الطفل العنيد نتيجة لعدة عوامل أهمها
التكنولوجيا خاصة التلفونات قد تؤدي إلى إدمان الطفل
الأسرة الممتدة سلاح ذو حدين في تكوين شخصية الطفل
حوار – هادية صباح الخير
ثورة التكنولوجيا غذّت عقول الأطفال بصورة كبيرة وأصبحت سلاحاً ذا حدين، خاصة الجلوس لساعات طويلة بدون رقابة تقود للإدمان والسلوك العدواني المدمر، بجانب ممارسات كثيرة تتطلب انتباهاً من الأسر التي ملّكت ٩٠ %من أبنائها أجهزة تلفونات وتابات بدون رقابة عليها، وأصبحت هذه التكنولوجيا تقود لتكوين شخصية الطفل، فإما أن يصبح عدوانياً وإما انطوائياً وإما أصيب بمرض التوحد، فالتربية أصبحت مشكلة كبيرة على الأسر والمدارس.
(سلا نيوز) جلست مع المرشد النفسي والتربوي (لينا القرشي) من أجل وضع بعض الحلول التي قد تسهم في معرفة التنشئة الحالية.
التربية المدرسية
تقول لينا القرشي لـ (سلا نيوز): “المدرسة تتمثل تنشئتها للطفل عبر المناهج المدرسية والمعلمين، والمناهج هي السياسات التي تنتهجها الدولة لإخراج الفرد الصالح للدولة والمجتمع من خلال غرس القيم والمبادئ والمواطنة التي تسهم في الحفاظ على الطفل بالإضافة إلى التربية الدينية والتي تشمل القيم والمبادئ والثقافة والعادات وتقاليد المجتمع، وبذلك يتخرج الشخص محافظاً لعادات وتقاليد المجتمع”.
دور الأسرة والمدرسة والمجتمع
هذه المؤسسات – بحسب لينا – تسمى مؤسسات التنشئة الاجتماعية، وكل له دوره في شخصية الطفل، فالأسرة مثلاً هي المؤسسة الأولى التي تُعنى بتربية الطفل ومنقسمه إلى قسمين، هما أسرة نووية وأسرة ممتدة.
فالنووية هي (الأب والام) وتعتمد على التنشئة المباشرة من الوالدين، فهما المسؤولان عن غرس القيم والمبادئ في شخصيته، ويتشبع الطفل منهما على المبادئ الأساسية لتكوين شخصيته، فهما المسؤولان عن إخراجه فرداً صالحاً للمجتمع، وكلما كانت الأسرة متوافقة ومتوازنة في سياساتها التربوية تجاه أبنائها، عاش الطفل في جو مشبع بالأمن والأمان والتفاهم، فبالتالي سيكتسب الصحة النفسية المطلوبة.
ومن الأمور المهمة التي أسعى دائما لتدريب الأمهات والآباء عليها – والحديث لا يزال لـ لينا – هي الانتباه لمتطلبات النمو للمراحل العمرية، فكل مرحلة لها متطلبات مختلفة من الناحية النفسية والاجتماعية.
الأسر الممتدة
وقالت لينا إن الأسر الممتدة هي الأسر التي تتكون من عناصر أخرى غير الوالدين، الجدود والأعمام أو الخيلان لها أثر كبير في التربية، ونحن المرشدين النفسين تراها سلاحاً ذا حدين، فإذا تعرض الطفل فيها إلى آراء عديده في تربيته من الآباء والأجداد، فقد يتعرض للعديد من المشاكل والاضرابات في شخصيته، خاصة إذا كانت هناك مقارنات ما بين الأبناء والأحفاد فيما بينهم، ويكون ذلك تحت عيون الأطفال فقد يولد “الحزازات والحقد والحسد”. وتابعت: أنماط شخصيات الأبناء مختلفة، فمنهم العاطفي والحساس الذي يتأثر بمثل هذه الممارسات خاصة إذا كان الطفل منغلقا، فقد يتعرض لعدد من الأمراض مثل الاكتئاب.
تفشي العنف الأسري
أولاً – أضافت لينا – لابد أن نرفع درجة الوعي عند الآباء وتبصيرهم بأن الأبناء شخصياتهم ليست مثل بعض. وزادت: “فهنالك الاجتماعي وهناك الانطوائي، وهناك الحسي وهناك الحدسي، وكل يحتاج إلى طرق معينة في التعامل، لأن الانطوائي يحب الخصوصية والجلوس لوحده أغلب الأوقات، ولا ينبغي أن نجبره بأن يكون اجتماعياً والعكس، ونحن قمنا بعمل دورات تدريبية للأسر في أهمية معرفة أبنائهم ومعرفة طرق التواصل الأمثل لهم”.
كيفية معالجة إفراط الأطفال في تعاطي التكنولوجيا؟
وأوضحت: “يجب أن توجد بدائل وبدائل تحقق لهم نفس أثر المتعة والإثارة، فيجب إشراكهم ببرامج رياضية وبرامج تنمية مهارات ذهنية واجتماعية مثل المخيمات الصيفية في الإجازات مع التقليل من استخدام التلفونات”.
أثر التكنولوجيا في تنشية الأطفال
قالت لينا: “يُعد الأثر كبيراً جداً، خاصة عن الإفراط في التعامل مع الأجهزة دون رقابة من الآباء، ولاسيما في ظل الانفتاح والتسارع المعرفي والمحتويات الرديئة، فقد أثبتت الدراسات بأن استخدام التكنولوجيا على الأطفال له جوانب سلبية”.
الأفلام العنيفة
وأشارت لينا القرشي إلى إصابة بعض الأطفال بالأمراض النفسية، فمنهم الأطفال الانطوائيون، ممن يتعرضون للاكتئاب العنف الذي يمارسوه الأطفال على بعضهم، وذلك نتيجة مشاهدة الأفلام العنيفة المشاكل الأخلاقية التعرض للإدمان الإلكتروني، ويصاب بعصبية شديدة مع والديه التعرض للتنمر الإلكتروني، فيكتسب عادات وتقاليد وثقافات تغسل أدمغة الأطفال.
عناد الأطفال والمعالجات
وأضافت: “العناد دائماً نتيجة للتربية القاسية أو المسيطرة أو الإهمال أو الدلال الزائد، كل هذه أساليب تؤدي إلى العناد، مما يتطلب أن يخصص وقت للحوار بين الوالدين والطفل، فأحيانا يحتاج الطفل إلى احتواء إذا عوقب”. وتابعت: “طلبات الطفل يجب عدم الاستجابة لها فوراً، مع إعطاء مساحة للطفل للتعبير عن انفعالاته دون تذمر من الوالدين”.
أسباب تبول الأطفال ليلاً
وأوضحت: “قد يكون الطفل تعرض لعدد من الأحداث الصادمة في حياته أو نتيجة للتربية القاسية مما يتطلب الرعاية والاهتمام من الوالدين ودون تحسيسه بأن التبول ينقص من ذاته وشخصيته، وإذا كان الطفل حساساً يجب عرضه على الطبيب”.
كثرة الخوف عند الأطفال
يجب الجلوس مع الأطفال والحوار معهم باستمرار إذا كانت تربيتهم قاسية ويجب الاعتذار لهم، ومناقشتهم بكل أريحية وإعطاؤهم الأمان في تصرفاتهم مع تفهم مراحلهم العمرية – قالت لينا – فتصرف الطفل في مرحلة معينة يكون طبيعياً، ولكن يجب ألا نقوم بتربيتهم بطريقة ترعبهم وتخيفهم منا.