الخرطوم- سلا نيوز

بسم الله الرحمن الرحيم

وأصلي وأسلم على نبيه الكريم ، وعلى آله وصحبه أتم الصلاة وأفضل تسليم

lشعبنا الصابر الأبي ، ، ،

استقبلنا في مثل هذا اليوم الرابع عشر من أغسطس من العام المنصرم في مدينة شندي ، ذكري العيد رقم ( ٦٨ ) لقواتكم المسلحة ، وأكدنا وقتها أننا سنستمر في بذل المهج والأوراح رخيصة في سبيل أمن واستقرار وكرامة هذا البلد ، لم نكن يومها نتصور أن تمتد يد الغدر والخيانة من قيادة قوات الدعم السريع ، ويستبد بها الطمع والتعطش للسلطة للحد الذي فرض علينا حكومة وجيشاً وشعباً هذه الحرب التي نخوضها مضطرين دفاعاً عن أمن وكرامة الأمة السودانية ، بعد أن سلكنا كل السبل وقدمنا كل ما يمكن تقديمه لمنع وقوعها ، ولنحافظ علي أرواح ودماء أبناء شعبنا والتي كنا ندخرها لبناء ونهضة البلد ولتشكيل حاضر مشرق ومستقبل وضيئ للأجيال القادمة .

مواطني الكرام ، ، ،

نستقبل في هذا اليوم ذكرى سودنة قيادة قواتكم المسلحة في ١٤ أغسطس ١٩٥٤م وبلادنا تواجه أكبر مؤامرة في تاريخها الحديث ، تستهدف كيان وهوية وتراث ومصير شعبنا الذي ظل منذ صبيحة ١٥ أبريل الماضي يواجه أبشع فصول  الإرهاب وجرائم الحرب على أيدي مليشيا المتمرد الخائن حميدتي وأعوانه ، الذين قادوا أكبر ظاهرة قامت على التضليل والكذب والخداع وتزييف الحقائق وشراء ذمم الناس في تاريخ هذا البلد تحت لافتة وراية زيف مؤسسة تسمى بالدعم السريع .

واستمرت محاولاتهم المستميتة منذ فجر التغيير في ٢٠١٩م مستغلين ثورة الشعب ثورة ديسمبر المجيدة في التمكين وتمرير مشروع قائد المليشيا الخاص الذي يقوم على نشر الفوضى واختلاق الأزمات الأمنية والإقتصادية وإستثمار التجاذبات السياسية ، للرجوع بالبلاد إلى عهود ما قبل الدولة الحديثة وليقيم على أنقاض وأشلاء البلاد وشعبها وقواتها المسلحة مملكته الخاصة ، تحت زيف شعارات استعادة الديمقراطية والحكم المدني ، هذه الشعارات التي عايش زيفها شعبنا بأكمله على مدى الشهور الماضية نهباً للممتلكات وقتلا وتنكيلا بالأنفس بلا تمييز واغتصابا للحرائر ، وإرتكابا لكل جريمة يمكن أن يتصورها عقل أو تخطر على بال .

فكيف يمكن أن تأتي بديمقراطية بارتكاب جرائم الحرب في الخرطوم والجنينة وكتم وطويلة وسربا وصليعة ومنواشي وكأس وكل شبر وطأته أقدام المتمردين في البلاد منذ تمردهم المشؤم

شعبنا الكريم ،،،

نؤكد لكم ولجميع العالم أن القوات المسلحة ستظل كعهدها على مدى تاريخها الذي يقترب من المائة عام بأننا سنظل قوات محترفة تقف مع خيارات شعبنا العظيم وحقه المشروع في دولة القانون والديمقراطية والمؤسسات دولة الحرية والسلام والعدالة التي يحلم بها شباب بلادي بعد توافق نتفادى فيه كل تجاوزات وأخطاء ما قبل 15 أبريل ٢٠٢٣م لنصل إلى صيغة سياسية محكمة وعادلة ومقبولة لدى شعبنا  تصل بالبلاد إلي محطة الإنتخابات التي يختار فيها من يحكمه بجدارة وإستحقاق ، وحينها ستجدون قواتكم المسلحة إلى جانبكم ثم لتمضي في أداء واجبها الوطني المقدس في حماية الأرض والعرض ومواصلة مسيرة التحديث والتطوير ، جيشاً واحدا موحدا خاليا من أي تشوهات تهدد الأمن الوطني السوداني مستقبلاً

مواطني الشرفاء ، ، ،

لا يفوتني في هذا المقام أن أحيي شهداء بلادنا في كل الحقب وشهداء معركة إسترداد كرامتنا الوطنية وحسم هذا التمرد ، والتي ظل يسطر فصولها النابضة بالبطولة والفداء أبناءكم وإخوانكم في قواتكم المسلحة والشرطة وجهاز المخابرات العامة ، وكافة فئات الشعب المستنفرين والمتطوعين الذين بادروا إلى تلبية نداء الوطن بكل ولايات البلاد امتزجت دماؤهم مع دماء أشقائهم في القوات المسلحة والشرطة والأمن.

كما نقدم تحية الإجلال والاكبار لكامل شعبنا نساءً ورجالاً ، شيباً وشباباً الذين لم تزيدهم هذه المحنة الوطنية إلا عزما وقوة وثقة في قواتهم المسلحة ، ونعاهدكم جميعاً أيها الشرفاء أن نحتفل قريبا جدا وبعون الله وتوفيقه بالنصر المؤزر علي هذا التمرد الغاشم وعلى أن نحافظ على هذا البلد وشعبه ، وأن نجنبه مستقبلاً مغامرات كل متهور ومغامر ، وأن نبدأ ونواصل معاً مسيرة البناء وإعادة تأهيل ما دمرته هذه الحرب بإذن المولي عز وجل .

شكر لجوار وأصدقاء السودان الذين سعوا ويسعون معنا لإعادة الأمن والاستقرار إلي وطننا الغالي

والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته