الخرطوم – عمار حسن
أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، الجمعة، مقتل متظاهر، بالعاصمة الخرطوم، ليرتفع العدد منذ 25 أكتوبر/تشرين أول الماضي إلى 99 شخصا.
وذكرت اللجنة (غير حكومية) في بيان: “ارتقت روح شهيد عشريني لم يتم التأكد من بياناته بعد، إثر إصابته في الصدر بالرصاص الحي الذي أطلقته قوات الانقلاب بغزارة أثناء قمعها لمواكب نقطة محطة 7 بالصحافة”.
وأضاف: “تتعمد القوات الانقلابية استخدام العنف المميت، ويستأسد جنرال الانقلاب بقوات البطش الخاسئة مستخدما كل أنواع الأسلحة ضد الثوار السلميين الذين يثبتون يوما بعد يوم أن السلمية أقوى من الرصاص وأنها السلاح الأمضى ضد ترسانته وآلة قمعه وعنفه”.
وتابع: “بهذا يرتفع العدد الكلي لشهداء شعبنا الذين أحصتهم اللجنة منذ انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر إلى 99 شهيدا يظلون أعلاما بارزة لثورة ديسمبر المجيدة ويخلدون في التاريخ أبدا”.
وفي وقت سابق اليوم، تظاهر الآلاف في السودان، لإحياء الذكرى الثالثة لعملية فض الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش في يونيو 2019، في إطار الحراك الثوري، للمطالبة بالحكم المدني الديمقراطي.
وتشهد مدينة أم درمان (غربي العاصمة) حاليا ووفق مرسل (سلا نيوز)، مواكب واحتجاجات غاضبة انطلقت من عدة أماكن بمحليات المدينة الثلاث، ورفع المحتجون علم السودان بجانب صور ضحايا فض الاعتصام، ورددوا هتافات تطالب بالقصاص العادل للضحايا.
وفي محلية كرري جنوبي أم درمان، نصب المحتجون المتاريس على طول شوارع الشنقيطي والنص والوادي بمحلية كرري، وتحرك موكب حاشد من نقاط محطة الرومي وشقلبان جاب شوارع المحلية.
فيما سلك المحتجون في محلية أمبدة غربي أم درمان ذات المسلك بحرق اطارات السيارات في شارع الردمية الذي يربط بين شارع العرضة وأسواق ليبيا والشعبي أم درمان، بجانب الشوارع الرئيسية الأخرى عند تقاطع محطة كرور والصهريج واستوب الأهلية تعبيرا عن احتجاجهم على مجزرة القيادة العامة للجيش في ذكراها الثالثة.
كما أغلق المحتجون في محلية أم درمان شوارع الأربعين والموردة والعرضة، أكبر الطرقات التي تشهد احتجاجات متكررة منذ عهد الرئيس المعزول عمر البشير، ويربط هذين الطريق سوق أم درمان والشهداء بجسري (النيل الأبيض وأم درمان) المؤديان إلى وسط مدينة الخرطوم ومنطقة جنوب وغرب أم درمان.
ونصب المحتجون المتاريس مستخدمين الحجارة في محطة سراج جنوب أم درمان، ورفع المحتجون أعلام عليها صور الضحايا الذين سقطوا في أحداث فض اعتصام القيادة العامة للجيش، مرددين هتافات مناهضة للمكون العسكري وتنادي بالقصاص من مرتكبي الجريمة.
وبوتيرة شبه يومية، يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي وترفض إجراءات البرهان الاستثنائية التي يعتبرها الرافضون “انقلابا عسكريا”.
ونفى البرهان صحة اتهامه بتنفيذ انقلاب عسكري، وقال إن إجراءاته تهدف إلى “تصحيح مسار المرحلة الانتقالية”، وتعهد بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني.
وقبل تلك الإجراءات كان السودان يعيش منذ 21 أغسطس/ آب 2019 مرحلة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024.
وكان من المفترض أن يتقاسم السلطة خلال تلك المرحلة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.