قرقيس – الخرطوم – محاسن أحمد عبدالله
لم يهدأ بال أهالي قرية (قرقيس) السودانية وهم يعيشون يوميا حالة من الذعر والهلع بسبب الحرائق المتكررة التي تلتهم منازل القرية، وهي تقضي على الأخضر واليابس بسرعة شديدة دون معرفة مصدرها سوي بعض أصابع الاتهام التي تشير إلى أنه الجن ويعتقد البعض الآخر أنه بفعل فاعل من الإنس.
(١)
حكى لـ (سلا نيوز) علي بابكر أحد سكان تلك القرية الواعدة الهادئة أنهم تفاجأوا بتلك الحرائق دون سابق إنذار عندما اندلعت في منزل مجاور لهم في الحي، موضحا “كانت النيران كثيفة والسنة اللهب تتصاعد بسرعة رهيبة وفي تزايد مستمر لا تتوقف إلا بعد أن تقضي على كل المنزل”، مشيرا إلى أنهم اتهموا الجن بأنه المتسبب الرئيس بعد تكرار الحرائق وعدم وجود فاعل حقيقي للقبض عليه.
(٢)
الحاج محمد مصطفى كان موجوداً في فناء منزله لإخراج أثاثه بعد تكرار الحرائق إلا أنه قبل أن يكمل مهمته اشتعلت النار اعلي منزله بسرعة شديدة. هنا يقول الحاج مصطفى: “حقيقي اندهشت وشعرت بالرهبة فقد كان شكل النيران غريبا ما بين الأحمر والبرتقال والأزرق لم نتمكن من إخمادها لتمتد لمنزل آخر الأمر الذي جعلنا نستعين بأحد الشيوخ لإخراج الجن، إن وجد، حسب اتهام الكثيرين، ولكن حتى الآن لم نكتشف الحقيقة”.
(٣)
احترق يوم الخميس الماضي منزل المواطن دفع الله بله عوض الكريم أحد سكان القرية، لم يستطع إخماد النيران التي انطلقت بقوة في منزله ليتجمهر جميع أهالي القرية والقرى المجاورة، وهم يشاهدون السنة اللهب، وهي ترسم مشهدا مخيفا في الهواء بعد أن تملك الجميع الذعر وهم يطلقون نداء استغاثة لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء تلك الحرائق التي استبعد البعض منهم أن تكون بسبب الجن، مشيرين إلى أنها يمكن أن تكون بفعل فاعل.
(٤)
في الوقت الذي اتفق فيه البعض بأنه لا علاقة للجن بتلك الحرائق المتكررة، مؤكدين أن الأمر ربما يتعلق بعوامل طبيعية أو بفعل أشخاص يريدون زعزعة أهل القرية بنشر الذعر والرعب في نفوسهم لأغراض يعلمونها هم، موضحين أنهم ساعون لمعرفة الحقائق مهما كلفهم الأمر.
(٥)
من جانبه، كتب محمد يوسف العبيد أحد أبناء القرية المنكوبة: “توضيحاً للحقائق عن الأحداث المؤسفة عن قرية قريقس حي الرزيقاب ، أنا كأحد أبناء قريقس متابع الأحداث عن قرب وشايف الحاصل قدامي، حبيت اوضح للناس الما عارفين حقيقة الموضوع طبعا في ناس أي واحد بحلل حسب هوى نفسه”، مضيفاً: “ناس الحي ديل ناس بسيطين وناس طيبين وناس ملتزمين وسمعتهم طيبة في المجتمع والله وبريئين من التهم والأقاويل البتكون في التعليقات في بعض المنشورات”..
وزاد: “الحي دا قريب من البحر يعني في طرف الغابة والغابات معروفة بكون فيها جان والعياذ بالله”.
وقال : “النار بدأت من يوم الخميس الماضي وبدون أي أسباب بتولع في البيوت وبالنهار أمام أعين الناس يعني حتى هذه اللحظة حرق عدد 24 بيتاً وكلها بالنهار وفي أوقات معينة في ساعات النهار لدرجة انو العفش في الشارع ولعت فيهو نار”.
وأضاف: “الوالي سجل زيارة للمتضررين واتبرع ليهم بخيام وقبل يصل كسلا الخيام حرقت.. كل المشايخ الوصلو مكان الأحداث أجمعوا إنو الحريق بسبب الجان والعياذ بالله”.
وقال: “كل أهالي قريقس والقرى المجاورة موجودون في موقع الأحداث بالإضافة للدفاع المدني كلهم لم يستطيعوا إطفاء النيران من أي بيت من تلك البيوت التي حُرقت.. النيران سريعة شديد يعني البيت بيحرق في أقل من دقيقة”.
وأوضح: “حالياً أهل الحي خرجوا من البيوت لتسليم أرواحهم قاعدين في ظل الأشجار التي تحيط بالمنطقة والأطفال عايشين في خوف ورعب وهم يرون بيوتهم تحترق أمامهم.. أهل الحي مؤمنين بالأقدار وصابرين على ما أصابهم”.
واختتم: “نسأل الله أن يلطف بهم ويعوضهم ويعينهم على ما أصابهم”.