آخر الأخبار

الدوافع والمآلات.. أطفال في قلب الاحتجاجات رغم القمع المفرط

الخرطوم – عمار حسن

شريف محمد، الذي يبلغ من العمر 16 عاما يحرص دائما على المشاركة في الاحتجاجات الشعبية المناهضة للانقلاب العسكري رغم صغر سنه.

وأصيب شريف بطلق ناري في ساقه اليسرى، أثناء مشاركته في المواكب التي خرجت بصورة عفوية صبيحة الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر/ تشرين أول الماضي.

يدرس شريف الصف الثاني بالمرحلة الثانوية، واضطر إلى تجميد الدراسة بسبب الإصابة التي أقعدته عن الحركة.

المطالبة بالقصاص

يقول شريف لـ (سلانيوز)، إن ما يدفعه للمشاركة في الاحتجاجات هو تحسين حال البلد للأفضل وعودة الحكم المدني وللمطالبة بالقصاص لقتلى الاحتجاجات، من بينهم صديقه مروان الذي أسعفه إلى المستشفى صبيحة الانقلاب العسكري، وبعدها قتل أثناء مشاركته في الاحتجاجات بمدينة الخرطوم بحري.

ويصر شريف على المشاركة في الاحتجاجات بتحفيز من أسرته، حتى بعد إصابته، بحضور الفعاليات والندوات وإفطارات “الشهداء” ويقول إنه لن يخاف من أي شيء .

وأضاف: “في اليوم الذي تعرضت فيه للإصابة كنت ذاهب إلى المدرسة سمعت خبر الانقلاب غيرت ملابس المدرسة وخرجت للشارع وجدت المواكب متحركة نحو الخرطوم، ذهبت معهم وعبرنا جسر المك نمر إلى الخرطوم حتى وصلنا محيط قيادة الجيش وهناك تعرضنا للضرب بالهراوات ورؤوس البنادق والقنابل الصوتية والرصاص الحي وسقط عدد من القتلى أمامي، ومع تزايد العنف خرجنا إلى بحري عبر جسر كوبر وهناك تعرضت للإصابة بالرصاص الحي في ساقي اليسرى”.

وتابع: “رغم إصابتي كنت أخرج وأشارك في حراسة التروس ولن أتوقف عن المشاركة في الاحتجاجات حتى إسقاط الانقلاب.

قمع مفرط

محمد والد شريف، يؤكد لـ”سلانيوز”، أن جميع أفراد العائلة تشارك في المواكب منذ وقت طويل، وأنه وبارك لابنه شريف مشاركته في أحداث 25 أكتوبر.

وأشار إلى أنهم جميع أفراد العائلة خرجوا للمشاركة في الإحتجاجات صبيحة الانقلاب العسكري، وأنه كان على إتصال بابنه شريف قبل قطع الاتصالات وخدمات الإنترنت، وأخبره أنهم وصلوا محيط القيادة العامة للجيش، وتعرضوا لقمع مفرط، ما جعله يطلب منه العودة لمدينة بحري. وقال بعد إنقطاع الإتصال علمت أنه أصيب بطلق ناري ونقل إلى المستشفى وعندما ذهبنا إلى وجدناه بروح معنوية عالية رغم خطورة الإصابة.

وأُجريت لشريف عمليتان، الأولى بالمستشفى الدولي، والثانية بمستشفى فيوتشر والآن في مرحلة العلاج الطبيعي والغيار.

وتابع: “استقبلت إصابة ابني بفرحة وبادلني نفس التحية برفع علامة النصر بعد أن ذهبت إليه في المستشفى، وكانت الدته كانت متألمة لكنه طلب منها عدم البكاء رغم الدماء الكثيرة التي سالت”.

مواثيق دولية

وإزاء مشاركة الأطفال في الإحتجاجات يقر الطيب محمد صالح، المتحدث باسم لجان مقاومة الحاج يوسف، أن العبء الأكبر من المسؤولية يقع على عاتقهم، ويرى أن خروج الأطفال عفوي لكن تبقى المسئولية مجتمعية، وتحركنا لمعالجة هذه الظاهرة، وحمل الأسر جزء من المسؤولية بالتعاطف مع أطفالهم.

مبينا أن إنخراط الأطفال في الاحتجاجات يتعارض مع المواثيق الدولية والقيم الإنسانية ونحن ضدها ونسعى إلى إيجاد حلول لهذه المشكلة للمحافظة على الأطفال.

وارتفعت في الآونة الأخيرة نسبة مشاركة الأطفال في الاحتجاجات بصورة نخيفة، غالبيتهم ينخرطون في عمليات الإشتباك والمواجهات مع القوات الأمنية، ضمن مجموعات غاضبون وملوك الإشتباك.

وبحسب لجنة أطباء السودان المركزية، فإن 18 طفلا قتلوا من بين 100 شخص في الاحتجاجات منذ الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر / تشرين أول من العام الماضي.

وبوتيرة شبه يومية، يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي وترفض إجراءات البرهان الاستثنائية التي يراها الرافضون “انقلابا عسكريا”.

ونفى البرهان صحة اتهامه بتنفيذ انقلاب عسكري، وقال إن إجراءاته تهدف إلى “تصحيح مسار المرحلة الانتقالية”، وتعهد بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.