آخر الأخبار

الخرطوم.. محاولات متكررة لفض اعتصام “الجودة”

الخرطوم – عمار حسن

لليوم الثالث على التوالي، يستمر اعتصام المتظاهرين أمام مستشفى “الجودة” بحي الديم العريق، وسط العاصمة السودانية الخرطوم، رغم المحاولات المتكررة من قبل قوات الأمن والعصابات المتفلتة “النيقرز” فضه.

جاءت فكرة الاعتصام بعد تمكن المتظاهرين بمدينة أم درمان، من إزاحة الحاويات التي نصبتها السلطات وعبور جسر النيل الأبيض في وقت متأخر من مساء الثلاثين من يونيو متجهين صوب القصر الرئاسي بعد مواجهة عنيفة مع القوات الأمنية التي تصدت لهم بعنف مفرط وقطعت الطريق أمامهم، مما دفعهم للتوجه إلى منطقة الديم باعتبارها الملاذ الآمن لمواكب الخرطوم، ومن ثم قرروا الاعتصام هناك.

حفاوة الاستقبال

واستقبل المتظاهرون بمنطقة الخرطوم وأهالي منطقة الديم على وجه الخصوص آلاف المتظاهرين القادمين من مدينة أم درمان بحفاوة بالغة، ووفروا لهم الوجبات ومياه الشرب وفتحوا بيوتهم لإيوائهم.

وحدد المتظاهرون القادمون من أم درمان المساحة الجغرافية للاعتصام من محطة الغالي شمالا وحتى تقاطع باشدار جنوبا، ونصبوا المتاريس على طول طريق الصحافة ظلط والطرق الفرعية المتاخمة لحدود الاعتصام.

وبدت الأجواء شبيهة إلى حد ما باعتصام المتظاهرين أمام القيادة العامة للجيش 2019، حيث أعادوا ترديد هتافات قديمة متجددة “الصبة وين الصبة هنا” و”ما ينوم ما ينوم”، كما رددوا هتافات تطالب بإسقاط الانقلاب ومحاسبة مرتكبي الجرائم وعودة المسار المدني الديمقراطي.

ومنذ صبيحة اليوم التالي “الجمعة” قرر المعتصمون التحرك صوب القصر الرئاسي عدة مرات، لكن القوات الأمنية تصدت لهم في محيط شروني مستخدمة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات جرى إسعافها لمستشفى الجودة، كما اعتقلت قوات الشرطة عدداً من المشاركين في الموكب نقلوا إلى القسم الشمالي بوسط الخرطوم، بعضهم أفرج عنه بالضمانة، والبعض الآخر نقل إلى سجن سوبا بأمر محلي من والي ولاية الخرطوم.

صلاة الجمعة في الاعتصام

في مشهد آخر يعيد للأذهان ذكريات اعتصام القيادة العامة، أدى المعتصمون أمام مستشفى الجودة صلاة الجمعة، وبعدها انطلقت الهتافات تشق عنان السماء وتحركت الجموع في مواكب متفرقة تجوب حدود الاعتصام جيئة وذهابا، ثم توافد المتظاهرون من بقاع شتى من أحياء جنوب وشرق الخرطوم لدعم الاعتصام.

وأطلق البعض نداءات لدعم الاعتصام بمواد تموينية وغيرها، ولقيت هذه الدعوات استجابة واسعة، حيث وصلت المأكولات والمشروبات والمفارش، وانخرطت نسوة وفتيات حي الديم العريق في تجهيز الوجبات بكل همة رغم الرهق وسخونة الأجواء.

محاولات فض الاعتصام

وجرت  أمس الجمعة عدة محاولات لفض الاعتصام من قبل قوات الشرطة التي هاجمت المكان من عدة اتجاهات لكنها باءت بالفشل بعد أن تصدى لها المعتصمون، كما هاجمت مجموعة العصابات المتفلتة المعتصمين في وقت متأخر من أمس مساء الجمعة بالأسلحة البيضاء، لكنهم لم يفلحوا في اختراق المكان بعد أن جرت مواجهة بينهم والمعتصمين الذين تمكنوا من إلقاء القبض على واحد منهم وتسليمه للشرطة.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.