آخر الأخبار

الوضع السياسي ما بعد 25 أكتوبر ..أسئلة حائرة..!!

الوضع السياسي ما بعد 25 أكتوبر ..أسئلة حائرة..!!

أصبحت الممارسة السياسية السودانية مرتبطة بالأزمات سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية وخلافه مما زاده المشهد تعقيداً وضبابية في الرؤية بغية التوصل إلى حلول ممكنة، وبما أن خانة المحور لا تغني عن خانة صانع اللعب.. هل بالمقدور أن تمارس السياسة وجوه جديدة بذات مقبولية ( الترابي، نقد، حسنين، الصادق) أم أننا فقدنا الأمل في تقديم من يقتنع به الشارع وتمثل تمريراته المحسنة بأرقات أمل بأهداف صحيحة يا تري؟ ..من واقع الممارسة التي لا تخلو من المخالفات الخشنة، والمشهد السياسي يكتنفه كثير من الغموض ولا نكاد نبصر ما يبشر بانفراجة قريبة.. هل من فكاك من المحاور التي تسعى لفرض إرادتها أم أن المشهد سيتغير؟

تقرير :عبدالقادر جاز

مستقبل المراهنة:
قال الأستاذ محمد الطيب آدم عضو المكتب السياسي لحركة العدل والمساواة السودانية إن الحقيقة تكمن في أن السودان يمر بمنعطف خطير للغاية ويتجه نحو مستقبل مجهول، مرجحا أن الأسباب التي قادت للاستعانة بالمحاور الخارجية هو الاحتقان السياسي الحاد الذي اختزل في الصراع الأيديلوجي الفكري والصراع ما بين نخب المركز والأغلبية الصامتة من الهامش بعيداً عن مصلحة المواطن، ولفت إلى أن مستقبل السودان مرهون بسياسة المحاور التي تسعي لإيجاد موطئ قدم لتحقيق أغراضها، مؤكداً أن هرم المكونات السياسية وحركات الكفاح المسلح يفتقر للقدرة على إخراج السودان من النفق المظلم في الوقت الحالي.

الانحراف والتجييش:الوضع السياسي ما بعد
اعترف محمد أن حكمة قادة الأحزاب السياسية الراحلين هم الأكثر نضجا وفكرا ورؤية وطنية من القيادات الحالية رغم اختلاف الأفكار والأيديلوجية، مرجحا صعوبة أن تتكرر القيادات السياسية الراحلة الحكيمة في المستقبل القريب، وأضاف نرى أن السودان ينحدر نحو خشونة سياسية بصورة متسارعة نتيجة لغياب الحوار والانحراف عن مسار التحول نحو العنف، وأخذ الحقوق بالقوة، منوهاً أن الأخطر اتجاه الأحزاب إلى تجييش الشباب واستخدامهم لمواجهة القوات الأمنية، والانجراف عن مسار السلمية وأهداف الثورة، بالمقابل استخدام القوة المفرطة من القوات الأمنية في مواجهة المتظاهرين ما أدى لاستشهاد العشرات، ونتج عن ذلك تطورات مؤسفة، مضيفاً إذا لم تجري المكونات السياسية مراجعة في منهجها وفي التعاطي مع القضايا بصورة عقلانية وترجيح صوت العقل والتنازل سينحدر السودان إلى كارثة وهذا ما نخشاه، وبرهن بأن الممارسة السياسة الخشنة للقيادات الشبابية والطلابية في الجامعات السودانية انعكس أثرها على الواقع السياسي.

المغازلة السياسية:
وأوضح محمد أن معظم الأحزاب السياسية التي أنشئت في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي لها امتدادات وارتباطات خارجية كالحزب الاتحادي الديمقراطي وحزب الأمة والحركة الإسلامية والحزب الشيوعي السوداني، ووصف مواقفها بالمتأرجح ما بين إرضاء الخارج ومغازلة الداخل واستغلال عاطفة الجماهير السودانية من أجل الوصول إلى السلطة، مؤكداً أن السودان أصبح مستباحا من قبل المخابرات الخارجية على واقع إدارة المشهد السياسي بيد بعض السفراء، قائلاً على الأسف أن هؤلاء استغلوا السيوله السياسية والظروف الاقتصادية التي يمر يمر بها السودان، بجانب استثمار خلافات المكون العسكري والمدني وتوظيفها لخدمة الأجندة الأجنبية ومن الطبيعي أن ينعكس على أداء الدولة بشكل عام.

هيبة الدولة:
دعا محمد كافة المكونات السياسية والمجتمعية للتوافق على برنامج الحد الأدنى مراعاة للمصلحة العامة، والعمل على دعم فترة الانتقال والمحافظة عليها حتى نصل إلى مرحلة الانتخابات، وتنفيذ بنود اتفاق جوبا، ووجه إلى ضرورة إلحاق حركات الكفاح المسلح التي لم توقع بالاتفاق استكمالاً للعملية السلمية كحركة تحرير السودان بقيادة الأستاذ عبد الواحد محمد النور والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، وأضاف أن أهم من ذلك بسط هيبة الدولة لإنهاء كافة الظواهر الأمنية السالبة في كافة ربوع البلاد، مبيناً بهذه الطريقة يمكن أن نخفف من التدخل الأجنبي في الشئون الداخلية والتقليل من المخاطر التي تهدد وحدة السودان وتقسيمه إلى دويلات فاشلة.

تجارة رابحة:
أقر الأستاذ حسب النبي محمود حسب النبي أمين الشباب بحركة تحرير السودان بقيادة مناوي أركو بأن العملية السياسية في أفريقيا أصبحت في غاية التعقيد وتنقصها المصداقية والتوجهات الديمقراطية المبدئية حول الموقف السياسي، ووصف العمل السياسي في السودان بأنه أصبح تجارة رابحة أكثر من كونها ممارسة نشاط اقتصادي تجاري، قائلاً إن الممارسة السياسية من منظور اقتصادي أضرت بالعمل السياسي وجعلت الكثيرين يمتحنون السياسة كمثل المحاسبة والطب والمهن الحرفية ما نتج عنه مجتمع سياسي فاسد وكوادر سياسية فاسدة، معتبراً أن مثل هذه المسائل روج لها الأخوان المسلمون طوال الثلاثين عاماً الماضية، وثمن الأدوار الكبيرة التي بذلتها القيادات الراحلة أمثال ” الترابي، نقد، الصادق، حسنين” في العمل السياسي والفكري بدليل أنهم قدموا الكثير من الكتب المعرفية في الحياة العامة للمكتبة السودانية، وأشار بالمقابل إلى أن هؤلاء احتكروا العمل السياسي في السودان لعقود من الزمان على رئاسة القيادة التنفيذية والسياسية حتى مماتهم، مبرهنا أن البعض منهم قاد انقلابا عسكريا من أجل الوصول إلى السلطة وهذا ما لا نسمح به في الدولة السودانية الحديثة.

انقلاب بارد:
قال إن الشعب السوداني قاد أول انتفاضة عربية وأفريقية بعد انقلاب الجنرال إبراهيم عبود على أول نظام ديمقراطي بعد الاستقلال المجيد، معتبراً أن انقلاب البرهان انقلاب بارد بالرغم من أن تمت تسميته بتصحيح المسار، موضحاً أنه مع العلم أن تصحيح مسار الثورة يجب أن لا يمر بالمعتقلات وقتل الشباب في المتاريس وقس على ذلك، نظام مايو، والإنقاذ. والانقلابات التي لم يكتب لها النجاح والمواقف الوطنية من القوى السياسية التي أقعدت الشعب السوداني والدولة السودانية.

الوضع السياسي ما بعدالتماسك ووحدة الصف:
أكد حسبو أن المشهد السياسي متباين، والثقة معدومة منذ إسقاط النظام البائد، ودعا إلى أهمية الاستفادة من التجربة والعمل على معالجة الاختلالات بعيداً عن الأيديولوجيات الفكرية والتوجهات القبلية في هذه المرحلة، مبينا أن السودان تكمن قوته في تماسك الصفوف ووحدة لجان المقاومة والتجمعات المهنية وقوى العمل الديمقراطي، معتبراً أن العدو الأول للعملية الديمقراطية هو ما يسمى بالمحاور، مطالبا بضرورة التركيز على كيفية إدارة وحكم السودان بعيداً عن المحاور، مرجحا إذا عادت التدخلات الخارجية عادت الجماهير إلى الشوارع وحتما هي الفيصل بعد إرادة ربنا، مستطردا طالما الشعب السوداني بهذا الضمير الوطني الحي بإذن الله يوما ما سنصل إلى تلك الدولة التي نناضل من أجلها طوال سنين الكفاح الوطني المجيد.

استفحال الأزمة:
أكدت الناشطة الحقوقية نجلاء السماني أبو عائشة أن السياسة أصبحت مصدر تشاؤم للشعب السوداني بأزماتها المتراكمة والمرحلة على مدى الحقب الفائتة، موضحة أن من أسباب استفحال هذه الأزمات هو الفهم الخاطئ للسياسة، فالبعض يختصرها في مصلحة فن الممكن لمصلحة المحددة، ونتج عن ذلك أحزاب وشخصيات تكرس نفسها لمصلحة معينة سواء كانت جغرافية أو عرقية وخلافه، وأردفت بقولها إن حكومة الإنقاذ ساهمت في تكبيل الحريات السياسية وعدم قبول وجهات النظر التي هي أساس البناء الفكري السياسي خلافاً لما يمكن أن يقدم من برامج، مرجحة أن ذلك أدى إلى العنف بأشكاله المختلفة عن لغة الحوار، مستطردة عندما جاءت الثورة بدأت تظهر هذه الأمراض النفسية للممارسات السياسية الرأسمالية الإنقاذية التي قادت إلى التفكير المادي وظهور الفساد وتدهور الاقتصاد ونتجت عنها الأزمة السياسية الاقتصادية.

البعد الفكري:
وقالت نجلاء إن الممارسة السياسية الحالية غاب عنها معلمو السياسة فمعظم قيادات بعدين كل البعد عن البناء الفكري، ومشغولين بتقسيم السلطة، واعتبرت أن هذا قاد إلى الاستقطاب السياسي الحاد المبني على الكراسي والقسمة، مضيفة لا فائدة لكرسي بلا فصل، ولا فائدة لفصل دون زملاء، ولا فائدة لزملاء دون منهج، ولا فائدة لمنهج دون أستاذ يدرس، وها هي النتيجة الواقعية.

الواقع السياسي:
أكدت نجلاء أن الأزمة السياسية السودانية موجودة منذ الاستقلال بدأت بنعومة ما بين تيار الوسط الذي تقوده أحزاب الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي وحتى الانقلابات العسكرية حدثت نتيجة لهذه الأزمة، مشيرة بهذا الخصوص إلى أن انقلاب عبود سياسي إن صح التعبير، مضيفة بأن وجود الميرغني والصادق كأقطاب ملهمين وحكماء يخففون الأزمة فهم أساتذة تلك المناهج آنذاك، مؤكدة أن استفحال الأزمة السياسية حدث حينما وقع انقلاب نميري وظهر اليسار بقيادة محمد إبراهيم في المقابل ظهر الإخوان المسلمون بقيادة حسن الترابي ومن هنا تشكل واقع سياسي جديد كل على حسب منهجه وفكره الأيديولوجي.

شاركها على
اقرأ أيضًا
أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.