آخر الأخبار

“سلا نيوز” يروي حكايات مرضى السرطان مع التشخيص

الخرطوم – بشير النور
يقول (ع ، ع) السوداني الذي توفيت زوجته في فبراير / شباط الماضي، بسبب سرطان (ورم في المخ) إنه واجه صعوبات كبيرة في المستشفيات والمراكز الصحية أبرزها تأخر الأطباء في التشخيص الدقيق لحالة زوجته، مع الانتظار لفترات طويلة جدا لمقابلة الأطباء.
وأضاف لـ(سلا نيوز) أن فترة تشخيص حالة زوجته التي كانت تحتاج إلى جهاز كشف ثلاثي الأبعاد امتدت لفترة مابين 28/ 2/ 2022 إلى 12 / 2/ 2023 تاريخ وفاة زوجته؛ كانت من أصعب أيامه لارتباطها بمعاناة كبيرة لتلقي التشخيص السليم والعلاج، ما اضطره في النهاية للهجرة إلى مصر لتلقي العلاج، قائلا إنها دولة تتبع منهج علاج إيجابي، عكس السودان.
عدم اجتهاد
وذكر أن زوجته في فترتها الأولى ولمدة عامين كانت تشكو من الصداع، حيث قابلوا أطباء (أنف وعيون وأسنان وباطنية) وجميعهم لم يقوموا بإجراء التشخيص الدقيق لحالتها. وتابع: “مشكلة البلد دي في التشخيص وعدم اجتهاد الأطباء”.
ورم المخ
وبعد أن وصلت زوجتي مرحلة الغيبوبة – يقول (ع ) – اكتشفنا إصابتها بـ (ورم في المخ)، وفي مرحلته الأولى، مضيفاً “لجأنا إلى طبيب في ببرج الأمل بالخرطوم، وكتب لنا الطبيب روشتة بإجراء فحوصات وصور ولحظتها واجهتنا مشكلة الأعداد الكبيرة من المرضى المنتظرين مما أخر إجراء الفحوصات لفترة طويلة مع تعطل جهاز الكشف لشهر”.
وفي مستشفى الذرة بالخرطوم أكد (ع) مواجهتهم عدم توفر جهاز كشف التشخيص، مضيفا: “كما واجهتنا مشكلة صعوبة مقابلة الطبيب في مستشفى الأورام بود مدني بولاية الجزيرة، واجهتنا مشكلة أخرى وهي عدم وجود جهاز الكشف ثلاثي الأبعاد الذي تحتاجه تشخيص حالة زوجتي الصحية”.
وذكر “تم إخطارنا بأن جهاز الكشف موجود في مستشفى الضمان بمروي في الولاية الشمالية، حيث خاطبنا المستشفى برسالة، لمعرفة نوعية الورم، لكن الطبيب الجراح بمستشفى علياء التخصصي، والمتابع لحالة المريضة قال إن نتيجة مستشفى مروي لن تكون مفيدة لأن تشخيص الورم في المخ صعب وفي منطقة حساسة جدا”.
وقال (ع) “بعد تدهور حالة المرحومة وصعوبة الوصول إلى علاج بالسودان اتجهت الأسرة إلى مصر، وبعد المكوث 3 أيام بمصر توفيت زوجتي في فبراير/ شباط الماضي”.
عدم انتظام
وحكت لـ(سلا نيوز) فاطمة محمد مصطفى، من سكان بربر، التي رافقت خالتها فاطمة محمد إبراهيم التي توفيت قبل سنوات والتي كانت مصابة بالسرطان، حكت معاناتهم الكبيرة لمدة سنة، في مركز الذرة وبرج الأمل بالخرطوم في تأخير التشخيص مع وعدم انتظام الكوادر الطبية في متابعة أوضاع المرضى في عنابر المستشفى.
وأشارت فاطمة إلى أن يوم تقديم جرعة العلاج الكيمائي للمتوفاة، يصحبه تكدس كبير للمرضى في ظل وعدم وجود مكان مخصص لتلقي الجرعة، حيث ينتظر المريض لساعات طويلة.
وتتركز معظم الإصابات وسط وشمال البلاد، حيث تتزايد أنشطة تسميد المشاريع الزراعية في ولاية الجزيرة وسط السودان، في حين يستخدم الزئبق والسيانيد في تعدين واستخراج الذهب شمالي السودان.
سرطان الثدي
ويقدر مهتمون عدد الإصابات السنوية بالسودان بمرض السرطان بين الكبار والصغار ما بين 14 و15 ألف إصابة. وتصل نسبة سرطان الثدي إلى 50 في المائة من جملة الإصابات السنوية، مقابل 40 في المائة لأورام البروستاتا والثدي عند الرجال، و10 في المائة لأورام الرئتين.
وتوجد بالسودان عدد من المراكز الطبية لتلقي العلاج وهي موزعة على مدن، مدني، بورتسودان القضارف، والأبيض ودنقلا ومروي وشندي.

10 آلاف حالة سنويا
وقال مدير مستشفى علاج الأورام (الذرة) بالخرطوم دكتور محمد أحمد عبد الله، إن عدد المرضى المترددين على المستشفى سنويا أصبح يتجاوز العشرة آلاف حالة.
وأضاف عبد الله أن المستشفى يقوم بتشخيص شهريا ما يزيد عن 1000 حالة جديدة لمرضى السرطان، تصل إلى المستشفى أو لمركز أورام الخرطوم.
وأبان في تصريح لوكالة السودان للأنباء أن أكثر الحالات انتشارا تكون في كبار السن من الرجال والنساء، حيث يكثر في النساء سرطان الثدي وعنق الرحم، بينما يصيب الرجال سرطان البروستاتا والعنق، وذلك لارتباط حدوثه بالسلوكيات الخاصة بتعاطي التبغ.
وأشار إلى وجود وجود خدمات متخصصة في العلاج الإشعاعي والعلاج الكيماوي، خاصة وأن المركز هو المستشفى المرجعي الوحيد الذي يملك عددا مقدرا من الأجهزة.
وقال عبدالله إن هناك عددا من الأجهزة الجديدة للعلاج الإشعاعي قادمة لمركز الأورام يتم التدريب عليها بواسطة خبير من خارج البلاد، حيث يتم تدريب اختصاصي الأورام، فني الأشعه العلاجية، تقني الفيزياء الطبية وجميع التخصصات التي تعمل في تشغيل تلك الأجهزة ومن المتوقع ان يتم تشغيلها في نهاية مارس/ آذار الجاري، متوقعا إحداث طفرة نوعية في المجال الإشعاع وذلك للانتقال من العلاج الثنائي إلى العلاج الثلاثي المزدوج.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية
وأجازت وزارة الصحة السودانية، الاستراتيجية القومية لمكافحة السرطان (2023 – 2030) بدعم من منظمة الصحة العالمية
وقال الوزير المكلف الدكتور هيثم محمد إبراهيم، إن الاستراتيجية تضمنت محاور أهمها المكافحة وإعداد سجلات للسرطان والتأكد من توفر الترتيبات للاستراتيجيات اللازمة لعلاج المرض.
وأكد التركيز على استمرار التوسع في خدمات العلاج الإشعاعي بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمبادرة (أشعة الأمل) التي انضم إليها السودان مؤخرًا بإنشاء سبعة مراكز إضافية للعلاج الإشعاعي، كاشفًا عن توفر ثلاثة مراكز فقط حاليًا.
وأقرّ هيثم بأن الصرف على علاج السرطان (أقل من الحاجة) إلى جانب الاستخدام (غير الأمثل) للمتاح منه.
وإثر تدهور قطاع الصحة في السودان وشح جرعات الكيماوي والأدوية ومراكز العلاج، لجات أعداد كبيرة من المرضى سنوياً إلى الخارج لتلقي العلاج، وأغلبهم يتجهون إلى مصر لسهولة إجراءات السفر إليها وقربها الجغرافي.
مشاكل الأجهزة الطبية
وسمى مختصون في ندوة أقيمت بالخرطوم – في وقت سابق – المشكلات التي تواجه علاج ومؤسسات علاج مرض السرطان في السودان، شملت ضعف البنيات التحتية لهذه المؤسسات الطبية، ونقص الكوادر المدربة بسبب الهجرة، ضعف التمويل ومشاكل المعدات والأجهزة وصيانتها.
وشدد المختصون على ضرورة زيادة التوعية بالمرض، وضرورة الكشف المبكر والتدريب وتوفير العلاج الجيد إضافة إلى إنشاء مراكز البحوث وجمع البيانات عن المرض، مؤكدين أهمية إحياء السجل القومي للسرطان لسد الفراغ في الإحصاءات والمسوح المتصلة بالمرض.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.