قرى سودانية تخشى ولادة النساء في الخريف

الخرطوم – بشير النور

يخشى سكان قرى تقع جنوب غرب ولاية النيل الأبيض من ولادة النساء أو حدوث حالات مرضية حرجة في الخريف بسبب وعورة الطرق للوصول للمستشفيات الكبيرة٠

وحكى إبراهيم أحمد من قرية أبو عنبج بمحلية أبو ركبة لـ(سلا نيوز)، تجربته القاسية التي مر بها أثناء وفاة زوجته عائشة عبد السلام بسبب نزيف حصل لها بعد ولادة طبيعية.

وتابع إبراهيم، “توجد مراكز صحية بالقرية بها إسعافات أولية وعلاج للحمى والملاريا، أما الحالات المرضية الخطيرة الشبيهة بما حصل من نزيف لزوجتي رحمها الله أثناء الولادة فهي حالة لا تعالج إلا في مستشفيات مدن كوستي وتندلتي اللتان تبعدان مسافة مابين 40 و100 للمدينتين على التوالي”.

وذكر أحمد أن وعورة الطريق في الخريف أسهم في الكثير من الوفيات للنساء أثناء الولادة.

نهب مسلح

وأضاف أن سكان القرى يعانون أيضا في الخريف أثناء الحركة من عمليات نهب بالسلاح الناري والأسلحة البيضاء من قبل مجهولين.

لا ردميات

بدوره، أوضح حسين كامل من قرية أبو عنبج أن سكان قرى المنطقة التي تقع جنوب غرب النيل الأبيض، وهي (أبوعنبج وتمليكا، وعرندي، وضحايا، وقوز خضره) ظلوا لعشرات السنوات يعانون في فصل الخريف أزمة كبيرة في الحركة المواصلات لعدم وجود ردميات تسهل حركة المواطنين بين القرى ومدينتي كوستي وتندلتي، مشيرا إلى ارتفاع تكلفة الحركة عبر التراكتورات بنسبة 150 في المائة بسبب خطورة المياه.

فشل المسؤولين

وحمل كامل مسؤولي حكومة الولاية ومحلية أبوركبة المسؤولية الكاملة تجاه عدم تجهيز الردميات رغم قيام الحكومة بوضع رسوم مالية كجبايات مختلفه في الأسواق.

وتساءل كامل”أين تذهب هذه الأموال وهي لم تنعكس في خدمة المواطن المهمش(؟)”.

وأكد كامل وفيات عشرات النساء أثناء الولادة بسبب وعورة الطريق وبعض الوفيات للأطفال بسبب ندرة الدواء لتلقي العلاج، مشيرا لنقص الكوادر الطبية في المنطقة خاصة الاختصاصيين.

معاناة الطلاب

وأشار كامل إلى معاناة طلاب وطالبات الأساس بقرية أبوعنبج في الخريف، قائلا:”هم يركبون لساتك لقطع خور ممتلئا بالمياه للوصول لمدرسة أبو عنبج النموذجية مما يشكل خطورة كبيرة على حياتهم”.

وأضاف أن الخريف يسهم في عدم توفر المعينات الدراسية كالكتب والكراسات والشنط بأدواتها.

الطهي بالحطب

ولفت كامل إلى عدم قيام المسؤولين بالولاية بإيصال خدمة الكهرباء لكل قرى المنطقة أسوة ببقية مناطق السودان.

وتابع أن عملية الطهي تتم عبر الحطب مع إنارة العديد من المنازل بلمبة (حبوبة ونسيني) عدا الفئة المقتدرة ماليا فهي تستخدم بوابير صغيره للكهرباء، وقال إن قرية أبو عنبج بها صهريج مياه واحد لا يكفي حاجة إنسان القرية.