الفاشر- سلا نيوز
قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، الأحد، إن بعض الأيادي المُرتجفة تسعى إلى تسميم أجواء السلام في دارفور بإشعال الحرائق.
وقال دقلو في كلمته بمناسبة في تخريج قوات حماية المدنيين بالفاشر، “نعلم تمامًا أن هناك بعض الأيادي المرتجفة تسعى إلى تسميم أجواء السلام في دارفور من خلال إشعال الحرائق هنا وهناك باستخدام أساليب الفتنة والتحريض بين المجتمعات بهدف جرها نحو القتال والصراع، مستغلين تراخي الدولة وانشغالها بقضايا أخرى ليست أكثر أهمية مما يحدث هنا في دارفور”.
وأضاف، “نقول لهؤلاء إن يد الدولة ما زالت قادرة على الوصول إليهم والتصدي لهم وحسمهم بالقانون.”
وأوضح أن “السلام الذي تحقق يحتاج إلى حراسة جادة ليتم تطبيقه على أرض الواقع لأن أعدائه في الداخل والخارج يحاولون إفشاله وعرقلة مسيرته، نحن كنا نعلم أن الطريق لن يكون مفروشًا بالورود وأن المتاريس ستكون كثيرة لكن إرادة الله غالبة وعزيمتنا قوية لتحقيق السلام، حتى لو اضطررنا إلى أن نحارب من أجله.”
وتابع، “نحن جادون في الوصول إلى سلام حقيقي يلبي احتياجات أهلنا في الاستقرار والتنمية وملتزمون كذلك بالعهد الذي قطعناه مع الله ومع شعبنا ، بالعمل على تنفيذ هذا الاتفاق بندا بندا، واستكمال هذا السلام وإلحاق اخوتنا الذين لم يوقعوا لننهي هذه الدائرة الخبيثة، ونودع الحرب بلا رجعة ونحول ثمن الرصاصة إلى قلم وكراس نكتب به عهدا جديدا لنا وللأجيال القادمة.”
وأشار أن “الصراعات القبلية خلفت واقعًا مأساويًا جديدًا يحتاج إلى وقفة حقيقية من أجل إعادة الأمور إلى نصابها بدراسة الأسباب ووضع الحلول المستدامة التي تقتل بذرة الخلاف قبل أن تنمو وتكبر يصعب اقتلاعها والقضاء عليها.”
وزاد، “لقد تفشت بين المجتمعات أمراض العنصرية والجهوية فأصبح الخلاف على كل شيء، الأرض والماء والمراحيل والزرع ـ لم يتبقى لهم إلا الهواء ليختلفوا فيه ـ حيث صار التصنيف باللون وتفاصيل الوجه والأزياء.”
ومضى قائلا: “لقد عادت هذه المجتمعات إلى عصور الظلام حيث يقتل الشخص أخاه من القبيلة الأخرى لأتفه الأسباب، بل ربما بدون سبب أصلا”.
وأكد أن هذه “الفوضى يجب أن تتوقف اليوم قبل الغد بقوة القانون وفرض هيبة الدولة وملاحقة المجرمين، ومحاربتهم ، وعدم التهاون في أمن وسلامة المواطنين الذين يقعون ضحايا لأطماع تجار الحرب، الذين يتكسبون بدماء الأبرياء لتحقيق أهداف سياسية وأجندة داخلية وخارجية تعمل على تفكيك وحدة السودان.”
لافتا إلى أن “ما يحدث في دارفور من فوضى يجب أن نتحمل مسؤوليتها جميعاً ونتصدى لها خاصة هذه القوات المتخرجة حديثاً والمعنية بحماية المدنيين والتي يجب أن يتخلى كل فرد منها عن قبيلته والحركة التي كان ينتمي لها، يجب أن يعلم كل فرد واعتبارًا من هذا اليوم أن قبيلته هي هذا (الكاكي) الذي تلبسونه وعلم السودان الذي يشكل وحدة شعبنا.”
وفي 8 يونيو/ حزيران 2020، أعلنت الخرطوم، اعتزامها تشكيل قوة محلية لحماية المدنيين في دارفور غربي البلاد، عقب انسحاب بعثة الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة المشتركة “يوناميد” من الإقليم نهاية 2020.
وفي 31 ديسمبر/ كانون الأول 2021، توقفت مهمة “يوناميد” رسميا في السودان، بعد أكثر من 13 عاما على تأسيسها، على خلفية نزاع مسلح بين القوات الحكومية وحركات مسلحة.
ومنذ 25 أكتوبر 2021، يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي، وترفض إجراءات استثنائية اتخذها آنذاك رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، يعتبرها الرافضون “انقلابا عسكريا”.
ونفى البرهان صحة اتهامه بتنفيذ انقلاب عسكري، وقال إن إجراءاته تهدف إلى “تصحيح مسار المرحلة الانتقالية”، وتعهد بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني.