الخرطوم – أسامة محمد عثمان
بعد أن وقع الاتحاد السوداني لكرة القدم أكبر عقد رعاية في تاريخ الدوري السوداني الممتاز مع شركة (كابيتال بلو سبورتس) يمتد لأربع سنوات بقيمة (750) ألف دولار للموسم الواحد، وبعد مرور ثلاث جولات من انطلاق الدوري السوداني الممتاز؛ تواجه الأندية مشاكل وتحديات مالية كبيرة في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد .
الأندية غير الجماهيرية هي الأكثر تضررا من التكاليف المرتفعة للمنصرفات مقابل المداخيل الضعيفة للأندية، التي تعتمد بشكل مباشر على الحضور الجماهيري في المدرجات إضافة إلى عقود الرعاية على الأقمصة والشعار.
عقد الرعاية الموقع من اتحاد الكرة السوداني مع الشركة (المصرية) يُعدُّ الأكبر في تاريخ الدوري الممتاز، إذ لم يسبق للاتحاد السوداني أن وقع على عقد بهذه القيمة من قبل، وبالرغم من ذلك يعدُّ ضعيفاً جداً مقارنة بمصاريف الأندية. ويشتمل العقد على الرعاية والنقل التلفزيوني، كما وقع الاتحاد مع شركة سودانية للتنقلات الداخلية لأندية الدوري الممتاز في العاصمة والولايات .
المشاكل بدأت قبل انطلاق الجولة الأولى للدوري الممتاز عندما أصدر نادي (توتي) العاصمي المشارك في مصاف أندية الدرجة الممتازة بياناً يهدد فيه بالانسحاب من هذه النسخة من الدوري، كما أعلن تقديم استقالات جماعية وتسريح اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية للنادي نسبة للضغط المالي الرهيب الذي تعرض له، خصوصاً وأن النادي لا يملك هذه المبالغ، إلا أن وعود الاتحاد السوداني لكرة القدم بحل هذه المشاكل بعد توزيع النسب المتفق عليها من عقد الرعاية؛ جعلت النادي يشارك في البطولة على أمل أن تحل هذه المشكلات .
وفي نفس السياق تُعدُّ قضية البث التلفزيوني مشكلة كبيرة للأندية والجماهير، فبعد مرور أربع جولات من انطلاق الدوري الممتاز لم تبث أي مباراة في الدوري كما لم يكشف عن القناة الناقلة، واشتكت أغلب الأندية من تضررها جراء عدم تلفزة المباريات الدوري الممتاز رغم توقيع العقد .
وصرح سكرتير نادي الأهلي الخرطوم (عوض الجزار) لـ (سلانيوز): “نحن متضررون من عدم البث التلفزيوني للمباريات بشكل كبير.. مرت أربع جولات ولم تبث أي مباراة رغم توقيع العقد”. وقال أيضاً: “مداخيل النادي تعتمد بشكل أساسي على عقودات رعاية الأقمصة وإذا لم تبث المباريات فلن تتعاقد الشركات الراعية مع الفرق لأنها لن تستفيد شيئاً”. وأضاف الجزار: “الفريق غير مدعوم من أي جهة حكومية أو رجال أعمال كبعض الأندية، وحتى مداخيل المباريات من الحضور الجماهيري تساوي (نصف قيمة) الترحيل من مقر الإقامة داخل المدينة، إلى ملعب المباراة”. وقال: “البث التلفزيوني يساعد في تطوير الحكام في الدوري ومراجعة الأخطاء التحكيمية (الأولية) الي تصدر من حكام الدوري الممتاز”. وأضاف: “لا نعلم الجهة التي ستبث الدوري ولا نعلم حتى الآن إن كان متاحاً أم مشفراً ولا نعلم ما هي (كابيتال بلو سبورتس) الراعية للدوري الممتاز، ولكن ليس لنا الحق في طرح مثل هذه الأسئلة .
قيمة العقد الموقع بين الاتحاد السوداني والشركة المصرية (كابيتال بلو سبورتس) ستقسم هذا الموسم بعد تعديلها بنسبة متساوية بين أندية الممتاز الـ (16) والاتحاد السوداني لكرة القدم، كما أوضح عوض الجزار سكرتير نادي أهلي الخرطوم، أي أن أنصبة فرق الدوري مجتمعة ستكون (375) ألف دولار في الموسم، وسيكون نصيب النادي في حال توزيع الحصة بالتساوي بين الأندية بواقع (23.5) ألف دولار للنادي في الموسم.
وتُعدُّ قضية التنقلات الداخلية للأندية إضافة للسكن والإعاشة؛ التحدي الأكبر لعدد من الأندية في الدوري الممتاز. فبرغم تعاقد الاتحاد مع شركة لنقل الفرق بين المدن والولايات، إلا أن الأندية تعاني مادياً من التكاليف الباهظة للتنقلات الداخلية والإعاشة والسكن في الفنادق أو الشقق المفروشة.
وقال (حازم حمزة) سكرتير نادي هلال الساحل لـ (سلانيوز): “إن قيمة العقد كبيرة مقارنة بالعقود السابقة، وبرغم ذلك لا تلبي طموح ومنصرفات النادي، فعلى النادي منصرفات باهظة جداً، فالنادي ينفق (200) ألف جنيه يومياً مقابل الترحيل والسكن الداخلي إضافة لما بين (150-200) ألف جنية تكاليف الإعاشة لبعثة الفريق”. وأضاف حازم: “تم منحنا (10) آلاف دولار من الاتحاد السوداني دعما للأندية، وهذه الـ (10) آلاف دولار ليست لها علاقة بعقد الرعاية مع شركة (كابيتال بلو سبورتس) الراعية”. وقال أيضاً: “الشركة الراعية ملزمة بتوفير الأزياء والمعدات للنادي ولم توفر لنا أياً منها حتى الآن، وبما أن الدوري قد انطلق فقد اضطررنا لشراء أزياء ومعدات للنادي، ونأمل من الشركة أن تعوضنا المبالغ التي خسرناها في جلب المعدات والأزياء”.
وكان الرئيس المكلف للاتحاد السوداني لكرة القدم (طه فكي) قد أدلى بتصريحات صحفية: “بحمد الله وتوفيقه وقعنا عقد الرعاية النهائي، وتم الاتفاق على كافة التفاصيل المتعلقة بالرعاية وأنجزنا ملفاً ظل يشكل هاجساً للاتحاد لأكثر من أربع سنوات وبعائد مادي مجزٍ سيعود بمكاسب كبيرة لكرة القدم السودانية”.
وأكّد (فكي) أن “توقيع العقد النهائي رد شاف لكل الذين شككوا في الاتفاق وأشاعوا (فركشة) اتفاق الرعاية ووصول التفاوض بين الاتحاد والشركة لطريق مسدود”.