الخرطوم – أسامة محمد عثمان
يعاني نادي برشلونة الإسباني من أزمة مالية في السنوات الأخيرة بعد الأزمة الاقتصادية العالمية بسبب فايروس كورونا والتي ضربت أوروبا والأندية العالمية وتعيقه من عقد صفقات مع لاعبين سوبر ستارز، وخاصة أنها تكلف مبالغ مالية ضخمة لمثل هذه الصفقات، كما يواجه النادي الكاتلوني موجة عزوف اللاعبين المنتهية عقودهم من تجديدها لنسبة لضعف العروض التي يقدمها النادي للاعبين التي تشترط على اللاعب تخفيضا للراتب ربما يصل إلى 50% من قيمة العقد السابق، مما جعل نجوما ترحل عن برشلونة، وهي أعمدة أساسية للفريق، وخاصة الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم الفريق الأول وأفضل لاعب في تاريخ برشلونة الذي انتقل إلى باريس سان جيرمان العام الماضي مما أفقد الفريق بريقه ومستواه المعهود هذا الموسم.
الديون
على كاهل نادي برشلونة ديون تقدر بأكثر من 1.3 مليار جنيه استرليني تراكمت على مر السنوات الماضية بعد السياسات التي قام بها الرئيس السابق لنادي برشلونة بارتوميو في فترة رئاسته للنادي، حيث قام بصفقات ضخمة وبرواتب عالية، فتعاقد مع كل من البرازيلي فليب كوتينهو بما يقارب 145 مليون يورو وبراتب سنوي قدره (21 مليون يورو)، وبعد ذلك اضطر لبيعه بسعر قليل بعد سلسلة من الإعارات، وكذلك الفرنسي عثمان ديمبلي الذي يتقاضى راتباً سنوياً يقدر بـ (20 مليون يورو) الذي دفع فيه نحو 105 ملايين يورو وغيرهم من اللاعبين برواتب عالية، أمثال امتيتي (14 مليوناً) وفرانكي دي يونغ (16 مليوناً).
كل هذه التعاقدات والرواتب العالية هي التي أوصلت الفريق إلى هذه المرحلة المتأزمة من الديون المتراكمة في عهد الرئيس الحالي خوان لابورتا، مما جعله يجعل خروج ميسي من النادي شيئا طبيعيا للخروج من عنق زجاجة الرواتب الضخمة، خاصة بعد رفض رابطة اللاليغا تسجيل ميسي بالراتب المقترح بعض التخفيض لأكثر من 50% لنسبة لبلوغ برشلونة سقف الرواتب مقابل المداخيل للنادي. وفي المقابل لا تزيد ديون غريمه التقليدي ريال مدريد عن 600 مليون دولار، وذلك لسياسة ريال مدريد في التعاقدات والرواتب مما يجعله أكثر راحة من حيث التعاقدات والرواتب.
تأجير الملعب بالساعة وحفلات الزفاف
في الأيام القليلة الماضية أعلن برشلونة بشكل رسمي فتح باب الحجوزات للعب على الملعب الرسمي للنادي بنظام الساعة، وعيش اللحظات الجميلة في ملعب الكامب نو مقابل 300 يورو للفرد، وبعدها أعلن أن أبواب النادي مفتوحة لكل من يريد أن يقيم حفل زواج على ملعب الفريق، حيث تبدأ الأسعار من (1500-13000) يورو للحفل.
الجماهير والمتابعون سخروا من الخطوة ويرون أن النادي يبحث عن مداخيل في ظل الأزمة التي يعيشها النادي .
والخطوة في الحقيقة هي جعل العلاقات بين الأندية والجماهير قوية، حيث لا تقتصر على مشاهدة المباريات فقط والرجوع إلى المنازل، بل عيش مغامرة اللاعبين واستخدام غرف الملابس والحمامات الخاصة باللاعبين المحترفين، مما يقرب الجماهير إلى الأندية أكثر. وقد فعل ريال مدريد نفس الشيء وفتح أبوابه لإقامة حفلات الزواج أيضاً .
ليفاندوفسكي ورافينها
تسعى إدارة البارشا في تدعيم هجوم الفريق بصفقتين هما كل من البولندي روبرت ليفاندوفسكي لاعب بايرن ميونخ الألماني والبرازيلي رافينها لاعب ليدز يونايتد الإنجليزي هذا الموسم، ولكن كل من اللاعبين قد يكلف الفريق مبلغ ليس بالقليل بالنسبة لبرشلونة. فليفا الذي أعلن أنه لن يلعب مرة أخرى مع الفريق البافاري الذي تبقى في عقده سنة واحدة مع النادي الألماني يقدر سعره ما بين (25_35 مليون يورو)، ولكن النادي لا يستطيع التعاقد معه إلا في حال بيع أحد لاعبيه على حسب قول رئيس رابطة اللا ليغا خافيير تيباس لصحيفة ماركة الإسبانية: “برشلونة يعرف ما يتعين عليهم القيام به، إنهم يعرفون جيدًا قواعد التحكم الاقتصادي لدينا ووضعهم المالي، القواعد موجودة لتجنب المشاكل الاقتصادية الكبرى. لا أعرف ما إذا كانوا سيبيعون دي يونج أو بيدري من أجل التعاقد مع ليفاندوفسكي”.
كما يسعى مانشستر يونايتد الإنجليزي جاهدا للظفر بخدمات الهولندي فرانكي دي يونج لاعب برشلونة، وتقدر قيمة اللاعب بـ (70-80) مليون يورو، ولكن هناك تقارير تقول إن تشابي لا يود بيع دي يونج لمانشستر.
كما سيصعب على الفريق الكاتلوني التعاقد مع البرازيلي رافينها بعد بقاء فريقه بدوري للدرجة الممتازة الإنجليزي ونجاته من الهبوط في آخر جوله من الموسم وبفارق نقطة واحدة.
برشلونة كان يأمل بخطف اللاعب بسعر زهيد باستقلال بند في عقد اللاعب يسمح له بمغادرة النادي في حال الهبوط بسعر قليل، ولكن مع بقاء الفريق في البريمرليغ صعب المهمة على برشلونة ويقدر سعر اللاعب حاليا ما بين (50-70) مليون يورو..
سياسة البارشا في التعاقدات
انتهج البارشا سياسة في التعاقدات مع لاعبين كبار أمثال سيرجو اغويرو وممفيس ديباي واوباميانع بالتعاقد معهم بعد نهاية عقودهم أو فسخها مع أنديتهم وبشكل مجاني، برشلونة يمثل نقطة ضوء كبيرة في تاريخ معظم اللاعبين، وخاصة بعد أن تسلم زمام الامور في الجهاز الفني الإسباني تشافي هيرنانديذ أسطورة البارشا.
كما أن هناك أخباراً وتقارير تشير إلى أن بين برشلونة وعد محمد صلاح بتسجيله الموسم المقبل للفريق بعد نهاية عقدة مع ليفربول الإنجليزي وعدم التجديد لوصيف دوري الأبطال.
المخرج من الأزمة
يرى المحللون أن الأزمة الحالية برشلونة أن تحل بأحد الطرق التالية:
إما بالانضمام لمشروع شركة، CVC وهو ما يرفضه كل من برشلونة وريال مدريد واتلتك بلباو في الدوري الإسباني، وهذا المشروع يمكن أن يدر على النادي مبلغ (320) مليون دولار قد تخرجه من الأزمة في الوقت الحالي.
وإما مشروع CVC، وهو أن تتحصل الشركة على حقوق الدوري الاسباني للخمسين عاماً القادم مقابل ان تدر مبلغ (3.1) مليار دولار للأندية كل من الدرجة الأولى والثانية بنسب متفاوتة.
وجاء رفض الانضمام للمشروع من الفريقين الكبيرين في إسبانيا واتلتيك بلباو وفريق آخر من الدرجة الثانية بالرغم من توقيع العقد رسمياً مع رابطة الليغا بقيادة رئيسها خافيير تيباس.
المخرج الآخر هو مشروع السوبر ليغ الذي اقترحه بيريز رئيس نادي ريال مدريد الذي أحدث ضجة كبيرة في أوروبا، حيث اتفق كل من ريال مدريد وبرشلونة واتلتكو مدريد وأندية أوروبا الكبرى من الدوريات الكبرى بعمل بطولة لا تتبع للاتحاد الأوروبي تكون المنافسة فيها قوية بدلا من دوري أبطال أوروبا الذي ينظم تحت طائلة الاتحاد الأوروبي والذي لا يدر أي عائدات مالية تذكر في مواجهة الأزمات التي واجهتها الفرق إبان كارثة فايروس كورونا، كما قال بيريز مؤسس فكرة السوبر ليغ .
ولكن المشروع فشل حالياً وعوقبت الأندية التي وافقت ثم رفضت بدفع 5 ملايين يورو، ولكن كل من برشلونة وريال مدريد لم يمتثلا لقرار المعاقبة واحتكما للاتحاد الدولي لكرة القدم ولم يصدر أي قرار حتى الآن .