آخر الأخبار

مستشفيات تئن تحت وطأة الحرب ومرضى يواجهون مصيرا مجهولا

الخرطوم – بهجة عماد

تتزايد مخاوف وقلق المواطنة (أ . أ) المصابة بنقص المناعة  المكتسبة  (الإيدز) لعدم امتلاكها مخزون من الدواء  يكفي إلى حين إيقاف الحرب التي لا تعلم متى ستنتهي.

وأبلغت المواطنة لـ(سلانيوز) أنها وطفلها 11 عاما أصيبوا بالإيدز منذ العام 2017 “وعايشين بيد ربنا”.

وأوضحت أن الأقراص الدوائية أضحت مثل بالنسبة لهما مثل الأكل والشرب وربما أهم. وأردفت “مواصلين في الفحوصات الدورية  كل ثلاثة  أشهر  بمستشفى المناطق الحارة بأم درمان دون انقطاع”.

وزادت: “ولكن مع ظروف الحرب كل شيء تغير.. سمعت أن محيط المستشفى تدور حوله اشتباكات ومن الصعب الوصول إليه.. حقًا هذه كارثة بالنسبة لنا”.

واضطرت (أ . أ) إلى تقليل الجرعة كما تقول، حتى تقضي معها وطفلها وقت أطول، لكنها تأسفت لأنه بعد بعد كل هذا فإن الأقراص الأساسية لا تمكث معهما أكثر من أسبوعين، مبدية مخاوفها من عودة الأعراض الأولية من جديد، “لأن أبنها انقطع من قبل عن الدواء لمدة أسبوع وبات يشعر بأعراض البدايات.. الخوف نرجع إلى نقطة الصفر بعد فترة العلاج الطويلة”.

وتنتظر (أ . أ) وطفلها مصير مجهول لأنها لا تعرف  صيدليات تبيع الدواء المخصص لها ولا تعرف كم يبلغ سعره لأنها تحصل عليه مجانا بدعم  من منظمة الصحة السوداتية، وأشارت إلى أنها فقدت حتى التواصل الطبيبة التي تتابع حالتها وابنها، والتي يمكن أن تساعدها في الحصول على الدواء.

وتحدثت بأسى وحزن بالغين  أن الرعب الذي عاشته منذ بداية الحرب يتضاعف كل يوم “خاصة عندما أرى طفلي أمامي يمكن أن يموت بين يداي لعدم توفر العلاج، إن لم يكن برصاصة  طائشة، وليس بمقدوري فعل شيء”.

من جانبها قالت سلمى محجوب المقبلة على وضوع طفلها الأول أو الثاني إنها متخوفة من عدم و جود مستشفى تعمل في ظل هذه الظروف التي تشهدها البلاد.

لم أذق طعم النوم

وذكرت سلمى التي تقطن بمنطقة شرق النيل شرقي العاصمة الخرطوم، لـ(سلانيوز) أنها لم تذق طعم النوم لأكتر من أسبوع بسبب القلق والتفكير، مشيرة إلى أن الطبيب قرر لها (ولادة قيصرية) بمستشفى عمر ساوي (الشرطة) الواقع بمنطقة بري محيط قيادة الجيش في 17 مايو أيار.

وأضافت: “للأسف الاشتباكات قوية هناك، حتى المستشفى خرج عن الخدمة بسبب القصف.. أنا وزوجي والأهل نبحث عن مستشفى لا تزال تقدم خدماتها شغالة لأنه ليس أمامنا وقت”.

ونوهت إلى أنها ذهبت قبل يومين إلى مستشفى البان جديد القريب من مكان سكنها لإجراء فحوصات فوجئت أنه يعمل في خدمات الطوارئ فقط، وكذلك مستشفى بشائر الخاصة.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي، أن 220 ألف امرأة حامل بالسودان، بينهن 7 آلاف على وشك الوضوع، يواجهن خطر نقص الأدوية ونقص الرعاية الصحية جراء اغلاق المستشفيات بسبب القصف المستمر.

وأردفت “للأسف مستشفى شرق النيل الحكومي تعرض للقصف.. حتي المستشفيات التي لا تزال تعمل في أم درمان وغيرها الوصول إليها صعب بسبب انعدام الأمن في الطرق إلى جانب استمرار الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع”.

كانت  اللجنة التمهيدية لقابة أطباء السودان، أعلنت في بيان  أن (67) بالمئة من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباكات المحصورة حتى الآن متوقفة عن الخدمة، من أصل (88) مستشفى أساسية  في العاصمة والولايات. مشيرة إلى وجود (59) مستشفىً متوقفا عن الخدمة و(29) مستشفى تعمل بشكل كامل أو  جزئي “بعضها يقدم خدمة إسعافات أولية فقط” وهي مهددة بالإغلاق أيضًا نتيجة لنقص الكوادر الطبية والإمدادات الطبية والتيار الكهربائي وانقطاع المياه.

وأكدت اللجنة أن (17) مستشفى تم قصفها، و (19) مستشفى تعرضت للإخلاء القسري، علاوة على تعرض (6) عربات إسعاف للاعتداء من قبل القوات العسكريه، وغيرها لم يسمح لهم بالمرور لنقل المرضى وإيصال المعينات.

مساعدات طبية وغذائية

على متن رحلة جوية مستأجرة، وصلت يوم 5 مايو أيار  إلى بورتسودان ثلاثون طنا متريا من اللوازم الجراحية الخاصة بالإصابات الشديدة والطوارئ المطلوبة على وجه السرعة من مركز الإمدادات اللوجستية التابع لمنظمة الصحة العالمية في دبي، كما وصلت مئات الأطنان مساعدات طبية ومواد غذائية من عدة دول بينها قطر والكويت والسعودية والإمارات.

وصرح نعمة سعيد عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان بحسب منظمة الصحة العالمية أنه “سريعًا ما اُستهلكت الإمدادات الطبية التي كانت منظمة الصحة العالمية جهزتها مسبقًا فيما قبل النزاع، وذلك بسبب الحاجات التي نجمت عن الصراع”.

وتابع: “لذا فإن وصول هذه الإمدادات سيسد ثغرات حرجة في النظام الصحي إلى حين وصول المزيد من الإمدادات لأجل استجابة وتصدٍّ مستدامين للأزمة”.

يذكر أن السودان كان يُعاني أزمة إنسانية قائمة ومستمرة بالفعل قبل تصاعد العنف، إذ كان ما يقرب من 16 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، وهذا الرقم يمثل ثلث السكان، ويعاني (50) ألف طفل من سوء التغذية ونحو 3.7 مليون نازح داخلي، بالإضافة إلى ما ينطوي عليه هذا الوضع دائمًا من احتياجات صحية معقدة، وكذلك انتشرت عدة فاشيات أمراض، مثل الحصبة والملاريا وحمى الضنك.

وأكد أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالشرق الأوسط، أن التحدي الرئيسي هو نقل هذه الإمدادات إلى المرافق الصحية حيث الحاجة الحقيقة لها.

هذا ولا تزال منظمة الصحة العالمية ملتزمة بحماية صحة شعب السودان بما يتماشى مع رؤيتنا وهي الصحة للجميع وبالجميع.

وأضاف المنظري “إننا سنواصل دعم السلطات الصحية السودانية بتقديم الدعم التقني وتوفير الإمدادات عبر جميع المسارات الآمنة المتاحة”.

ولفت إلى أن الخلل في توفر الأدوية والمستلزمات الطبية سيؤدي إلى تفاقم الوضع وتعريض الآلاف لمخاطر الاعتلال الوخيم والوفاة، وأن منظمة الصحة العالمية تساند شعب السودان خلال هذه الأزمة.

وأكد أن وزارة الصحة ستظل ملتزمة بتقديم الدعم البالغ الأهمية للنظام الصحي في السودان، “ومع ذلك ثمة حاجة إلى ضمانات مطلوبة من أطراف الصراع لضمان الوصول الآمن ومساحة للعمل الإنساني”، لكي تتمكن المنظمة من توصيل هذه الإمدادات الطبية الطارئة إلى المرافق التي تحتاج إليها على وجه السرعة لتنفيذ عملياتها المنقذة للحياة، على حد قوله.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.