الشرطة تنفي استخدامها الرصاص وتكشف عن إيقاف ضباط وجنود أفرطوا في العنف ضد المحتجين
الناطق باسمها لم يبرئها من الخطأ
الخرطوم – سلا نيوز
أكدت الشرطة عدم استخدامها في المواكب أو المليونيات أسلحة نارية نهائياً، وقال إنها تستخدم الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه من الدفاع المدني فقط.
وقالت إنه لم يتم حتى الآن تحديد قتلة المحتجين، لكن وفقا للرؤية الاستراتيجية للشرطة، يمكن أن تتم اغتيالات من داخل المظاهرات دون أن يراها أحد.
وكشف أن هناك عدداً من الضباط وضباط الصف الشرطيين في الإيقاف، عقاباً على التعسف في استخدام القوة.
وقال المتحدث الرسمي للشرطة السودانية العميد الدكتور حسن التجاني، في حوار مع (العين الإخبارية) إن الشرطة تستخدم الأدوات غير القاتلة في المسيرات لجهة أن الموجودين فيها ليسوا مجرمين أو خطرين أو معتادي إجرام بل هم ثوار، لكن عاد وقال “من الطبيعي أن يتم وضع قطعة أو اثنتين من السلاح الناري في السيارة الأخيرة من أي قوة شرطية متحركة لحمايتها من الاعتداء أو المجرمين الذين يستغلون الفرصة أثناء المواكب الاحتجاجية”.
وقال: “وإذا اكتشفنا شرطيا استخدم قوة غير مقدرة بشكل صحيح سوف تتم محاسبته، بموجب قوانين موجودة لدينا، فهناك عدد من الضباط وضباط الصف الشرطيين في الإيقاف”.
واتهم من أسماهم متفلتين وسط التظاهرين لا يدركون قيمة مؤسسات الدولة بالقيام بالأفعال المعادية للقانون كما تعرضت أقسام (مراكز) الشرطة للتلف وتعطل دولاب العمل فيها، مثل قسم الأوسط أمدرمان، والصافية، مؤكداً وجود مئات الإصابات في صفوف الضباط والجنود.
وأوضح أن السودان يشهد أيضا كماً هائلاً من النشاط بمختلف أنواعه بالتحديد السياسي؛ حيث المظاهرات والمسيرات التي يكفلها القانون والضوابط والمواثيق، في إطار حق المواطن في التعبير عن رأيه، مضيفاً “لكن إذا خرجت المسيرات عن الوضع المخطط لها، يصبح الأمر مقلقا، لا سيما إذا اتخذت منحى غير سلمي، عندها تتدخل الشرطة لحماية المواطن وممتلكاته”.
وأكد متحدث الشرطة أن الأوضاع الأمنية مستقرة في السودان، باستثناء بعض المشكلات الناجمة عن المظاهرات، وقال إن “الخرطوم تعد من أكثر عواصم العالم أمنا في الوقت الراهن”، لكن أقر بوجود بعض المشاكل، وذلك نتيجة للكثافة السكانية كونها أكبر ولايات السودان، إذ يقطنها نحو 12 مليون نسمة تقريبا، قائلاً “هذه الإشكالات وصلت إلى مرحلة الاغتيالات، وهذه مسألة مزعجة، لأن المجتمع السوداني لم يتعود على مثل هذه الأحوال غير الآمنة وغير المستقرة”.
ولم يبرئ الشرطة من الخطأ وزاد بقوله “فنحن بشر، لكن ليس الخطأ القاتل، فاستخدام القوة أحياناً يكون إجبارياً للضرورة”.
وأكد أنه ليس لدى الشرطة عداء مع المتظاهرين أبداً، مضيفاً “نحن موجودون في أي موكب لتأمين وحماية المواطن، حيث يفرض علينا القانون ذلك لو أدى للمجازفة بحياتنا”.
وقال “إنه وفق بلاغات الجرائم المدونة بسجلات الشرطة، نستطيع القول إن الوضع آمن، رغم التفلتات التي تصاحب المسيرات السلمية، لكن هناك حوادث اعتداءات تقع في بعص المناطق الطرفية بالخرطوم لا يتم التبليغ عنها غير مدونة في أرض الواقع، بل تنشر في الأسافير فقط”.
وأضاف “لذلك تتم شيطنة الشرطة، وتأذت كثيراً، لكن لم يؤثر ذلك على أدائها، كما لم تتقاعس عن عملها، بل ضاعفت النشاط، ونتوقع أن ترتفع حالة الاستقرار والأمن إلى أعلى الدرجات قريباً”.
وقال “مبادرة منا، لقد دعت الشرطة الجهات المنظمة للمسيرات للتنسيق المشترك لتسهيل كشف الحقائق، لكنها لم تستجب، ففي واقع الأمر نحن لا نعلم قائد الموكب لنقوم بحمايته”.
وأشار إلى أن هناك انحساراً في أعداد المتظاهرين من موكب لآخر حسب تقديرها للعملية بعدد المربعات في أرض الواقع، مرجعاً ذلك إلى سلوك بعض المتظاهرين، مبيناً أن هنناك ثواراً لديهم رسالة تجب حمايتهم، والبعض متفلتون يقومون بالتخريب لذلك الشرطة تقوم بالقبض عليهم، حسب قوله.