الخرطوم- بشير النور
ذكر مختصون أن إعلان الشركة أبوظبي للموانئ، عازمة على إجراء مناقشات مبدئية مع الجهات المعنية في السودان لبناء ميناء جديد يتطلب الإفصاح الكامل عن جميع خطوات وبنود الاتقاق، بينما أعلن رئيس عمال البحر الأحمر، عبود الشربيني رفضه المشروع بالكامل.
وقال المستشار القانوني العام للشركة أبوظبي للموانئ إيميل بليسر، في رسالة لإدارة العمليات الرقابة والخدمات بسوق أبوظبي للأوراق المالية إن الشركة لم تبرم أي اتفاق بخصوص مشروع مشترك لبناء ميناء بالسودان.
والاثنين، قال رئيس مجموعة (دال) رجل الأعمال، أسامة داود عبد اللطيف، إن دولة الإمارات العربية المتحدة، ستبني ميناءً جديداً على البحر الأحمر في السودان.
وأوضح أسامة داود – الشريك في الصفقة التي تمثل أول شراكة أجنبية كبرى – أن إطار الحزمة الاستثمارية تبلغ قيمتها 6 مليارات دولار.
وقال عبد اللطيف إن الحزمة تشمل منطقة تجارة حرة ومشروعا زراعياً كبيراً ووديعة وشيكة بقيمة 300 مليون دولار لبنك السودان المركزي.
مناقشات مبدئية
وأكد المستشار القانوني أن الشركة بصدد مناقشات مبدئية مع الجهات المعنية في السودان وذلك في ظل سعيها المستمر لدراسة وتقييم مشاريع جديدة.
وأوضح الشركة ستقوم بالإفصاح للسوق في حالة الموافقة واعتماد أي مشروع واستثمار جديد لها وفق الأنظمة المتبعة في السوق.
معرفة التفاصيل
ووصف الصحفي المهتم بشرق السودان عبد المنعم أبو إدريس لـ (سلا نيوز) بيان الشركة بـالطبيعي لأن قوانين الشركات المُدرجة في سوق الأوراق المالية لابد أن تقوم بالإفصاح عن أي صفقة أو أرباح سنوية أوزيادة في عدد الشركاء.
وحول جدوى المشروع الاقتصادية والاجتماعية، قال أبو إدريس، إن ذلك يتطلب في المقاوم الأول معرفة كافة التفاصيل حوله، خاصة المسائل المتعلقة بالملكية. وتساءل “هل ستكون الملكية للدولة أم للشركتين المنفذتين؟”.
وأضاف: “من المعلوم أن السواحل ملكيتها لسيادة الدولة”.
وأشار إلى أن “مشروع الميناء الجديد يتضح أنه مرتبط بمشروع زراعي لزراعة القطن والسمسم الذي بدأ العمل فيه في منطقة أبو حمد بولاية نهر النيل ويتبع لشركة دال.
وتابع، “هدف إنشاء الميناء الجديد المطروح ليس للسودان فحسب بل أيضا لبعض دول الجوار الإقليمي خاصة وأن للامارات انتشار واسع في الإقليم”.
رفض المشروع
وفي أول رد فعل أكد رئيس نقابة العاملين بالموانئ الشرقية للسودان، عبود الشربيني رفضهم بالكامل جملة وتفصيلا، قيام ميناء جديد على ساحل البحر الأحمر.
وقال الشربيني ل (سلا نيوز)، إن “قيام الميناء يعني إنهاء ميناء بوتسودان الأساسي (الأم) وتضرر أكثر من 14 ألف عامل بولاية البحر الأحمر”.
إغلاق الموانئ
وأوضح الشربيني أنه في “حالة إنشاء الميناء الجديد سنقوم بإغلاق جميع الموانئ السودانية وصادرات السودان للخارج عبر البحر الأحمر وصومعة أسامة داوؤد.
وتابع: “نحن جاهزون لكل الاحتمالات فالمسألة أصبحت حياة أو موت” – حسب تعبيره -.
ودعا الشربيني “المسؤولين لتشكيل الحكومة المدنية في المقام الأول ثم بعدها فكروا في الشراكات السياسية”.
واستنكر إحجام الحكومة لدعم وتأهيل وتطوير ميناء بورتسودان الأساسي خلال الفترة الماضية.
صفقة إماراتية
وقال أسامة داود إن الصفقة الإماراتية تشمل أيضًا توسعة وتطوير مشروع زراعي بقيمة 1.6 مليار دولار من قبل شركة أبوظبي للخدمات المتكاملة وشركة (دال) للزراعة في مدينة أبو حمد بشمال السودان.
وقال إنه ستتم زراعة ومعالجة البرسيم الحجازي والقمح والقطن والسمسم ومحاصيل أخرى على مساحة 400 ألف فدان من الأراضي المستأجرة.
كما سيتم بناء طريق برسوم مرور 450 مليون دولار بطول 500 كيلومتر (310 أميال) يربط المشروع بالميناء، بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية.