الخرطوم – سلا نيوز
وقعت الحكومة والمعارضة في دولة جنوب السودان على وثيقة لهيكلة القيادة العليا في جميع القوات النظامية، وذلك ضمن بند الترتيبات الأمنية.
وشهدت الدولة في الآونة الأخيرة خلافات وتوترات سياسية مجدداً، بين الحكومة والمعارضة حول “القيادة الموحدة” التي تعدّ ضمن بنود الترتيبات الأمنية في اتفاق السلام الذي وقع بين الفرقاء عام 2018 لإنهاء الحرب الأهلية في البلاد.
وجاءت الخطوة بوساطة السودان بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو في حمل الأطراف في جمهورية جنوب السودان على التوافق عليها.
ويعد السودان الضامن الرئيس في الاتفاق الموقع بين الحكومة والمعارضة عام 2018 في الدولة التي غرقت في حرب أهلية أدت إلى مقتل نحو 400 ألف شخص بحسب إحصاء حديث العهد، ودفع أكثر من أربعة ملايين، أي ما يوازي ثلث سكان جنوب السودان، إلى النزوح، حتى جاء اتفاق السلام الموقع عام 2018.
ووقعت الأطراف الحكومية من جهة والمعارضة فصيلي الدكتور رياك مشار وحسين عبد الباقي اليوم بالقصر الرئاسي بجوبا على الوثيقة ضمن بند الترتيبات الأمنية إلى جانب التوقيع على خارطة طريق.
ووقع عن الطرف الحكومي مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان توت قلواك وعن الحركة الشعبية المعارضة بقيادة مشار وقع مارتن أبوجا فيما وقع عن مجموعة سوا بقيادة حسين عبد الباقي وقع خالد بطرس وعن حكومة السودان وقع وزير الدفاع المكلف الفريق الركن يس إبراهيم.
وشهد مراسم التوقيع رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائب رئيس مجلس السيادة رئيس اللجنة العليا لمتابعة تنفيذ اتفاقية السلام المنشطة لجنوب السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو، إلى جانب حضور النائب الأول لجمهورية جنوب السودان الدكتور رياك مشار ونائب الرئيس حسين عبد الباقي، فضلًا عن حضور عدد من الوزراء والقيادات العسكرية من الأطراف الموقعة.
وأشاد المستشار توت قلواك بحكمة الفريق أول دقلو التي قادت الأطراف للتوقيع على اتفاق هيكلة القيادة العليا للقوات النظامية، مشيراً إلى أن دقلو قاد جلسات نقاش سخنة وعميقة مع الأطراف حتى كللت مساعيه بالنجاح، مشيرًا إلى أن توقيع الاتفاق جنب بلاده العودة مجدداً إلى مربع الحرب خاصة بعد التوترات الأخيرة.
من جانبه، قال وزير الدفاع السوداني المكلف الفريق الركن يس إبراهيم إن الأطراف توافقت على مقترح قدمه السودان منذ أغسطس الماضي وجرى حوله نقاش طويل، مبيناً أن الاتفاق الذي تم التوقيع عليه راعى روح ونص اتفاقية السلام المنشطة، مشيرًا إلى أنه تضمن خارطة طريق ومصفوفة زمنية للتنفيذ، مشيدًا بحكمة الأطراف خاصة الرئيس سلفاكير ميارديت الذى تحلى بالصبر وسعة الصدر وتقديم تنازلات لمصلحة الشعب، داعيًا الحكومة إلى التوجه نحو التنمية والخدمات.
من جانبه، وصف وزير المعادن ممثل الحركة الشعبية المعارضة مارتن أبوجا الاتفاق بالخطوة المهمة التي من شأنها تحقيق السلام والاستقرار للبلاد، مشيدًا بالفريق أول دقلو الذي قال إنه لعب دورًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بين الأطراف. وأضاف “بعد اليوم لن يكون هناك حرب أو عدم استقرار إنما سنمضي نحو التنمية واستقرار مجتمع بلادنا”.