الخرطوم – عمار حسن
سيَّر مئات المعلمين اليوم (الثلاثاء) (موكب القصاص للأستاذ أحمد الخير) بوسط العاصمة السودانية الخرطوم إحياءً للذكرى الثالثة لمقتله وللمطالبة بتنفيذ القصاص على قتلته.
ووصل المعلمون إلى مقر النيابة العامة ورئاسة القضاء لاستفسار النائب العام ورئيس القضاء حول أسباب تأخر تنفيذ الحكم.
وقال عضو لجنة المعلمين الأستاذ سامي الباقر، لـ (سلا نيوز) إن الغرض من الموكب الوقوف على أسباب تعطيل تنفيذ القصاص على المتهمين الـ29 الذين ينتسبون إلى جهاز المخابرات العامة، خاصة وأن الحكم مر بجميع مراحل التقاضي من محكمة الموضوع وصولاً إلى المحكمة العليا.
ويرى الباقر أن القضية تهم كل الشعب السوداني، وقال إنهم قابلوا رئيس القضاء واستفسروه عن السبب، وذكر لهم أن القضية مرت بكل مراحل التقاضي لكن كي ينفذ الحكم لابد من وجود المحكمة الدستورية التي يكونها مجلس السيادة وفقاً لقانون لم يجز حتى الآن، وهي ليست قضية واحدة.
وينتظر نحو 1500 شخص مدان بالقتل العمد تشكيل المحكمة الدستورية. وقال رئيس القضاء إنه يأمل في تكوينها في أقرب وقت.
وأوضح الباقر أن المعلمين أبدوا مخاوفهم ومخاوف الشارع في تلاعب المحكمة الدستورية بالقضية بعد تشكيلها خاصة ما أسموه (بالحكم الانقلابي) قد يؤدي إلى تعطيل الحكم.
وأضاف: “لكن رئيس القضاء طمأننا أن القضية ستمر بصورة عادلة والمحكمة الدستورية ليست من حقها نقض الحكم بعد مرور كل المراحل، حيث أخذ المتهمون حقهم الكامل في الدفاع عن أنفسهم”.
ولفت إلى أن رئيس القضاء اعتبر قضية أحمد الخير من أكبر القضايا التي نظر إليها القضاء السوداني، ويأمل الباقر في أن تفتح الباب واسعاً إلى عدم الإفلات من العقاب.
كما قدم وفد من المعلمين طلباً للنائب العام بفتح كل القضايا والانتهاكات التي حدثت أثناء الاحتجاجات الشعبية قبل وبعد سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير.
ورد المعلمون هتافات تطالب بالاقتصاص من قتلة المتظاهرين مثل: (مقتل معلم مقتل أمة) و(الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية) (الشعب يريد قصاص الشهيد). واعتقلت قوة أمنية الأستاذ أحمد الخير، في27 يناير/ كانون الأول 2019م، من منزله في منطقة خشم القربة واعتقلته قبل يوم واحد من مسيرة جماهيرية.
نُقل أحمد ومعه معتقلون آخرون إلى مركز احتجاز تابع لقوات الأمن في المنطقة وتعرض لتعذيب شديد بالضرب وخراطيم المياه بحسب شهود عيان.
وأثناء ترحيله إلى مدينة كسلا توفي متأثراً بجراحه جراء التعذيب، حسب إفادة الطب الشرعي في مستشفى المدينة، لكن السلطات قالت إن سبب الوفاة يعود لتناوله وجبة مسمومة.
وخاطب الأستاذ فيصل حسن بدر، قائلاً: “هذه التظاهرة لم تكن مصادفة وإنما كانت مقصوداً، وهو يوم استشهاد الأستاذ أحمد الخير، بعد أن تابعنا المحكمة التي قضت بإعدام منفذي جريمة القتل ولكن لم ينفذ حتى الآن”.
وطالب فيصل بتنفيذ حكم الإعدام الذي صدر قبل أكثر من عام وتنفيذ القصاص في حق قتلة الأستاذ وكل شهداء الثورة وصولاً إلى الذين قتلوا عقب انقلاب 25 أكتوبر.
وأضاف: “هذه الوقفة لها ما بعدها وسنواصل حتى تحقيق العدالة ودحر انقلاب البرهان والفلول وحتى تعود للشعب حريته وديمقراطيته ومعاً حتى النصر”.
وقضت المحكمة في 30 ديسمبر/ كانون الأول، بإعدام 29 شخصاً من عناصر جهاز الأمن والمخابرات الوطني، بعد إدانتهم في اتهامات بتعذيب وقتل الأستاذ أحمد الخير.
وقال القاضي صادق عبد الرحمن، إن المحكومين أدينوا في اتهامات بالتعذيب أفضى إلى قتل الأستاذ أحمد الخير عوض في إحدى منشآت جهاز المخابرات، وحكمت عليهم المحكمة بالإعدام شنقاً.
وفي سياق ذي صلة، نفذ محامون سودانيون اليوم (الثلاثاء) وقفة احتجاجية أمام النيابة العامة تنديداً بالاعتقالات المتكررة للمحامين، بجانب حملات الاعتقالات التي تطال المدنيين والمدافعين عن حقوق الإنسان.