آخر الأخبار

في مشهد نادر.. القوات الأمنية السودانية والمتظاهرون وجهاً لوجه قرب القصر الجمهوري قبل استخدام الغاز المسيل للدموع

الخرطوم – عمار حسن

في مشهد نادر، التقى  المتظاهرون السودانيون بقوات الأمن وجهاً لوجه لأول مرة وتفصلهم أمتار قليلة مرة منذ اندلاع الاحتجاجات في ديسمبر / كانون الأول 2018م  عند مدخل شارع  رئيس يقود للقصر الجمهوري بوسط الخرطوم، دون استخدام عبوات الغاز المسيل للدموع.

وأكدت مصادر طبية وفاة شخص واحد متأثراً بإصابة برصاصة في الصدر ووقوع عدد من الإصابات بالرصاص الحي قرب منطقة شروني.

وسقط نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير في أبريل/ نيسان في العام 2019 عبر ثورة شعبية استمرت لعدة أشهر.

ودرجت القوات الأمنية على استباق وصول المحتجين إلى وجهاتهم النهائية، بالهجوم عليهم في مسعى لمنعهم من الوصول مستخدمة كافة الوسائل بما فيها الرصاص الحي أحياناً.

وعادة ما تستخدم قوات الأمن الغاز المسيل للدموع في وجه المتظاهرين من مسافات بعيدة، ونادراً ما تسمح لهم بالاقتراب منها.

لكن هذه المرة وقفت قوات الأمن لما يقارب 15 دقيقة أمام الآلاف المتظاهرين دون أن تستخدم أيًا من أدوات  فض الشغب  مثل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية وخراطيم المياه لتفريقهم.

وحاول أفراد من المحتجين الدخول في حوار مع قوات الشرطة التي كانت تقف متحفزة. وقال أحد المتظاهرين للشرطة إنهم يخرجون للتظاهر من أجل قضاياهم وقضايا الشرطة أيضاً

وردد المتظاهرون هتافات تنادي بسلمية التظاهرات ومناوئة للحكم العسكري، مشيرين إلى ضرورة تقديم المتورطين في مقتل المحتجين إلى العدالة.

وطلب أحد ضباط القوة الأمنية الموجودة في مدخل القصر من المتظاهرين الذين ينوون الوصول إلى القصر الجمهوري عدم التقدم، وحاول أحد قادة المحتجين شرح الأمر له غير أن هذا الأمر لم يستمر طويلاً، فسرعان ما تراجعت قوات الشرطة خطوات إلى الوراء وبدأت في استخدام وسائلها المعتادة في فض الاحتجاجات.

وانضمت قوة أخرى كانت متمركزة بأحد الجسور الصغيرة إلى القوات الأمنية وبدأت في مطاردة المتظاهرين داخل الشوارع الفرعية وجلدهم بالسياط ما أدى إلى وقوع إصابات وسط المتظاهرين الذين يغلب عليهم عنصر الشباب.

ومع اشتداد العنف من قبل القوات الأمنية، تراجعت مواكب المتظاهرين إلى الخلف وعادت إلى منطقة الديم جنوب الخرطوم حيث تحركت، وظلت لعدة ساعات.

ويشهد السودان حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني منذ أن أطاح قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان بحكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك عبر انقلاب عسكري في أواخر شهر أكتوبر/تشرين أول من العام الماضي بعد ما رأى الخطوة ضرورية من أجل منع انزلاق البلاد نحو الفوضى.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.