الخرطوم – عمار حسن
تشهد العاصمة السودانية الخرطوم منذ فجر أمس (الثلاثاء) تتريساً كاملاً للشوارع الرئيسية من قبل محتجين رافضين للانقلاب العسكري.
ونصب المحتجون المتاريس أمس على الطرقات الرئيسة بمدن العاصمة الثلاث لإجبار المواطنين والعاملين بمؤسسات الدولة على المشاركة في الإضراب.
وتأتي هذه الخطوة استجابة لدعوات لجان المقاومة ضمن جدولة في شهر مارس / آذار الجاري، أعلنت فيه تتريساً كاملاً لشوارع العاصمة ليومين متتالين تحت شعار “خلاص ضاقت” وذلك لإسقاط الانقلاب العسكري.
وأطاح قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان بحكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك عبر انقلاب عسكري في أواخر شهر أكتوبر/تشرين أول من العام الماضي بعد ما رأى الخطوة ضرورية من أجل منع انزلاق البلاد نحو الفوضى.
وأغلق المحتجون في مدينة أم درمان غرب العاصمة شوارع الأربعين والموردة والعرضة، التي تُعدُّ أكبر الطرقات التي تشهد احتجاجات متكررة منذ عهد الرئيس المعزول عمر البشير، وتربط هذه الطرق سوق أم درمان والشهداء بجسري (النيل الأبيض وأم درمان) المؤديين إلى وسط مدينة الخرطوم ومنطقة جنوب وغرب أم درمان.
وسقط نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير في أبريل/ نيسان في العام 2019 عبر ثورة شعبية استمرت لعدة أشهر.
كما نصب المحتجون المتاريس في طرقات أمبدة السبيل والصهريج وشارع الصناعات وهي أبرز الطرق المؤدية إلى سوق ليبيا والسوق الشعبي غربي مدينة أم درمان اللذين يعدان أكبر منطقة تجارية بالمدينة.
وشكا تجار بسوق أم درمان لـ (سلانيوز) من ركود الحركة بالسوق والمعاملات أمس واليوم. وقالوا إنهم تمكنوا من الوصول لمحالهم التجارية في ظروف صعبة.
وقال أنس إسماعيل، سائق مركبة مواصلات عامة، لـ (سلانيوز) إنه اضطر إلى التوقف عن العمل وركن عربته أمام منزله منذ صباح الأمس لعدم قدرته على الحركة بسبب المتاريس التي شيدها المحتجون على امتداد الطرقات الرئيسة.
ورصد محرر (سلانيوز) نهار اليوم، إغلاقاً شبه كامل لشوارع الشنقيطي والثورة بالنص والوادي وشارع النيل بأم درمان بتشييد الحجارة وحراستها من قبل المحتجين الذين رفعوا أعلام لجان المقاومة الأحياء القريبة من هذه الشوارع ورددوا هتافات مناهضة للانقلاب العسكري.
وقال شهود عيان لـ (سلانيوز) إن المحتجين بمدينة بحري أغلقوا جميع الطرقات الرئيسة خاصة الرابطة بين الجسور المؤدية إلى مدينتي أم درمان والخرطوم، ولم تنج خطوط السكة حديد أيضا، المؤدية إلى إقليمي شمال وشرق السودان من نصب المتاريس على قضبانها.
وجرت عمليات مواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية التي حاولت إزاحة المتاريس من الطرقات الأمر الذي أدى إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوف المحتجين.
وتقول جماعات طبية وحقوقية إن العشرات من المحتجين سقطوا برصاص قوات الأمن عند مشاركتهم في الاحتجاجات المناهضة للانقلاب.
وفي مدينة الخرطوم أغلق المحتجون شوارع السجانة والصحافة ظلط والصحافة شرق وعبيد ختم والستين وشارع أفريقيا المؤدي إلى مطار الخرطوم الدولي ووسط العاصمة، كما أغلقوا شوارع رئيسة بمنطقتي جبرة والكلاكلة جنوبي الخرطوم.
وأدى إغلاق الشوارع الرئيسة إلى تعطيل عدد كبير من مؤسسات الدولة والمدارس والجامعات وضع حركة البيع والشراء والتداول التجاري بالأسواق.