الخرطوم: بشير النور
كشف متعاملون بأسواق العملات الأجنبية بالخرطوم بلوغ سعر الدولار 500 جنيه كأعلي قيمة له، مما أدى إلى حدوث ركود كبير في عمليات البيع بالأسواق.
السعر التأشيري
وحدد بنك السودان المركزي السعر التأشيري للدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني، اليوم الخميس بـ 437.00970 جنيه مقارنة بـ 437.00050 جنيه أمس الأربعاء وهامش الربح 0.75% للبنوك والصرافات على أن لا يتجاوز (سالب / موجب 5.0%) .
وقال الدكتور محمد الناير الأستاذ المشارك بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا لموقع (سلا نيوز) إن وصول سعر الدولار لـ 500 جنيه (متوقع) مؤكداً أن من أسبابه أن الدولة لم تستفد من مناخ الاستقرار النسبي الذي حدث للدولار خلال الفترة الماضية، ولم تبني احتياطياً مقدراً من النقد الأجنبي ولم تتحول من نظام المزادات إلى سوق دائم للنقد الأجنبي.
روشتة البنك الدولي
وأشار الدكتور الناير إلى عدم اتخاذ الدولة سياسيات مناسبة لخلق استقرار مستدام لسعر الصرف، حيث طبقت روشتة البنك الدولي بنسبة تفوق الـ 90% أرهقت كاهل المواطن السوداني، وأثرت سلبا في كل القطاعات الإنتاجية “الزراعي والنباتي والصناعي والتحويلي والقطاع الخدمي بكل مكوناته)، وبالتالي تدني مستوى الإنتاج فضلاً على زيادة الدولار الجمركي من 18 إلى أكثر من 400 أدت إلى إحجام عدد كبير من المستوردين عن استيراد السلع مما انعكس على السوق.
وحول استقرار سعر الصرف، قال الناير “كنا نحذر السلطات خلال الفترة الماضية منه لأنه استقرار (موقت) بسبب ضعف الاحتياطي الأجنبي”.
وتوقع الناير لموقع (سلا نيوز) حصول حالة ركود بسبب الزيادة غير المسبوقة لقيمة الدولار وتدني العملة الوطنية.
الدولة مفلسة
بدوره، توقع الدكتور حامد التجاني علي الخبير الاقتصادي والأستاذ بالجامعة الأمريكية في القاهرة أن يصل سعر الدولار في السودان إلى (800) أو (900) جنيه بنهاية هذا العام مع اختفاء بعض السلع ذات الأسعار المرتفعة الآن من الأسواق نتيجة للانتهيار الاقتصادي الذي ضرب البلاد وصعد بسعر الدولار إلى (500) جنيه في السوق السوداء الأسبوع الماضي.
ووصف الدكتر حامد في مقابلة مع (راديو دبنقا) المعاجات التي تقوم بها الحكومة لتخيف الغلاء وارتفاع الأسعار الذي أدى لتظاهرات في الخرطوم وبعض الولايات، وصفها بأنها غير ذات جدوى لإصابة الوضع بالسرطان الذي يصعب علاجه ولا يفيد معه استخدام المهدئات سوى البتر المتمثل في اقتلاع نظام الؤتمر الوطني وحكومة البشير من السلطة.
وأكد أن الدولة الآن (مفلسة) ولا تملك أي مصادر دخل بعد دمرت القطاع الزراعي والصناعي، بالصرف غير المبرر على الأجهزة الأمنية، والعسكرية، والدستورية، ومؤسسة الرئاسة.
وتوقع كذلك حدوث مجاعة في السودان نتيجة الجفاف وفشل الموسم الزراعي الذي بات ملامحه في مناطق واسعة من البلاد.
وكان اقتصاديون سودانيون قالوا إن احتياطي بنك السودان من العملات الصعبة لا يغطي استيراد أسبوع واحد.
اقرأ أيضًا