تقرير: حسن إسحق
حوار بعنوان الشباب ومستقبل العمل السياسي أقامته الحركة الوطنية للبناء والتنمية ، مساء الجمعة الثالث من ديسمبر الحالي ، تطرق بعض المتحدثين إلى تاريخ الحركة الوطنية فى السودان، والدور الذي لعبوه فى الثورات السابقة التي إقتلعت الديكتاتورية العسكرية، بإعتبار أن الثورة تجري فى دم الشعب السوداني، إنها حالة إستثنائية فى العالم المعاصر، ثم العديد من شعوب العالم الثالث إستكانت للتسلط العسكري مع إستشراء ظاهرة الانقلابات العسكرية في العالم العربي، ولم ينس حظ القارة الأفريقية أيضا، وجهت أيضا أصابع الإتهام إلى النخبة السياسية، ودورها المباشر أو غير المباشر فى الإنقلابات، ودور الأحزاب السياسية فى تعطيل المسيرة الديمقراطية فى السودان، وأن الأخطاء فى الديمقراطية الأولى، أعيد إنتاجها فى الديمقراطية الثانية، وأعيد إنتاجها فى الديمقراطية الثالثة، والأحزاب لا تتعلم من التجارب، أوضح بعضهم أن قيام ثورة ديسمبر، وجدت الأحزاب فى أضعف حالاتها، بالإضافة إلى ذلك عند إندلاع أحداث 2013م، وجدت أحزاب عجوزة، إستنفدت كل أسباب وجودها وبقائها فى الساحة السياسية، ، والأحزاب الآيديولوجية إستنفدت كل أغراضها، ولا تتناسب مع جيل تعود على الميديا، والعمل الشفاف.
وتطرق البعض إلى الدور المهم الذي يقوم به الشباب فى أندلاع الثورات، ثم يطالبون الدولة الإستفادة من تلك الطاقة الهائلة، واي عمل فيه مجهود يقدمه الشباب فى كل الدول، وأي عمل تغيير يحتاج إلى حركة فى الشوارع، والثورة نادرة لكن ليست صعبة، إذا كانت الثورة تسقط نظاما سياسيا، وما بعد الثورة هذا السؤال الذي يجد إجابة صعبة، وأيضا طرحت خيارات للشباب، أما الإنخراط فى التنظيمات السياسية القديمة يحدثوا فيها ثورات من الداخل، تبدأ من الأفكار والقيادة، وأيضا أن تتقدم القيادة الشبابية العمل فى الأحزاب.
محاولة إستيلاء اليسار على الفترة الإنتقالية
زهير هاشم طه ، نائب الأمين السياسي للحركة الوطنية للبناء والتنمية ، بدأ النقاش حول التأريخ الثوري السوداني، ما بعد الإستقلال وحتى هذه اللحظة، وأشار زهير إلى أن الثورات الثلاث السابقة أكتوبر 1964، وأبريل 1985، وديسمبر 2018، يعتبره رقم قياسي يندر فى كل العالم، ولن تجد دولة خلال ستين سنة فجرت ثلاث ثورات، والثورة من الظواهر النادرة فى التأريخ، وتجدها فى عدد قليل من الأمم، ومرة واحدة أو مرتين، مثلما حدث فى أمريكا، روسيا، الصين وإيران.
وأضاف فرنسا والسودان هي حالات إستثنائية، الثورات تجري فى دم الشعب السوداني، ويصف الشعب السوداني بالشعب الثائر،
وأوضح زهير ، قبلها كانت الثورة المهدية عام 1881، و ثورة اللواء الأبيض عام 1924، بإعتبارها مرحلة مهمة من التأريخ، قال إن ثورة أكتوبر كانت حالة فريدة فى وقتها، أن شعب يستعيد الحكم الديمقراطي بعد ستة سنوات من الحكم العسكري، أن معظم الشعوب فى دول العالم الثالث بعد الإستقلال، إستكانت للحكم العسكري، وفى تلك الفترة إنتشرت ظاهرة الإنقلابات العسكرية فى إفريقيا والعالم العربي.
وأضاف زهير ، أن الظاهرة السودانية كانت إستثناء، فى أكتوبر 1964، تفجرت الثورة، وكانت الشرارة الأولي فى جامعة الخرطوم، وكانت القضية فى ذاك الوقت مشكلة جنوب السودان، أضاف أن النخب السودانية لم تخلق مبرئة من كل عيب، وممارستها ثم خطأها مما أدي إلى تدخل العسكر فى السياسة، وأوضح بعد أكتوبر، الفترة الإنتقالية شهدت صراعات، عندما حاول اليسار الإستيلاء على السلطة، مما أضطر الأحزاب الكبيرة تخرج للإحتكام للشارع، مما أدي إلى سقوط حكومة سر الختم الخليفة اليسارية الأولي، جاءت الديمقراطية، وحصل فشل كبير فى حل مشكلة الدستور، وحل مشكلة الجنوب.