آخر الأخبار

مقتل ضابط الشرطة.. للحقيقة أوجه عدة ومآلات

الخرطوم: بشير النور

شغلت قضية مقتل ضابط الشرطة العميد علي بريمة بالخرطوم الرأي العام السوداني بصورة لافتة وكثرت حولها التأويلات لاسيّما أنها وقعت بالتزامن مع احتجاجات مليونية تطالب بإنهاء الحكم العسكري، مما يتطلب – بحسب مختصين – من السلطات المختصة السرعة في الكشف عن مختلف أركان الجريمة منعاً لأثارها المجتمعية المتعددة كما طالبوا بالكشف عن قتلة الثوار بذات السرعة؛ لأن الجميع أمام القانون سواء.

وقالت عميد كلية المجتمع السابقة بجامعة النيلين الدكتورة جميلة الجميعابي لـ (سلا نيوز) إن عمليات القتل سواء أكانت لأفراد الشرطة أو الثوار هي عملية (موجعة) ولها انعكاساتها بعدم وجود الأمن والاطمئنان المجتمعي.

وأضافت الجميعابي أن الأثر النفسي يكون بصورة كبيرة ويكون مضاعفاً في حالة مقتل الشرطي؛ لأنه المنوط به حماية المواطنين، مشيرة إلى تضارب (الأقوال والتصريحات) وعدتها بأنها غير مريحة. وتابعت: إن الشائعات بها (شيء) من الصحة وهي تقود الرأي العام وبالتالي المسألة لها آثارها المستقبلية الوخيمة جدا.

آثار مدمرة

وأكدت جميلة الجميعابي أنه بمثل ما توصلت السلطات الرسمية للمتهم بقاتل ضابط  الشرطة يجب عليها التوصل – بذات الكيفية – للجناة المهتمين بقتل الثوار أثناء الاحتجاجات سواء أكانوا من داخل القوات النظامية أو (مندسين) بداخل التظاهرات لأن العدالة لا تتجزأ وهي سواء للجميع، لاسيما أن عملية القتل صارت متكررة ومؤسفة ومزعجة جداً لأسر الضحايا. ونبهت إلى أن عدم الوصول للجناة يعد قصوراً من الجهات الأمنية وَالعدلية التي من مسؤولياتها حماية الشعب. وأضافت أن عمليات القتل والقمع والسيولة الأمنية لها انعكاساتها الاجتماعية المدمرة وسط المجتمع. وذكرت جميلة أن مسؤولية تحقيق الأمن هي عملية متكاملة بين السلطات الأمنية وبقية فئات المجتمع.

 زوراً و بهتاناً

من ناحيته قال المتحدث باسم لجان المقاومة السودانية طه عواض لموقع (سلا نيوز) أن  المكتب السياسي للجان المقاومة السودانية أصدر بياناً رفض  فيه رفضاً قاطعا الزج بالثوار السلميين الشرفاء، واتهامهم زوراً وبهتاناً بمقتل المغدور العميد علي بريمة حمد، وأكد ترحم  لجان المقاومة على شهيد الشرطة.

وأضاف المتحدث أن لجان المقاومة السودانية عبّرت في بيانها أن الثورة لا تزال سلمية ولن تحيد عن السلمية التي مارستها على مدى ثلاث سنين من عمرها، قوبلت بكل أنواع العنف والقتل، ورمي الثوار أحياء في النيل بعد أن تم ربطهم بالحجارة، ومضى قائلاً “رغم كل هذا سنظل نخرج إلى الشوارع، نرفع سلاح السلمية والهتاف في وجه القتلة وخائني الوطن و الشعب”.

ونبه المتحدث لـ (سلا نيوز) إلى أن لجان المقاومة ترفض عمليات العنف والقتل والتنكيل والاعتقالات بحق الثوار السلميين العزل، وتحمل السلطة الانقلابية سلامة المتظاهرين، وكشف عن  محاولات (خبيثة) لشيطنة الثورة والثوار، لإخراجهم عن السلمية. وتابع: كل تلك المخططات باتت مكشوفة وأنها سوف تعمل على نشر الوعي بسلمية هذه الثورة وإظهارها بشكلها الذي يليق بتضحية الثوار ونضالات الشعب السوداني.

أجنبي أو عميل

وقال المحلل السياسي والأكاديمي الدكتور حامد أحمد عبد العليم لموقع (سلا نيوز) إن جريمة مقتل ضابط الشرطة وقعت في ظل ظروف معقده جداً أمنياً واجتماعياً واقتصادياً، وهي جريمة (بشعة) جداً، وهي وقعت علي طرف منوط به حماية الشعب واستقراره ولها عشرات الأدوار تجاه حماية المجتمع بينها المحاكم والجمارك وحماية الانتخابات ومتابعة المجرمين.   وبحسب عبد العليم أن الجريمة لها انعكاسات داخلية وخارجية ويجب التوصل إلى مرتكب الجريمة وكشف تفاصيلها بالكامل حتى يطمئن الشعب للشرطة نحو أداء واجبها المقدس

وحول وجود طرف آخر في ارتكاب الجريمة قال عبد العليم لـ (سلا نيوز) إن من أهم المعادلة في قضية مقتل ضابط الشرطة هي وجود طرف آخر باعتبار أن يكون الطرف الآخر موجوداً ويتم إثباته قانونياً واستخباراتيا إذا كان المتهم أجنبياً أو عميلاً من الداخل، لذا يجب كشف مختلف أبعاد الجريمة بالكامل لأن الشعب يريد كل التفاصيل الجريمة مع تحقيق العقوبة الرادعة لمرتكب الجريمة

وأشار عبد العليم إلى أهمية عدم انعكاس الجريمة على قدسية الشرطة وعدم استغلالها في الإشاعات ومن قبل مضللي الرأي العام من أجل تحقيق مكاسب سياسية، لأن الشرطة عنصر أساسي في المجتمع وهي صديقة للمجتمع، فيجب المحافظة على دورها تجاه المجتمع باعتبارها أحد مرتكزات الأمن القومي الداخلي.

المتاجرة بالأرواح

بدوره، تعهد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بتقديم الجناة وكل من تسبب في قتل العميد شرطة علي بريمة للعدالة الناجزة.

وأكد البرهان لدى تقديمه واجب العزاء لأسرة الشهيد العميد شرطة علي بريمة،  بمنطقة أمبدة بأم درمان، أن الشهيد سلك درب الحق وهم ماضون خلفه دون رجعة إلى أن تخرج البلاد إلى بر الأمان.

وأشار البرهان إلى أن هناك الكثيرين ممن يتاجرون بالوطن وبالأرواح والدماء تجاوزا لكل قيم الإنسانية والعدالة، مؤكداً قدرة القوات النظامية على التصدي لكل من يعبث بأمن الوطن.

أسرة القتيل

وفي الأثناء استنكر ممثل أسرة الجيلي محمد أحمد الطريقة غير الكريمة وغير الإنسانية التي تعاملت بها وسائل التواصل الاجتماعي مع استشهاد العميد بريمة والتي قال إنها زادت من آلام الأسرة.

وشدد الجيلي على تمسك الأسرة بحقها الكامل في تقديم الجناة للعدالة وتوضيح الحقائق حول كافة الأحداث التي أدت إلى استشهاد العميد علي بريمة، مطالبين سيادته بحسم التفلتات الأمنية.

وفي الأثناء، جدد المجلس المركزي للحرية والتغيير مطالبته بإجراء تحقيق قانوني دولي مستقل حول العنف والجرائم التي ترتكبها السلطات  ضد المتظاهرين.

وأعلنت وزارة الداخلية السودانية، الخميس الماضي، أنها ألقت القبض على قاتل عميد الشرطة، علي بريمة حامد، الذي قضى أثناء عمله في تأمين مظاهرات اليوم

وأوضح المكتب الصحفي للشرطة في بيان أن “القاتل أقر بارتكاب الجريمة، وإصابة آخرين من العناصر الأمنية الشرطة بالأذى الجسيم”، بحسب وكالة الأنباء السودانية.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.