آخر الأخبار

المقاومة الثقافية.. اتجاه جديد للمساهمة في التغيير بالسودان

الخرطوم – عمار حسن
اتجاه جديد سلكته تنسيقيات لجان المقاومة في الخرطوم، للمساهمة في التغيير بخلاف الأدوات المجربة من تظاهرات وإضرابات وعصيان مدني ووقفات احتجاجية.
وابتدرت تنسيقيات المقاومة جنوب أم درمان، ما أسمتها “المقاومة الثقافية والفكرية” عبر القراءة والمناقشة عبر المنتديات الفكرية.


وخصصت تنسيقية أم درمان جنوب مكان ضمن الاعتصام الذي أقامته بمحطة “الروسي” سراج سابقاً عقب مليونية 30/ يونيو حزيران الماضي، ووضعت فيه عشرات الكتب المتنوعة للإطلاع عليها من قبل المعتصمين لزيادة الذخيرة المعرفية تجاه قضايا الثورة والانتقال.
ويقول فائز حسن، أحد المشرفين على المكتبة، لـ (سلانيوز) إن وجودهم في الاعتصام أداة من أدوات النظام السلمي ورأوا أنه لا بد من وجود مرتكزات جاذبة لكل فئات المجتمع وليس “الثوار” فقط، وضرورة وجود تراكم معرفي في خط الثورة الفكرية.


وأردف: خلال سنوات ثورة ديسمبر الثلاث الماضية هناك تغيير سياسي على مستوى الحكم وثورة اجتماعية على مستوى القواعد لكن هناك نقص في الثورة الفكرية والمعرفية، التي تخدم ثورة ديسمبر في تحقيق أهدافها.
وتابع: “من هذا المنطلق جاءت ضرورة وجودة مكتبة على مستوى الاعتصام، ورأينا في اعتصام القيادة العامة الكثير من المكتبات لكن افتقدناها في بقية الاعتصامات التي انتشرت في الفترة التي أعقبت فض الاعتصام”.
وأشار إلى أن المكتبة بدأت في اعتصام شارع الشهيد عبد العظيم “الأربعين سابقاً” عقب مواكب 30 يونيو / حزيران الماضي، واستمرت ليومين، وبعد رفع الاعتصام انتقلنا لمحطة “الروسي” سراج سابقاً قبل رفعه الأسبوع الماضي.
وأبان أن المكتبة قامت على فكرة “فلنجعل من اعتصامنا سوحاً لتراكم المعرفة” وشعار “شيل كتب وقرب قريب وأقرا وما تمشي بعيد” على أساس تسليف الكتاب للقراءة وإرجاعه مرة أخرى.
وذكر أن الكتب عبارة ملكية خاصة لأعضاء مركزية لجان مقاومة أمبدة جنوب جمعت من الأعضاء نفسهم للاستفادة منها في الفترة الحالية.


وأضاف: “صاحبت المكتبة منتديات تحدثت عن الديمقراطية واشكاليتها وقضية الهوية والصراعات ذات الصلة”.
ونوه إلى أنهم اختاروا الكتب وفقا لمتطلبات المرحلة الانتقالية ومخاطبة جذور المشكلة السودانية من الحروب والنزوح بسبب وجود الدولة البوليسية في عهد الإنقاذ وما بعد الاستقلال “الهوية، اجتماعية، العدالة الانتقالية، نفسية” .
وأكد أن هناك إقبالا كبيرا جداً على المكتبة منذ انطلاقها في شارع الشهيد عبد العظيم وحتى تحولها لمحطة الروسي لدرجة أن البعض دعم الفكرة بالعديد من الكتب وصار الإقبال أكبر عقب انطلاق المنتديات الثقافية والمناقشات بعد القراءة.
وأضاف: “نبعت فكرة المكتبة من أن القائمين على أمرها والمقاومين في الشارع يواجهون دكتاتورا كبيرا جداً يتمثل في الجهل بخلاف دكتاتورية العسكر وذلك لتطوير طاقات المقاومة في الجوانب الثقافية والمعرفية لمساعدة الشباب للتفكير الخلاق على المستوى الشخصي ومن ثم الانطلاق نحو محطات الوطن الكبيرة”.
وأوضح أن المكتبة تعمل من الساعة الرابعة عصراً وحتى العاشرة مساءً وتضم أكثر من 50 كتابا.
من جهته، يرى محمد عضو مركزية أمبدة جنوب، أن هناك شيئا كبيرا مفقودا على مستوى بث الوعي وسط الشباب وعملية التأهيل والتطوير الفكري.
وأكد لـ (سلانيوز) أن المكتبة غذت المعرفة لديهم واستفادوا منهم. وأشار إلى أن ما لفت انتباههم وجود أطفال يافعين التحقوا بساحة الاعتصام للتزود بالكتب لا سيما التي لها علاقة بسنهم، مشيرا إلى استفادتهم منها.


وقال محمد إنه وجد كتبا كثيرة جذبته مثل “أثر الفراشة المقاومة السلمية واللا عنف” و “الهوية السودانية” وهي من الكتابات التي ناقشت القضايا والهوية السودانية المهمة وتناولها الشباب في الاعتصام وعقدوا حولها نقاشات مثمرة، بحسب تعبيره.
من ناحيته أكد عثمان عرفة، أحد زوار المكتبة أنها إضافة حقيقية من خلال الكتب المتنوعة التي وجدها، واطلع على عدد منها عن مفهوم الانتقال الديمقراطي وغيره.
وأوضح لـ (سلانيوز) أنه تناقش مع مجموعة كبيرة من الشباب حول بعض الكتب التي اطلع عليها عبر المنتديات الثقافية، واصفاً الخطوة بأنها “ثورة اجتماعية”.
وأردف: “قرأت كتاب “المرأة والجنس” للكاتبة نوال السعداوي، الذي فصلت فيه أشكال إخفاقات المجتمع تجاه الأنثى، وساستمر في زيارة المكتبة والاطلاع على الكتب لأنها أضافت لي كثيراً على المستوى الفكري”.


وفي السياق قالت رفيدة محمد حسن، عضو لجان مقاومة صالحة، لـ (سلانيوز) إنها تحضر للمكتبة يوميا منذ الرابعة عصراً وحتى العاشرة مساءً، واطلعت على كتب كثيرة كانت تبحث عنها منذ وقت طويل وجدتها بالمكتبة، وقرأت كتاب “الصراع في جبال النوبة” تعرفت من خلاله على المجتمعات هناك والمظالم التي تعرضت لها وطبيعة الصراع الذي أدى الحروب وتشريد الناس من مناطقهم، ورسم الكتاب الطرق المثلى للخروج من الأزمات التي تعيشها منطقة جبال النوبة، على حد وصفها.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.