سلام بالأحضان

وقالت: “أيضا استمعت للقصة مسؤولة بالسفارة وحينها سلمت عليَّ بـ(الأحضان) وتابعت السودانية: ووقعت في دفتر يضم الذين جاءوا لتقديم واجب العزاء”.

وذكرت إليزابيث السودانية أن السفارة البريطانية وعدتني بالاتصال في وقت لاحق للتدوين وتسجيل قصة تسميتي على الملكة الراحلة.

وقدمت السودانية إليزابيث خالص التعازي للأسر المالكة ببريطانيا وللشعب البريطاني في رحيل الملكة إليزابيث.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.