آخر الأخبار

والدة الشهيد قصي لـ”سلانيوز”: الثوار منحوني الحياة والمحبة

الخرطوم – سلا نيوز

بتاريخ 25 ديسمبر 2019 تم العثور على جثمان يعود إلى مجزرة فض اعتصام القيادة العامة التي حدثت في الثالث من يونيو/ حزيران من ذات العام.

وفي يونيو/حزيران 2019، فض مسلحون يرتدون زيا عسكريا اعتصاما مطالبا بتسليم السلطة للمدنيين أمام مقر القيادة العامة للجيش بالعاصمة الخرطوم.

وأسفرت عملية الفض عن مقتل 66 شخصا، بحسب وزارة الصحة، فيما قدرت “قوى إعلان الحرية والتغيير” (قائدة الحراك الشعبي آنذاك) العدد بـ 128.

عيار ناري 

وذكر التقرير الطبي الصادر أن سبب وفاة القتيل يعود لإصابته بعيار ناري في الصدر وآخر في الرأس، وبعد الوفاة تم ربط الجثة بالطوب وإلقاؤها بالنيل.

لم يتم التعرف على صاحب الجثة إلا بعد أخذ عينة من حمضه النووي ومطابقتها بعينات المفقودين آنذاك، ليتّضح أن الجثة تعود إلى مفقود فض الاعتصام ”قصي حمدتو“.

كان صدى الخبر صادمًا على الجميع، فقد شهد ذلك الوقت حملات مكثفة يحدوها الأمل في العثور عليه مع بقية المفقودين، إلا أن إحساس الأمل هذا سرعان ما تبدد وتحول إلى حزن وخيبة كبرى.

السائد والمعتاد أن الإنسان يتولد عنده إحساس غبن إذا تعرض لموقف ظلم، وتتنامى عنده دوافع الانتقام، إلى أن بعض البشر يتسامون فوق هذه المواجع، وتُخرج الأحزان أجمل ما فيهم من صفات.

غشي هذا الحزن قلب والدة (قصي) الأستاذة (إيمان إسماعيل)، إلا أن هذا الإحساس الأليم بفقد الإبن حلّت محله طاقة إنسانية جبارة.

طلبنا منها إجراء حوار معها بصفتها إحدى أمهات الشهداء، ولديها رؤى حول العديد من القضايا الشاغلة للرأي العام السوداني، مثل قضية العدالة الانتقالية، استقبلتنا في منزلها العامر بكل ودٍّ وأمومة، وأجابت عن تساؤلاتنا بكل وضوح ورحابة صدر.

* بصفتك والدة شهيد؛ ما هي رؤيتك لملف العدالة الانتقالية؟

أنا مع العدالة الانتقالية التي ترتكز على أهم بندين، وهما الحقيقة والمصالحة، بمعنى أن يأتي المسؤولون عن الجرائم والانتهاكات التي حدثت، ويعترفوا بجرائمهم ويلتزموا بعدم تكرارها، فإذا ضمنت عدم تكرار مثل الجرائم التي حدثت، لن تكون لدي أي مشكلة في إجراء تسوية وسأوافق عليها، كما أن هناك بنداً مهماً من بنود العدالة الانتقالية، وهو العدالة نفسها، فعندما نُطالب بدولة تحترم القانون، ويكون المواطن والمسؤول فيها متساويين أمام العدالة، سنكون قد وصلنا إلى درجة عالية جداً من الشفافية والمحافظة على حق الإنسان في الحياة والمواطنة.

ليس هناك حل ما لم نتقبل بعضنا البعض، ونقبل تنوعنا ونصدق في نوايانا في الخروج بالبلاد إلى بر الأمان، وأن تكون مصلحة المواطن السوداني على رأس أولوياتنا.

رسالة لرفاق قصي

كل المحبة والاحترام والتقدير والامتنان لأبنائي الثوار، فهم منحوني حياة ومنحوني المحبة، وأحس بأنني لدي مسؤوليات أمومة تجاههم، لذلك أوصيهم بالمحافظة على حياتهم، فالاستشهاد ليس هدفاً رئيسياً للثورة، وإنما جزء من الفعل الثوري، ومطالبنا هي الحرية والسلام والعدالة.

أطلب من كل أبنائي إيقاف تعريض دمائهم للعساكر على طبق من ذهب، بل عليكم المطالبة بتفعيل القوانين التي تجلب الحرية والسلام والعدالة، فإذا أوجدنا دولة ذات قانون قوي، ستفرض على الناس احترام القوانين، وستأتي بعد ذلك حرية الفرد وحقوقه في التعبير عن آرائه، ثم يأتي السلام.

رسالة للقوى السياسية

عليكم الخروج من الدوائر الحزبية الضيقة، والوقوف صفاً واحداً ليكون السودان هو الهدف الأسمى. لدينا بلد أقل وصف يمكن إطلاقه عليه بأنه جنة الله في الأرض، فإذا استخدمنا الحكمة وصفاء النية في إدارة بلادنا، سنقود بلادنا إلى النور وستكون في مصاف الدول المتقدمة.

رسالة للقوات النظامية

كامل الاحترام والتقدير للقوات النظامية كمؤسسات، وكل ما يحدث من تفلتات ومخالفة للقوانين من قِبل القوات النظامية، لا يمكننا اتهام المؤسسات به ككل، فما زال بالقوات النظامية شرفاء أمثال حامد ومحمد صديق وسامي.

ما يجب أن تعلمه هذه القوات أنه لا ينبغي وجود عداء بيننا وبينها، فهي قواتنا المسلحة التي أتينا بها للدفاع عنا وحمايتنا. ومتى ما أحس الإنسان بأنه يسير في طريق خاطئ وينتهك حقوق غيره، فمن الأفضل الرجوع عن أخطائه وعدم التمادي في ارتكابها.

 

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.