الخرطوم ـ هديل عماد الدين
انطلقت اليوم الأربعاء أعمال الحوار السياسي بين الفرقاء السودانيين تحت وساطة الآلية الثلاثية من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية (إيغاد) بهدف حل الأزمة السياسية السودانية.
الجلسة الافتتاحية انعقدت في فندق “السلام روتانا” في الخرطوم، في قاعة صغيرة في طابقه الأرضي، ربما يكون ذلك لأغراض أمنية، والملفت أكثر حالة التأهب والتفتيش المتشدد فيه للصحفيين في مدخل القاعة، والذي لم يكن مسبوقا من قبل وعدم السماح للبعض منهم، والذين لم يكن معهم ما يثبت انتماءهم لمؤسسات إعلامية أو بطاقات تعريفية.
غيابات مؤثرة
وسط غياب واضح لأغلبية القوى السياسية المختلفة التي كان من المتفق عليها، وذلك وفق وعود كانوا قد قطعوها بالحضور، ما لفت انتباه الآلية الثلاثية ودفعهم للتعليق على هذا الأمر بأنه وبرغم الوعود التي قدمتها بعض الجهات فإن مقاعدهم كانت فارغة بشكل يثير تساؤلات الكثيرين بمدى نجاح هذا الحوار الذي انطلق في بدايته مع نقض لوعود معلنة.
ومن بين الغائبين أحزاب قوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق)، وحزب الأمة القومي ( الإصلاح والتجديد) الذي يقوده مبارك الفاضل بالإضافة إلى أحزاب أخرى.
ضربة البداية
افتتحت الآلية الثلاثية بقيادة رئيس البعثة الأممية في السودان، فولكر بيرتس، وممثل الاتحاد الإفريقي محمد الحسن ود لباد جلسة الحوار، ما بين نية دولية لحل هذه الأزمة من خلال هذه الحوارات وما بين أطراف متصارعة، برغم خيبة الأمل التي بدت واضحة عليهم والتي عبر عنها محمد الحسن ود لباد قائلاً “إن بهذا الغياب لن يكون الحوار السوداني مجدياً”.
ومن الملفت للأمر حرص المكون العسكري على الحضور برغم الوصول المتأخر لعضو المجلس السيادي الفريق محمد حمدان دقلو إلى قاعة الاجتماع بعد بداية الجلسة، مع أسبقية وصول عضوي مجلس السيادة الفريق شمس الدين الكباشي والفريق إبراهيم جابر.
الجو العام
بحضور إعلامي كثيف تمت تغطية هذا الحدث برغم تساؤلات كثيرة عن مدى نجاح هذا الحوار في ظل هذا الغياب للقوى السياسية.
كان الجو العام لهذه الفعالية يتسم بالاضطراب من الناحية التنظيمية لهذه الحدث، الذي من المفترض أنه معلن مسبقاً. ظهر ذلك جلياً من خلال حالة الارتباك وسط الحضور في بداية الحدث الذي تأخر في البدء ما يقارب النصف ساعة من المواعيد المحددة.
كل ذلك جعل الجو العام غير مريح نسبيا بالنسبة إلى حاضرين الذين أغلبهم من الإعلاميين.
والملفت للأمر حضور بعض التيارات السياسية والتي لم يسمح لها بالدخول والمشاركة كحزب الاتحاد الاشتراكي الذي أسسه جعفر نميري عام 1971 مما أثار ضجة واضحة.
بالإضافة لذلك حضور بعض من لجان المقاومة للجلسة الافتتاحية وإبداء رغبتهم بالحديث أثناء الجلسة، إلا أنه لم يسمح لهم بذلك.