الخرطوم – أسامة محمد عثمان
عند تمام الساعة الرابعة بتوقيت لندن، السادسة بتوقيت الخرطوم يطلق الإيطالي دانييلي اورساتو صافرته معلناً بداية أولى مباريات المونديال العالمي المقام بقطر للعام 2022 في ملعب (البيت) بمدينة (الخور) بلقاء يجمع بين قطر مستضيفة البطولة والاكوادور، في منافسات المجموعة الأولى لكأس العالم.
تجربة مونديال قطر يتوقع أن تكون استثنائية، رغم العقبات التي واجهت فكرة استضافة دولة قطر لأكبر حدث كروي على الإطلاق.
معارضة مبكرة
في العام 2010 عندما أعلن رئيس الفيفا آنذاك “جوزيف بلاتر” فوز ملف دولة قطر بشرف تنظيم كأس العالم وتفوقها بأغلبية الأصوات، على كل من أمريكا وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية، تباينت الآراء العالمية حول فوز الدولة العربية الإسلامية، البعض عارض الفكرة بحجة أن مناخ قطر ساخن جدا في الصيف، ولا يستطيع اللاعبون والجماهير التأقلم في مثل أجواء كهذه، مما يعني أن المباريات ستكون أقل جودة وأن الجماهير حول العالم لن تستمتع بالحدث العالمي، كما يكون عادة رغم تقديم قطر فكرة عمل نظام (تبريد) للملاعب والشوارع وجعل الأجواء مناسبة.
البعض الآخر رحب بالفكرة على أنها ستكون تجربة متميزة وفرصة للجماهير باكتشاف ثقافات مختلفة وجديدة.
ولتفادي هذه المشكلة تم تأجيل البطولة من الصيف لتقام في الشتاء، مما اضطر الدول لتوقيف كل بطولاتها المحلية.
الفوز الأول للعرب
تعتر دولة قطر هي أول دولة عربي وخليجية تحظى بشرف استضافة وتنظيم المونديال العالمي، إذ لم يسبق لأي دولة عربية أن فازت بهذا الشرف من قبل، وفي المقابل أنفقت قطر نحو 220 مليار دولار لإنشاء ملاعب بمواصفات عالمية وتصميمات مستحدثة، إضافة للبنية التحتية في جميع نواحي الدولة التي لا تتجاوز مساحتها الكلية “4,500” ميل مربع استعداداً لاستقبال أكثر من مليون مشجع حول العالم.

مواقف متباينة
في الفترة الأخيرة واجهت قطر حملة هوجاء من المجتمع الغربي وبعض المنظمات الحقوقية ومنظمات حقوق الإنسان، بعد أن عنونت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن موت أكثر من 6 آلاف عامل أجنبي في قطر بسبب العمل ببناء الملاعب المستضيفة للمباريات في أجواء لا تلائم العمل وتصل درجة الحرارة لـ 45 درجة مئوية.
قطر قالت إن الأخبار مضللة وإن العدد الذي ذكرته الصحيفة خيالي، وإن عدد الذين ماتوا لا يتعدون الثلاثة أشخاص.
ومنذ ذلك الحين انطلقت أصوات تنادي بسحب تنظيم البطولة من قطر، والبعض دعا إلى مقاطعة البطولة التي تستضيفها دولة سيئة السجل في مجال حقوق الإنسان.
حملة منظمة
الحملة المنظمة على قطر من قبل بعض الدول الغربية تقودها فرنسا وألمانيا والدنمارك لمقاطعة كأس العالم قطر، إلا أن أغلب الدول لم تعاد الفكرة ورحبوا بإقامة البطولة، كما هو مقرر لها في قطر.
فرنسا أعلنت أنها لن تعلق شاشات عملاقة في ساحات المدن الفرنسية لمشاهدة المباريات، كما جرت العادة في فرنسا، وأعلن لاعبا المنتخب الألماني السابقان توني كروس وفليب لام مقاطعة البطولة تضامناً مع العمال ولأسباب تتعلق بحقوق المثلية التي تحظرها قطر داخل أراضيها.

الفيفا FIFA
في الأسبوع الماضي هاجم رئيس الفيفا السابق (بلاتر) إقامة كأس العالم في قطر. وقال : “كان اختياراً سيئاً وكنت مسؤولا عن ذلك كرئيس للفيفا في ذلك الوقت”.
وفي المقابل، اتهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الحالي جياني انفانتينو الغرب بالنفاق في تقاريرهم عن سجل قطر في حقوق الإنسان. وقال:” لقد تعلمنا العديد من الدروس من الأوروبيين والعالم الغربي. أنا أوروبي. وبسبب ما كنا نفعله منذ 3000 عام حول العالم، يجب أن نعتذر لنحو 3000 سنة قادمة قبل إعطاء دروس أخلاقية”.

وأضاف: “إذا كانت أوروبا مهتمة حقًا بمصير هؤلاء الأشخاص، فيمكنها إنشاء قنوات قانونية كما فعلت قطر حيث يمكن لعدد من هؤلاء العمال القدوم إلى أوروبا للعمل. امنحوهم بعض المستقبل وبعض الأمل”.
فرض ثقافة إسلامية وعربية
أصدرت قطر تعليمات لكل الراغبين بدخول قطر والمشاركة في فعاليات كأس العالم حول العالم، فقد منعت قطر المثلية الجنسية والترويج لها، ووعدت بعقوبات رادعة لكل المخالفين، كما منعت المشروبات الكحولية أيضاً في الملاعب، حيث كانت خطوة جريئة من قطر، صب البعض غضبهم على الخطوة وبعضهم تفهم الموقف. وقال (ايريك داير) لاعب المنتخب الإنجليزي: “منع المشروبات الكحولية في الملاعب هو شأن داخلي للدولة وثقافتها الدينية، يجب أن نحترم ثقافات ومعتقدات غيرنا”.
وقامت قطر بتزيين الملاعب بآيات قرآنية، وعينت مؤذنين ذوي أصوات شجية في المساجد لجذب انتباه الجماهير عند كل أذان.