آخر الأخبار

ناج يحكي لـ”سلا نيوز” فاجعة غرق العشرات في أمواج المتوسط

الخرطوم – بشير النور
بينما كان نحو 100 سوداني متجهين للعيش في إيطاليا عبر قارب (تهريب) يقلهم من ليبيا عبر البحر المتوسط، كانت الأقدار تخبئ لهم كارثة حقيقية وهي دخول أمواج مياه البحر العالية، الأمر الذي تسبب في غرق العشرات.

وقال رئيس منظمة الحد من الهجرة غير النظامية والعودة الطوعية للجالية السودانية/ في ليبيا مالك الديجاوي (منظمة طوعية)، في بيان مسبق تلقته (سلا نيوز) إن 95 سودانيا هم بين قتيل ومفقود وموقوف في حادث يوم 14 فبراير/ شباط الجاري، بعد تعطل قارب هجرة غير شرعية قبالة مدينة الخُمس الليبية – نحو 150  – كيلومترا شرق العاصمة الليبية طرابلس.
البداية  
وقال السوداني منتصر عبدالله تيه، أحد الناجين لـ(سلا نيوز ) “قبل أيام من حادث الغرق تجمعنا عبر سمسار سوداني وقمنا بعد إكمال دفع مبالغ مالية بتأجير منزل (تركينة)، وهي عبارة عن سجن، حتى اكتمل العدد من العازمين للهجرة إلى أوروبا، وبعد اكتمال العدد المحدد – قال تية – سلمنا السوداني إلى مهرب ليبي آخر وبعدها تم نقلنا بسيارات صغيرة، حيث أوصلتنا (حافة) البحر المتوسط، وظللنا تحت حراسة مليشيات مسلحة، وبعد توجيه من المهرب قمنا بإنزال القارب إلى مياه البحر، بعضنا حمل  كبيرة مليئة بالوقود، ونحن كنا نحو 100 شخص، ويبلغ طول القارب 12 مترا، ثم بدأت الرحلة إلى إيطاليا، وقد وقع الحادث بعد تحركنا تقريبا نحو 250 متراً، وكانت حمولة القارب  أكبر من سعة القارب.

أمواج عالية

وتابع: “كنا واقفين وما لاقين مكان نجلس فيه والموج كان مرتفع جدا 2 متر ونصف المتر، والجميع كانوا محملين علي جهه واحدة من القارب، ومع ارتفاع الأمواج وبسبب حموله القارب بحسب تية نزل القارب لاسفل المياه  واتملأ  بالمياه، ولحظتها الناس أتخلعت  وخافت وقام بعضهم بالنط داخل البحر طلبا للنجاة لكنهم غرقوا جميعا، بينما قام البعض بالسباحة ودفع القارب وايصاله حافة البحر المتوسط، مشيرا لاصابة البعض بكسور وآخرين مصابين بحريق بسبب حريق الوقود الذي كان بداخل القارب”.

وفي لحظة الأحداث  قال تيه كانت معانا 3 نساء  بينهم 2 توفن بسبب الخلعه والخوف داخل القارب وبعد إيصال القارب الحافة اخرجنا 3 جثث بينهم 2 نساء.
 منزل المهرب
وبعد الخروج الناجين من البحر الأبيض المتوسط يقول تيه: “رجعنا والجميع كان مرهقا ومتعبا ومصابا الي منزل المهرب، وكان معانا رجل يسمي حامد ود الحاجة من اولاد أم درمان الذي لفظ انفاسه الاخيرة.
وفي ظل هذه الماسي قام المهرب بطردنا من المنزل وهددنا بابلاغ الشرطه واستنجد بمليشيات مسلحة أطلقت فينا بدورها  ذخيرة حية وهربنا ونحن ماعارفين الي أين نحن متوجهين حتي وصلنا الي غابة”.
اعتقالات الشرطة
وتابع في الغابة ” تشردنا وكانت درجه الحراره 10 درجة وكان يوم ممطرا  ولم نكن لابسين ملابس ولا  أحذية  وفي داهمت الشرطة مكان وجودنا واعتقلت  بعضنا  وأودعته السجن والباقي هرب في انحاء الغابه”.

وأضاف تيه: “نحن كنا 4 أشخاص  ولسوء حظنا هربنا ليلا عكس بقية ممن كانو معنا، واستمر الحال حتي اذان الصبح حتي عثرنا علي مسجد وقام شخص بمدنا بأحذية، وبعده عرفنا الطريق الصحيح، كما مررنا علي مخبز يعمل فيه مصرين منحونا أكل وملابس ووصفو لينا الطريق الذي وصلنا عبره  طرابلس، وزاد تيه: “نحن ليس لدينا الان اوراق ثبوتيه، ولانمتلك أي نقود ولا مأوي ونعيش علي مساعدات  السودانين”.
 تجاهل السفارة
ويضيف تيه “يشهد الله انا مشيت السفارة السودانية بطرابلس3  أيام مسافه من تاجوراء وباكل بفطر بعد العصر  ونص المسافة بمشيها كداري  عشان أحصل من عون لاخواني المصابين حتي ان شاءالله  اوديهم  المستشفى  وناس السفارة  قالو ماعندهم اي حاجه نقدمها ليكم  غير تسجلو في العودة الطوعيه وتم تسجيل 30 سوداني”.

وقال أن السودانيين يعيشون حاليا في احياء تاجورا سوق الاحد بالعاصمة طرابلس في ظل أوضاع غير انسانية لاتليق بهم كبشر.
امنيتي العيش كإنسان
وحول دوافعته الشخصية للهجرة يقول تيه الذي ينحدر من أبناء مدينة كادقلي بولاية جنوب كردفان، انا مشكلتي سياسية انا هاجرت من السودان بسبب الحروب الأهلية وقد فقدت والدي وأخي الأكبر وتشردت أسرتي ولا أدري أين هم الآن هل هم حيين أم ميتين الله يعلم انا كل أمنيتي أعيش كإنسان.

وكشف تيه عن فشل محاولاته  السابقة  للهجرة لاوربا  أولها كانت في عام 2021 وتم استرجاعنا بواسطة خفر السواحل الليبية، تلتها محاولة في يونيو 2022 حيث تعطل القارب علي بعد 150 كيلو وانقلابه ولحظتها توفي 59 شخصا واصابة 20 بينما نجا 70 .

وتمثل ليبيا نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين غير الشرعيين الساعين للعبور إلى أوروبا عبر البحر المتوسط ،ويدفع المهاجرون مبالغ كبيرة لتجارة البشر نظير محاولة تهريبهم بواسطة قوارب متهاكلة.

وفي العام 2022 سجلت المنظمة الدولية للهجرة وصول حوالي 109 آلاف ماهجر غير شرعي  إلى دول أوروبية مطلة على البحر الأبيض المتوسط، مثل إيطاليا وإسبانيا واليونان وقبرص ومالطا، عن طريق البر أو البحر.

ووفقا لإحصائية المنظمة الدولية للهجرة أنه خلال العام 2022 لقي ما لا يقل عن 1522 مهاجرا غير شرعي مصرعهم في مياه البحر الأبيض المتوسط بسبب القوارب المتهالكة.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.