الخرطوم – سلا نيوز
قررت إدارة صحيفة الحداثة السودانية، اليوم الأحد، التوقف بشكل نهائي عن الصدور، وتوفيق أوضاع الصحفيين والعاملين بالصحيفة.
وأرجعت الخطوة، إلى أجواء القمع والاستبداد ومصادرة الحقوق والحريات التي تزداد يوميا وتنذر في حال استمرار الانقلاب العسكري بتحول البلاد إلى محرقة كبيرة، لا تسمح بالوفاء بالواجب المهني تجاه الشعب.
ومنذ الانقلاب العسكري في السودان تواجه وسائل الإعلام اختبارا في حرية الإعلام خصوصاً بعد إيقاف السلطات لعدد من الإذاعات الخاصة، أعادتها لاحقاً، واعتقال الصحفيين. وقررت السلطات السودانية سحب ترخيص مكتب قناة “الجزيرة مباشر” التابعة لشبكة الجزيرة القطرية، لاتهامها بالتناول غير المهني للشأن السوداني
وأدانت “شبكة الصحفيين السودانيين”، الأحد، بشدة إغلاق السلطات لمكتب قناة “الجزيرة مباشر” بالخرطوم، وسحب ترخيص مراسليها، كما أدان حزب الأمة القومي (أكبر أحزاب الائتلاف الحاكم السابق) بالسودان، سحب ترخيص مكتب قناة “الجزيرة مباشر”
وقالت إدارة الصحيفة الحداثة في بيان صحفي إن عدد يوم 25 أكتوبر 2021، الذي وصل إلى المطبعة قبل الإنقلاب كان هو آخر صدور لصحيفة الحداثة. وقد علقت الصحيفة صدورها منذ ذلك الوقت احتجاجا على الانقلاب وظلت إدارة الصحيفة تراقب تطورات الأمور واتجاهاتها في الأيام التي تلت 25 اكتوبر للتقرير بشأن الموقف النهائي من الصدور.
وأضاف البيان “لقد تابعت إدارة الصحيفة بقلق بالغ التردي اليومي لأوضاع الحريات الصحفية والإعلامية في ظل الانقلاب، ورصدت التهجم بالتشكيلات العسكرية المدججة بالأسلحة على دور الصحف والمؤسسات الإعلامية والاعتداء المتواصل وتسبيب الأذى الجسيم للصحفيين ومراسلي القنوات الإعلامية ونهب ممتلكاتهم واعتقالهم وترويعهم، وصولا إلى سحب التراخيص والإيقاف”.
وقالت في بيانها “وفي واقع الأمر، واستنادا لما خرج من إجراءات ولما ظهر من انتهاكات فقد وضع الانقلاب نهاية لمناخات الحريات الصحفية والإعلامية التي جاءت بها ثورة ديسمبر المجيدة، وفتح الباب لدورة جديدة من تقليص مساحات العمل العام لم تقف عند مصادرة حريات الصحافة ومطاردة الصحفيين بل وصلت إلى قتل المحتجين والمتظاهرين السلميين وهم قراؤنا المستهدفين وحرمانهم من حقهم الإنساني الأصيل في حرية التعبير والحياة”.
وأضاف البيان “لن تسمح أجواء التضييق بمتابعة سياساتنا التحريرية القائمة على معالجة القضايا الانتقالية والتأسيسية الأربع عشرة مع القوى الجديدة للتغيير: المرأة الجديدة، الشباب الجديد وقوى التغيير بالريف السوداني. ولن يكون ممكنا ملاحقة قضايا الفساد، التي بدأناها بمحارية الفساد المشتشري في الإعلان الحكومي”.
ومنذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشهد السودان احتجاجات ردا على إجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعتبره قوى سياسية “انقلابا عسكريا”، في مقابل نفي الجيش.